أذناب الجرذان/محمد
Sun, 16 Feb 2014 الساعة : 4:08

تعودنا في بلدنا الجريح ان يكون للمزايدات والمضاربات السياسية حضور وكأن المزايدات اضحت مبدأ السياسين العراقيين حتى باتوا محترفين الى حد كبير . وغاية هذه المزايدات كما هو معروف التسقيط السياسي . انها لعبتهم فليس بجعبتهم وسيلة اخرى تضمن لهم ديمومة المنصب والنفوذ . فالمزايدات الرخيصة حلت محل المنافسة والتسابق .
ان الانظمة الديمقراطية التي لها باع طويل في هذا المجال تجعل من التنافس الشريف الذي يحقق المصلحة العامة والتسابق من أجل التطور والتقدم دستورا لها . فالمصلحة العامة لا تتعارض مع مصالحه الشخصية واذا تعارضت جعل المصلحة العامة الأولى وهذه قمة الاخلاقيات التي نفتقر لها
ان ماتشهده هذه الأنظمة من تطور ورقي جاء نتيجة هذا التفاني والتنافس الشريف من أجل ارتقاء شعوبهم فيا ترى أين نحن من هذا المشهد ؟ . ذو الهمة وان حط نفسه يأبى الا علوا .!
ان الشعب صار ضحية هذه المزايدات وهو الخاسر الوحيد لقد غدا السياسيون حيتانا تريد ابتلاع كل شيء لتبقى . وينطبق عليهم وصف الامام علي عليه اسلام ( الصورة صورة انسان والقلب قلب حيوان )
الخلاف يهدم الرأي كما يقول الأمير عليه السلام والسياسيون هدموا وطنا ودمروا شعبا باختلافهم فلم يقيموا وزنا بعد ذلك لأي شيء .!
ان الشعب ربما يسامح من بخس حقه وآثر مصالحه على مصالح الجميع ولكن ليس من المعقول أن يسامح من يزايد على حساب أمنه واستقراره ومستقبله .
من المزايدات الخطيرة التي لعبها السياسيون موقفهم من داعش والقاعدة وموقفهم المخزي من القوات الأمنية . فهل هناك أبشع وأقبح من هذا الواقع الذي نراه ونسمع به ؟ . فكيف يمكن للشعب أن يسامح من يجعل داعش والقاعدة وسيلة رخيصة فيها دماء الأبرياء لتسقيط خصومهم ؟ . واذا أمكن للشعب أن يصفح عن هؤلاء فعلى الشعب السلام .
الانتخابات قادمة وسيتضح ان كان الشعب حرا أم خلافه . فان كان حرا كما عهدناه سيقوم بابعاد جزاري الشعب عن موقع المسؤولية ويطالب بمحاسبتهم . وان أعطى صوته لتلك الحيتان فلا لوم للجزارين ان ذبحوا الشعب مرة اخرى .
ان كان داعش جرذان , فمن يقف من ورائهم ويساندهم يصح وصفهم أذناب الجرذان . لقد بدا كل شيء جليا واتضحت صورة الحقيقة . بات واضحا من يقف مع الشعب ومن هو ضده .
يبدو ان أذناب الجرذان من افرازات الديمقراطية الجديدة . وحتما العيب ليس بالديمقراطية انما العيب بمن لم يفهمها .
كانت لنا مع الديكتاتورية تجربة مريرة . وغدت لنا تجربة مع الديمقراطية ولم يهنأ الشعب في كلا التجربتين . ويقيني انه لو كانت للشعب ارادة حرة ما كان للديكتاتورية أن تقوم ولا للديمقراطية أن تنزع جلدها .