من سفر الخالدين-عبد الكاظم طاهر الركابي/محمد حسن جياد

Wed, 19 Feb 2014 الساعة : 23:38

 

عبد الكاظم طاهر مطلك ألركابي

تولد 1951 تخرج في كلية الزراعة جامعة بغداد سنة 1973 - 1974
وفي سنة 1976 تعين مدرسا في إعدادية زراعة أكد
وهو أول من ثبت انتماؤه للمعارضة الإسلامية الدينية الحقيقية آنذاك
درس في الحوزة العلمية السطوح والمقدمات
على يد السيد محمد باقر الصدر (قدس نفسه الزكية)
ووصل الى درجات عالية من المعرفة والتفقه بالدين وإبداء الرأي السديد , وكاد ان يتوسم العمامة لولا انه كان موظفا بصفة مدرس ..
نشأ نشأة دينية علمية أدبية , امتزجت هذه النشأة الصالحة مع اتجاه عائلته الأصيلة , فشب محبا للخير مدافعا عن الحق والعدل , حيث ان والده الحاج طاهر ألركابي هو من المعلمين الأوائل في الشطره , اشتهر بزهده وتقواه ومسيرته التربوية البناءة في تهيئه الجيل وإعداده إعدادا إسلاميا ...
ولعبد الكاظم اخوين هما محمد علي الذي ذاق الويلات بعد محاولة هروبه خارج العراق وأخوه الثاني عبد العالي ذلك المؤمن الرسالي الذي تلقى اشد أنواع التعذيب في سجون صدام وهاجر الى لندن لحد الآن ويذكر ان لعبد الكاظم أخت (اسمها - زهاء - ) كانت في المرحلة الخامسة من كليه الطب وقد نظم الاتحاد الوطني سيء الصيت اجتماعا في الجامعة موسع ضم كل الطلبة ....
وطلب من الطالبات عدم ارتداء الحجاب , وقال من تعارض هذا الأمر تفصل من الكلية فرفعت يدها أمام الجمهور المحتشد , وقالت أنا أول من يفصل ويضحي بمستقبله من اجل مذهبه , وخرجت من ألقاعه أمام الأنظار, لترسم للجميع خطا جهاديا جديدا .
وعبد الكاظم نشا في هذه العائلة التي أعطت للإسلام سر النفوذ في عقول الناس وقلوبهم , واعتنق الإسلام عن دليل واثبات , وانفتح على كل مخالف له بالبرهان, وعرف بالنزاهة والاستقامة والعدل .
ان الشعور المعنوي الذي يمتلكه عبد الكاظم يعطي للبذل والتضحية مذاقا خاصا , لا يحس بطعمه الإنسان المادي وهذا الشعور هو الذي يحول الوجود الى ساحة عطاء, فلم تزده التحديات إلا إيمانا وإصرارا وثقة , فقد علمته التحديات ان يبتسم أمامها لأنه أدرك ان نفسه تتزود وتتمول من زاد المصاعب , ولم يزده ذلك إلا ثقة بدينه .
وهو من الشهداء الذين لهم مزايا وخصائص ليست لغيرهم , فهم تحملوا من العناء بحجم أهدافهم وقد ابتلاهم خالقهم على قدر إيمانهم , وقدر حرصهم على الرسالة الالاهيه . فمضى شهيدا على هذا الطريق الذي يعج بالمضحين ممن اختصروا المسافات, ونذروا أنفسهم من اجل إحقاق الحق , وإشاعة العدل , وكانوا في كل شيء قمة , وكانت أروع قممهم , قمة الصمود , لذلك وجب تخليدهم على أنهم قدر وطني إسلامي , حيث أعاروا أنفسهم , وتعلقت أجسادهم على أعواد المشانق , ولم يبخلوا بكل مالديهم , وهكذا تكللت مسيرتهم المظفرة بالانتصار على أعداء الإنسانية , وعندما يكشف النقاب عن مثل هؤلاء , معناه ان هذه الشخصيات التي عاشت بيننا كانت قد اختزنت قيما معينة استحقت بها ان تتوشح بأكاليل الشهادة ليهنئوا بجوار الله في روح وريحان وجنة نعيم ....

(محمد حسن جياد)

من سفر الخالدين-عبد الكاظم طاهر الركابي/محمد حسن جياد
Share |