هل تتحقق وتحققت الإستشرافات التنبؤية لبيان الأئمة !/مير عقراوي

Mon, 17 Feb 2014 الساعة : 2:40

قبل نحو ( 23 ) عاماً < وقت كتابة ونشر هذه المقالة > لفت نظري كتاب بإسم [ بيان الأئمة ] في إحدى مكتبات مدينة قم الدينية الإيرانية المعروفة . وذلك خلال زيارتي لها عام 1983 من القرن المنصرم .
لما ألقيت نظرة على محتويات الكتاب وجدته جديراً بالقراءة ، فآشتريته على الفور . هذا الكتاب يتحدث بشكل موجز وعام عن الإستشرافات والتنبؤات المستقبلية ، وذلك على لسان ، كما يرويها الرواة لعدد من الأئمة ، وهم الإمام علي وأولاده الأئمة – رضوان الله وسلامه عليهم - ، وفي بعض التنبؤات والإستشرافات توجد روايات عن الكرد والعرب والترك والفرس ومآلاتهم والتطورات التي قد تحدث لحكوماتهم ومجتمعاتهم . بالرغم من ذلك أنا لاأجزم بأن جميع ما ورد في هذا الكتاب هو من أقوال وتنبؤات الامام علي وأولاده الأخيار الأبرار بشكل قاطع وكامل ، لأن الروايات الدينية سواءً الحديثية منها ، أو غيرها تعرَّضت في مختلف مراحل التاريخ الماضية الى ما هو معروف من الدَسِّ والزيادة ، أو النقص ، أو الإختلاق ، لكن – مع هذا – رأيت أن بعضاً منها تتطابق والأحداث الجارية في عصرنا ! .
إن خلاصة تلكم التنبؤات والإستشرافات ومفهومها العام يتحدث بأنه سوف يأتي زمان تُصاب الدول المحيطة بالكرد بحالات وأوضاع كبيرة من الضعف والهوان ، حتى أن بعض هذه التنبؤات لكتاب [ بيان الأئمة ] تشير – كما أتذكر – الى سقوط هذه الحكومات وآنهيارها ، بالإضافة غن المنطقة سوف تتعرض الى حروب دموية شرسة ، في هذه الأحوال سينهض الشعب الكردي بسرعة ، وإنه سيقوم بثورة قوية عارمة ليؤسس له دولة عظيمة قوية مقتدرة على أرض وطنه ! .
في الحقيقة إن الإمام علي وأولاده ، مثل الحسن والحسين وزين العابدين وجعفر الصادق – رض – كانوا من الرجال الأولياء الصالحين المتقين الربانيين الى أبعد الحدود ، وكانوا من العلماء الأعلام بطبيعة الحال . كذلك فإنهم – روحي لهم الفداء – كانوا على درجة عالية جداً من الصفاء والنقاء الفكري والنفسي والروحي ، هذا بالإضافة الى ذكائهم الخارق ..
على هذا الأساس فمن تكن نفسه نقية وصافية وهادءة ومطمئنة ، وهو يمتلك فكراً وروحاً صافية فإنه قد يتمكن من التنبؤٍ وقراءة المستقبل وإستشرافه ولو بأجزاء محدودة منه ، مثل [ نوستراداموس / 1503 – 1566 ] المتنبيء والشاعر الفرنسي المعروف ، ومثل المتنبيء والشاعر الكردي المعروف [ إيلي به كَي جاف ] الذي له ديوان شعري مطبوع ومنشور عن تبؤاته وإستشرافاته المستقبلية .
وقد يكون بين الناس بشكل عام قلة تمتلك مَلَكة التنبؤٍ بما سيحدث لاحقاً من أحداث ، مع إستشرافهم للمستقبل وقراءته ، وهذا كله يدخل ضمن [ علم المستقبليات ] ، حيث بدا الإهتمام به وبالتحديد في الغرب . وقد تنبَّأ الشاعروالمتنبيء الكردي [ إيلي به كي جاف ] قبل قرن من الزمان بحصول تغيرات وحوادث كبيرة في المنطقة ، منها سقوط الشاه الإيراني عبر ثورة شعبية كبيرة ، ثم مجيء شخص يحكم بلاد فارس ، أو ايران كما تسمى اليوم بإسم الدين والمذهب ! .
أما الشاعر والمتنبيء الفرنسي [ نوستراداموس ] فإنه أيضاً صاغ تنبؤاته المستقبلية على شكل مقاطع شعرية ، وقد تنبأ [ داموس ] بحصول الكثير من الأحداث في العالم ، مثل الحروب العالمية والزلازل العنيفة والمدمرة ، ثم تنؤءه بحصول هجمات الحادي عشر من شهر سبتمبر لعام 2001 !! .
بالعودة الى موضوعنا نقول : انه حينما نقارن إستشرافات وتنبؤات كتاب [ بيان الأئمة ] المستقبلية بالأوضاع السياسية والإجتماعية والإقتصادية للدول المقاسمة لأجزاء كردستان نرى بأنها قد تحقق الجزء الكثير منها بالفعل منذ بداية القرن الماضي ، أو غيرها من تطورات الأحداث الجارية في المنطقة وخارجها أيضاً التي أشارت اليها التنبؤات ، والى يومنا هذا ، فالعراق سقط وآنهار بالكامل ، وسوريا هي على مشارف الإنهيار ، أو بات منه على قدر [ قاب قوسين أو أدنى ] . أما الدول الأخرى فقد مَسَّها الضعف والهوان في الكثير من جوانبها ، وربما انها قد تكون قد آقتربت مما ينبغي أن تقترب منه كما بيان الأئمة ! .
بهذه المناسبة أورد حديثاً عن سيدنا رسول الله محمد – عليه الصلاة والسلام – الذي قد يتعلق بالأحداث الجارية في كردستان والدول المحيطة بها والمقتسمة لأجزائها ، ثم المنطقة بشكل عام ، يقول الحديث النبوي :
{ لاتقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب ، يقتل الناس عليه } ينظر كتاب [ صحيح مسلم ] ، ص 1448 ، وفي رواية ثانية : { يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب } ينظر نفس المصدر المذكور ونفس الصفحة ! .
والفرات كما هو معروف نهر من أنهار كردستان التاريخية المعروفة ، لكن ما هو الجبل الذهبي المعني بالحديث ، فهل المقصود به الذهب الأبيض ، أي المياه ، حيث الصراعات المستقبلية تدور حولها على رأي المراقبين ، أم إنه الذهب الأسود ، أي النفط الذي ينبع الكثير منه في كردستان أيضاً ، أم هو كنز آخر ، أوهو شيء آخر ...؟! . قد يكون هذا ، أو ذاك ، أو غيره { ولَتَعْلَمُنَّ نبأهُ بعد حين } ! . 

Share |