تساؤلات امرأة قصيدة بهاء الدين الخاقاني / الدكتور مدين جلال
Wed, 19 Feb 2014 الساعة : 0:14

انها قصيدة الخضوع والامتلاء، هكذا يتعطب الانسان بالجراح، ليكون التساؤل وان كان رمز السياق المفيد للمعاناة، انها اشكالية السؤال والجواب، لا يهم من يسأل ولا يهم من يجيب، ولكنه الجدل الدائم والحوار الابدي.
هكذا يكتب الشعر حد الهوس، إشارات بلورية منسكبة من الضياء في متاهات لا حصر لها، تحاكي زمن الاساطير بآهات شاعرنا الابداعية، وان اشكلت علي عتمة في داخل الشاعر ربما هي الحزن الدائم في معانيه اللامنتهية دائمة الثورة للتأمل، لتلتصق به كانسان اخاديد القلق في لا مالوف من ابياته كأنه يسكب دما لا مرئيا من قلب حقا خضع لعملية جراحية ..
ابيات لا اخصصها ترتعد وهي تنسل من طبيعة فلسفية وهو ليس بفليسوف على ما اعتقد على رغم وضوح ثقافته العاليا، ولكنه يراوغ الحكمة بدهاء كي لا يظهر في فوضى الواقع المعاش، متأملا قبرا كالرحم يولده لحياة جديدة ينتظر انبعاث نهضته كانسان كما يريد ولكن يجد اعماقه الهادئة لا تسعفه على طبيعته النارية الثورية التي احكمتها الاخلاق، فتصرخ به النفس ليكبتها .
ليس ما يترقبه هو القصيدة بل امر من اعماق الاف السنين، يسوق نفسه اليها بعيدة عن بهرجة الامال وكوابيس الياس ليضم نفسه الى الاسئلة ويزيف الجهل بانه لا يعرف شئ .
لا يظهر الاديب هنا مبدأ ولكن يحاول ان يكون مبدئيا امام زيف الالوان عله لا ينتج زبدا، ولهذا يعتصر نفسه حد الموت كيما تخرج هذه القصيدة بدون زبد وان كان يضرب الخيال بامواج ابياته الشاعرية العرفانية الغزلية في تلاحم يستغرب انه لا ينتج زبدا او رغوة كيما ننقدها ونتهجم عليه، وهويعتم على عناق فتاة الحلم كيما لا نرى الصورة الا سرا مكنونا يعيش لفحته الحرارية في السؤال الفلسفي الغائر نحو البعيد، ان كان حلما او سماء او عينين او شفتين، وكيف تنغمس الحياة بإيقونات السؤال ساكنا في غوره يبحث عن الأعماق وان كان اطباق لشفتين او همس بالاذنين او عناق او صلاة، ليدفن تعبه او يخفيه، وكانه يرغب بالعراء ولكنه لا يستطيع وهو في اعتكاف مع مجانينه يسامر القصائد والعاشقات دون استكمال حاجاته البيولوجية ليكبت صراخه في شاعريته، هكذا دون أن يهبنا سرا من اسراره، وهو يرعى المشاعر نحو متاهاته ليتقن الكتمان، فكان عبر قصيدته هذه تجليا نورانيا عرفانيا وان لم يكن يقصد العرفان، لانه لا يفني نفسه بأي شئ فهو راغب بالولادة وهذا يخالف العرفان وهو ينشد القرب من الجواب ويعظ باسنانه على درب الحقيقة كيما يحصل عليها، والاغرب يبقى بتوهجه ولا ينطفئ، هكذا كانت القصيدة في بوحها المكشوف سرا عظيما بشاعرية شاعر دون أن نعرف من اين بدأت محنته ومتى اتخذ الوان العناق على رغم توحده مع نفسه وحبه ..
................
الدكتور مدين جلال - الجزائر
https://www.youtube.com/watch?v=l-kz7FQBCkI