من يفوز المواطن ام الساسة /طاهر مسلم البكاء

Mon, 17 Feb 2014 الساعة : 2:16

لكي يكون جوابنا منطقيا ً يجب ان نحدد ماذا يريد المواطن ، وما هي الأهداف المتوخاة شعبيا ً من الأنتخابات وهل اننا امام حالة شعبية موحدة بحيث يمكن ان تكون الأجوبة لهذه التساؤلات موحدة لأغلب فئات الشعب العراقي .
وعلى الجانب الآخرماذا يبغي ساستنا ،اولئك الذين ثبتوا اقداما ً حديدية في الساحة السياسية ،وبدت لهم الأمور نزهة او فرجة أو جاه وسلطان او مهنة تفوق وارداتها المهن الأخرى أو كل هذه الأمور مجتمعة .
جانب المواطن :
على ابواب الأنتخابات القادمة بدا شعبنا في طيفه العام لايزال بعيد عن ادراك اهمية الأنتخابات وخطرها وظهر وكأنه ينتظر القياد والتوجيه ولا يبدو انه سيكون صاحب المبادرة والتغيير الكبير الذي سيقلب الأوضاع ، فالعشائرية لازالت راياتها تحمل الاف البطاقات الأنتخابية ظنا ً من الشعب ان فردا ً من العشيرة بغض النظر عن كفاءته سيكون افضل فائدة لأفراد عشيرته من ذلك الغريب عنها حتى ولو كان يحمل مؤهلا ً، وصلات القربى تأخذ تحزبات كبيرة ايضا ً بأتجاه المصالح الآنية القريبة ،وهناك جماعات الأفتاء الحزبي والتي تحمل بذور التعنصر ونسيان العمل من اجل الوطن والمصلحة العامة بأتجاه المصالح الحزبية الضيقة ،وهناك فئات قليلة مستعدة لبيع اصواتها بمغانم زهيدة كالهدايا البسيطة والسلع ،كما ان هناك فئات منتشرة أصبحت تحترف تقديم اصواتها وخبراتها لقاء وعود بمناصب أو غيرها .
المثقفون :
المثقفون الذين يصفون بأنهم الطبقة الواعية من المجتمع مع انك تجد انهم في مناقشاتهم العامة يصلون الى كبد الحقيقة ويحللون الواقع العراقي المرير، ولكنهم لايضعون حلولا ًأو أهدافا ً مشتركة يمكن لهم ان يعملوا بأتجاه تحقيقها ،فلا توجد راية واحدةأو تجمع كبير يضمهم ويوحد اصواتهم لدعم توجه قوي موحد ، وبالتالي ومن باب يأسهم من قدراتهم في التوحد ،ولوجود هاجس التغيير الذي يحرك دواخلهم فأن أغلبهم وجدوا انفسهم يرتمون في احضان الحيتان السياسية القائمة ويجبرون على السير بمسارهم ، اما اولئك الذين فضلوا العزلة والتفرج فأنهم ينتظرون أي هفوة أو زلة من الساسة لكي يخرجوا في مظاهرات لاتنال أجماع الشعب عليها ،كونهم سمحوا للأمور تجري على الغارب وارتضوا العزلة .
جانب الساسة :
يحاول ساستنا الأبقاء على اماكنهم وبعضهم بدأ يتوسع في كتل صغيرة ليضمن حتمية عودته الى عضوية البرلمان وعدم مفارقته له ، ونجد انهم على اعلى المستويات وفيما يبررون الأفعال التي يرى الشعب انها استغلال لتفويضه لهم ،ويتبادلون التهم بينهم محاولين ابعاد مسؤولية الأحداث عنهم ،فأنهم في الجانب الثاني ماضون قدما ً في الحملات الأنتخابية التي يطمحون من خلالها الى التمسك في اماكنهم حتى مع علمهم انهم لايتمكنون من تقديم جديد للعراق والعراقيين .
استقراء النتائج :
اذن على ضوء ذلك يمكن ان نستنتج ان المسار الديمقراطي الحالي سيعيد أغلب الوجوه القديمة القادرة على التنظيم والدفع ،وان كان هناك من وجوه جديدة سوف تبرز فأنها من ضمن نفس الكتل والكيانات السابقة أي انها وجوه جديدة لنفس العملة ، ولن تبشر بتغيير المسار السياسي للعراق او تغيير التسارع في بناءه وتقدمه ومعالجة واقعه المرير الحالي .
ان الشخصانية والمصالحية والحزبية هي الغالبة اليوم في السماء العراقية على التوجهات الوطنية التي ترفع راية البلاد موحدة والتي لاتسمح للتمزقات الداخلية وتغلغلات الأرهاب المنوع ، وبالتالي فان المواطن ينظر بعين الأمل للتغيير ولكنه يعمل بقصد وبدون قصد على الأبقاء على الأمور كما هي .

Share |