المبادرات المطروحة للتصالح هواء في شبك /المحامي يوسف علي خان
Sat, 15 Feb 2014 الساعة : 0:19

تنطلق في هذه الايام ومن خلال الصراعات والاقتتال الدائر في محافظة الانبار مبادرات متعددة لاجراء التسوية ووقف الاقتتال بين العشائر والحكومة أوبين ما يشاع من كونها حرب على الارهاب متمثل بفصائلها الكثيرة واهمها ما سميت بداعش وهو ما يذكرنا ((بحرب البسوس بين داعش والغبراء)) ... وقد ادى هذا الصراع الى تبادل التهم بين الاطراف المتنازعة من الاجهزة الحكومية و بعض شيوخ عشائر الانبار.. ما دفع بعض القنوات الفضائية والشخصيات الاجتماعية الى تبني المبادرات والتدخل بين الفرقاء تحت شعار الاحساس الوطني لفك الاشتباك واعلان الهدنة من اجل التحاور والمناقشة لحل هذه الازمات عوضا عن الاقتتال الذي تسبب بخراب المنطقة وتشريد الاف العوائل الى مناطق اخرى طلبا للامن والامان ... وقد ايدت العديد من الاوساط هذه المبادرات ودعمتها وقدم البعض منهم ايضاحات بالمطاليب .. وقد ظهر العديد من اصحاب الشأن على شاشات التلفزيون يعلنون عن وجهات نظرهم داعمين هذا الطرف أو منددين له... واستغل هذا الامر بعض الانتهازيين مما عقد العزم للترشح للانتخابات القادمة مستقيدين من قتل البشرخلال هذه المعارك... وجاعلينها ابواق دعاية لشخوصهم الكريمة في كسب الاصوات كي يكونوا نوابا مخلصين.في المجلس القادم..أو بما يسربه البعض من تعمد الحكومة الحالية باثارة هذه الفتنة لمنع اجراء الانتخابات لشعورها بخسارة مواقعها وفشلها في الحصول على الغالبية العظمى من الاصوات في صناديق الاقتراع فيما لو اجريت ما دفعها الى اشعال هذه الحرب التي ستعتمدها كذريعة لعدم اجراء الانتخابات في موعدها المحدد .... وقد تستمر هذه الزوبعة التي تعودنا عليها وعلى مثيلاتها السابقة التي تثيرها القنوات الفضائية لاسابيع عدة ثم تخفت وتختفي كما خفتت واختفت من قبلها زوابع البسكويت وزوابع الوثائق المزورة والدشاديش المشقوقة وزوابع السرقات والاموال المنهوبة والاعلان عن محا ولات استعادتها.... وقد تعاقبت تلك الزوابع...حيث تستمر لعدة اسابيع ثم نجدها تختفي وتصبح في طي النسيان ليبرز غيرها والشعب يصفق ويؤيد ويدعم ثم يندد ويشجب .. ولم يدرك سبب كل هذا الهياج المفاجيء والعنيف من قبل القنوات واثارة تلك الزوابع حوله ثم اختفائها وظهور غيرها ... ولم يكتشف حقيقتها وهل هي نابعة من دوافع وطنية مخلصة أم انها مجرد وسائل دعاية واعلام لاهداف مكنونة في القلوب واعلام ممنهج ومبرمج لا يعلم سر خفاياه سوى الراسخون بالعلم واصحاب القنوات الفضائية الوطنية جدا ؟؟؟؟ ...حيث ان المصالحات والتوافقات يجب ان تتوفر لها مقوماتها وعوامل نجاحها وإلا سوف لن يكتب لاي مبادرة النجاح المطلوب ...وهي توفير ما يحتاجه الشعب وما طالب به ولا زال يطالب ولم تستطع اية حكومة منذ الاحتلال حتى اليوم توفيرها وقد تكون هي سبب كل هذه الخصومات والنزاعات.... فعلى جميع المبادرات ان تتضمن كل او معظم هذه الاحتياجات والقيام بدرج اهمها اثناء الطرح كي تكون مبادرة صدق في نية الطارح لها وابداء الاستعداد الفوري من قبل الحكومة لتنفيذها والتخلي عن الوعود المخدرة كما كان يجري خلال العشر سنوات الماضية .. وبعكسه سوف تفشل كل هذه المبادرات التي تطرح مجردة دون انجاز بعض المطاليب على الاقل مثل الكهرباء الذي قيل بأنه سيزّود لمدة 24 ساعة والذي يكفي لاعادة حركة المعامل المتوقفة وتمكين انشاء مصانع جديدة لكي يمكن انعاش الاقتصاد العراقي والكف عن الاستيراد واهدار الاموال العراقية... اضافة لتوفير فرص العمل لكل العاطلين وبناء المساكن لمن لا سكن له وتقديم الخدمات بكافة اشكالها والقبض على اللصوص ومحاسبتهم واعادة الاموال المنهوبة والتوقف عن تشريع القوانين التي تمنح النواب فقط المزيد من المنافع وتهريب الاموال الى خارج العراق والكف عن ملاحقة اصحاب الرأي والتجرد من المشاعر الطائفية وابعاد الهيمنة الاجنبية بكل اتجاهاتها والتمسك بالوحدة الوطنية واعادة لحمتها المفقودة بالتخلص من ازدواجية الحكم في العراق كما هي الحال في الوقت الحاضر تحت أي مسمى او شعار .. والتقيد بالحكم الديمقراطي المبني على فصل السلطات وتحقيق العدالة بشكل حقيقي... وهو ما يُشَك في القدرة على تحقيقه بالنسبة للضروف الحالية... فإن لم تكن المبادرات متزامنة مع تحقيق كل ما تقدم فسوف لن يكتب لاي مبادرة النجاح على الاطلاق ..وإن مد الموائد واقامة الولائم والعزائم وتقديم القوازي وضرب الثريد والتقاء العشائر وتبويس اللحا لا اضنها كافية لتصفية القلوب واعادة الطمانينة للنفوس وترسيخ الثقة بين الفصائل والاطراف فهي مظاهر انية سوف ينتهي مفعولها فور خروج الضيوف من المضايف التي قد لا يطمأن البعض الى صدق نواياها هي نفسها... فالامور لاتحل بالمجاملات بل بثبوت وقائع على الارض يراها الناس بام اعينهم فقد ملوا الاقاويل والتعهدات .. فالازمات الداخلية لا تحل بالقنابل والطائرات فقط بل بقطع الحجة على مثيري الشغب بتنفيذ المطاليب للمواطنبن فعند ذلك تسقط محاولاتهم ولم يعد هناك من يستمع اليهم او يتبع دعواتهم... فالعاطل الذي يجد عملا سوف ينصرف الى عمله ان تحقق له ذلك بما يسد به حاجة عائلته... وصاحب المصنع سوف ينصرف هو وعماله الى الانتاج ولن يلتفتوا الى دعوات المشاغبين.... وبالاجمال فإن جميع شرائح الشعب سوف تقف الى جانب الحكومة التي توفر ما هي بحاجة اليه وتقف بالضد لاي محاولة لزعزعة الاستقرار وتنغيص المعيشة وافساد راحة الناس وامنهم.... وعلى العكس فابقاء ابناء الشعب بحاجة الى ابسط الخدمات سوف تجعله عرضة لاي محرض واي اغراء او مال يقدم له لاثارة الشغب وخلق الازمات... وعندها تسقط بكل تاكيد كل المبادرات التي لا تبنى على تحقيق الاماني والطموحات مهما امتلات موائد تلك المبادرات من قوازي وفواكه واكلات.... وفي النهاية فاقول بأن كل ما ذكرته سوف يبقى حلم جميل ووهم وخيال وسيبقى الحال على ما هو عليه ولن يتغير أي شيء (((( حتى يتوفر الاخلاص)))) فيتوقف الجيل الرابع من الحروب ...!!!