كفى نفاقاً.. فالنفاق افة/عباس ساجت الغزي
Mon, 17 Feb 2014 الساعة : 1:32

ومن يرغب بالعيش في مجتمع سليم ينعم فيه ومن حوله بالراحة والامان , عليه الحذر من الوقوع بإحدى علامات النفاق التي تنزله الى درجة الرذيلة في الدنيا والدرك الاسفل من النار في الاخرة , والعلامات صريحة في قول الرسول الاعظم عليه الصلاة والسلام حين قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مِنْ عَلامَاتِ الْمُنَافِقِ ثَلاثٌ : إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ " .
ومن هنا هي دعوة لكل اخوتنا في الله اجتناب الكذب في الحديث والذي نعاني من نتاجه هذه الايام حتى اذا انكشف كذب احدهم او زيف حديثه بدأ بالضحك والتبسم ليجعل من نفسه اضحوكة او لعبة او يشبه نفسه بالشمبانزي ليداري كذبته ويتملص من النظرات الغاضبة الموجه له من البعض , وليعلم الجميع ان الخبائث كلها جمعت في بيت وكان مفتاح ذلك البيت الكذب .
اما قضية اخلاف الوعد فحدث بلا حرج في مجتمعنا اليوم حتى ان البعض امتهنها لفرض شخصيته السادية في تعذيب الاخرين والرقص على جراحاتهم دون مبالاة بالمعاناة التي تترتب على عدم الايفاء بالوعد , واكد القرآن على ضرورة الايفاء بالعهد بقول الله تعالى (وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً ) , فالوعد مسؤولية وباب من ابواب الأمانة التي عرضها الله على السموات والارض فأبين حملها فحملها الانسان , ومن هنا لم تكن لك القدرة على الايفاء فلا توعد لان هنالك من ينتظر على امل ايفاءك له .
والامانة ثقيلة لذا لا يحملها الا اصحاب الاوزار الثقيلة الذين لهم القدرة على مصارعة الشيطان والنفس الامارة بالسوء واصحاب القلوب المريضة ممن يذيقك من طرف اللسان حلاوة ويروغ عنك كما يروغ الثعلب , والامانة ليس بالضرورة مادية او عينية بل كل ما يؤخذ من العهد بالحفظ , فالأرض تحفظ امانتها حين نودعها مع انها رفضت حمل الامانة حين خاطبها الجليل خوفاً من عدم القدرة على الوفاء لكن لكرامة الانسان عند الله تقبل امانته , فاين نحن من تلك الكرامة فيما بيننا .
نرى الكثير من الناس تموج في مسائل لا تستحق ان يهوى بها انسان الى الدرك الاسفل من النار والحقيقة فيها لا تكلفه سوى لحظة من نكران الذات والوقوف بين يدي الله بهيبة وخشوع لتخرج الكلمات فيها من ان في الصدق النجاة , او الاحراج في اعطاء وعد لست مرغم في اعطائه او التبجح بقدرتك على تنفيذه نتيجة نزوة او نشوة في تكبر وغرور امام الناس وبالتالي تجد نفسك اصغر من ان تواري وجهك عن الاخرين او تقدم عذراً يكون اقبح من ذنب , اما الامانة فالذي يفقدها مظلوم لأنه وثق بك فاحذر دعوة المظلوم , وعلى من يدعي الثقافة ويتصدر مشهد ان يكون اول الملتزمين بإنسانيته وتعاليم دينه والخلق الحميدة والا فليغسل وجهه ببول ابليس كما يقال .
عباس ساجت الغزي