الكتابات التي تنال اعلى القراءات /طاهر مسلم البكاء
Wed, 19 Feb 2014 الساعة : 1:51

عندما تنال كتابة أعلى القراءات فهل يدل هذا على ان الكتابة بمكان من الأهمية والخطورة ، أم ان ذلك يرصد ثقافة القراء واهتماماتهم العامة ، لماذا تجذبنا عناوين بعينها وتشدنا لقراءتها ونجـد انها تجذب الكثيرين معنا ؟
وعند التدقيق والتركيز عادة ما نجد انها لم تكن بذلك المستوى من الأهمية بقدر ما كانت تحمل الأثارة لأنحرافها عن المتداول العام الذي تعارف الجميع عليه ،ومن هنا فأن مطالعة الموضوع كأنها تبحث في سؤال كبير هو كيف تجرء هذا الكاتب على الخروج عن المتعارف العام .
الخروج عن المتعارف :
ان تجاوز المألوف لا يأتي على سياق واحد ،فالأيجابي منه هو ان يأتي الكاتب بشئ جديد وهذا هو الأبداع الذي يستحق بحق الأهتمام والأطلاع والقراءة وهذا ما يشمل العلوم المبتكرة والمخترعات وانواع الفنون والأدب والنقد السياسي والأجتماعي وغيرها من الأبداعات الحياتية الأخرى .
اما تجاوز المألوف السلبي فهو ذلك الجهد الذي يبذل من اجل الهدم وليس من اجل البناء والذي يتحدى فيه الكاتب المجتمع من اجل بث سموم وفتن كتداول العقائد والمذاهب والطوائف بأسلوب خبيث الغرض منه الوصول الى حالة من الفرقة والتقاتل والأنقسام في مجتمعات موحدة يغلب السلام عليها في الأصل .
وهناك نوع آخر يعد من أخطر انواع التجاوز السلبي وهو التطاول على المعتقدات الدينية والنيل من الأنبياء والرسل وقد يصل الأمر الى قدس الآلـه وهو تجاوز يحاول الكاتب من خلاله الظهور والبروز على طريقة خالف تعرف ولكنه لايضع في حسابه مدى الخراب الذي يحدثه والخلخلة في الفكر الأنساني وخاصة لؤلئك الذين يمتلكون نفوسا قلقة .
التناول الفلسفي العلمي والتطاول :
ان تناول موضوع ما بصورة علمية ونقد منطقي يهدف الى معرفة الحقيقة ،كما يفعل الكثير من الفلاسفة ، هو شئ يمكن اعتباره وعده ضمن الطرح الأيجابي الذي يغذي الفكر الأنساني ويسند تطوره ، ولكن التطاول على الأديان والنيل من المقدسات بسفاسف الكلام الغير منطقي والبعيد عن العلمي هو اردئ انواع التجاوز السلبي الغير مقبول والذي ان دل على شئ فأنه يدل على الأنهزام والخواء الفكري ، ولكنه مع الأسف ينال عدد قراءات كبير لما يثيره من جذب انتباه لحالة شاذة على المألوف وحب استطلاع رغم عدم تأييده في ما يذهب اليه .
ثقافة عصرنا وثقافة من سبقونا :
هل عصرنا اكثر ثقافة من العصور التي سبقتنا ، ام انهم فاقونا في الكثير ،ومن اهم ما سبقونا فيه انهم كانوا يبدءون من الصفر ليضعوا اعظم النظم والشرائع والمبتكرات والعمران ، ولاتزال اهرامات مصر واثار بلاد الرافدين تحكي قصص الأبداع الذي يدهش انساننا الحالي بمبتكراته الحديثة الموغلة بالتطور .
ونحن نعود في صفحات التاريخ تسترعي انتباهنا عبارة رائعة وجدت مكتوبة باللغة الآرامية ،في معبد في تدمر قبل 2500 عام تقول :
( لا تشتم الها ً لاتعبده ) .
هل هناك ايضاح اكبر على ان اجدادنا كانوا أكثر تسامحا ً وقبولا ً لبعضهم من اهل زماننا الذي نعيشه اليوم .