بحياتكم تصنعون الحياة/محمد العبادي
Mon, 17 Feb 2014 الساعة : 1:50

لأول مرة خلال أربعة عقود ونيف من عمري أحس بالفخر والاعتزاز بجيش العراق . كان للجيش فيما مضى من سابقات الأيام غزوات وغارات لدول جارات تبعث فينا الخجل والرفض لزج رجالنا في اتون حروب لا طائل منها الا اندراجها تحت عناوين العدوان والغزو والنهب والسلب . واستمر هذا الواقع لأكثر من ثلاث عقود في أيام حكم الرئيس السابق صدام حسين . من طبيعة الشعوب أن تعتز بجيوشها القوية اذا كانت استراجيتها العامة حماية الوطن وصون كرامته ورد أي اعتداء خارجي يحاول المساس بمقدرات الوطن والشعب . أما أنا وكثير مثلي فلم ينتابنا هذا الشعور رغم ان الجيش كان من الجيوش الضاربة وله باع طويل في القتال وخوض المعارك والقدرة على التحكم بمجرياتها , ومرد ذلك انه كان جيشا شعاره العدوان وزعزعة استقرار الشعوب الأخرى , وكذلك كان للجيش يد طولى ضد ابناء شعبه في مناسبات كثيرة دونها التاريخ في سطور خجولة .
جيش العراق اليوم غيره بالأمس لأنه جيش يقارع الأرهابيين من أجل خلق اجواء آمنة تضمن للشعب العيش بعز وكرامة واستقرار . الجيش اليوم مشاريع استشهاد من أجل أن يكون الآخرون آمنين وفي عيش رغيد . تربى جيشنا الجديد على أخلاقية - اموت من أجل ان تحيى - وهذه أعظم الأخلاقيات في صفحة الوفاء والتفاني ونكران الذات
كان لجيشنا الغيور بكل مكوناته وقفة بطولية ومشرفة في معركته التاريخية ضد ما يسمى داعش وابدوا بسالة نادرة جعلوا الأرض مقبرة لاجسادهم النتنة
كل يوم أكاد لا ابرح شاشة التلفاز اتابع أخبارهم وصور عملياتهم البطولية و الرجولية وعيني تلمع بدموع الفخر والاعتزاز والفرحة الغامرة بما يسطره هذا الجيش المشرف
هناك مايعكر صفو النجباء من أبناء الشعب , مما يصدر من تصريحات وأفعال خائبة تريد النيل من بطولات الجيش العراقي . وصفوا أبناء القوات المسلحة بأوصاف ليست به . قالوا انها قوات طائفية أو قوات تمثل شخص رئيس الوزراء ووصفوها بالميليشيات . ولم يكلفوا انفسهم عناءا أن يصفوا القاعدة وداعش بالأرهاب بل وصلت بهم وقاحتهم بوصفهم بالثوار . يبدو ان هذا الشراذم من الناس يريدون للجيش أن يكون كما كان بالأمس .فالدنيا حمقاء لا تميل الا الى أشباهها كما يقول سيد البلغاء علي بن أبي طالب عليه السلام , لقد تعودوا أن يصنع لهم الجيش بطولات لا يفهمها الا ذوو النفوس المريضة وأقول لهم قول الامام عليه السلام ( زنوا أنفسكم قبل أن توزنوا وحاسبوها قبل ان تحاسبوا ) وصدق بن أبي طالب(ع) ( شر الفقر فقر النفس ), لكن هيهات هيهات فالجيش الجديد لا يصنع اليوم الا ما يرفع رؤوسنا
ايها المتخرصون تذكروا بأن ( الراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم ) وان لم تتداركوا انفسكم وتراجعوا مواقفكم المخزية ستكونون في نظرنا من ارهابي داعش