في مجموعاته الشعرية الثلاث العبودي ينظمُ الشعر (إكْراماً لعيون ليلى)/عكاب سالم الطاهر

Tue, 11 Feb 2014 الساعة : 17:24

هُوَ : كاظم عبد الله العبودي الرفاعي . شاعر ، كاتب مقالة صحفية . ولد في قضاء الرفاعي بمحافظة ذي قار . وفيها أكمل دراسته    الاعدادية ، ثم تخرج في معهد الصحة العالي ببغداد حيث أقام فيها . كتب الشعر وهو في الاعدادية . نشر أول قصائده في صحف عديدة : محلية وعربية . 

في ثانوية الناصرية
    عام 1961 ، كنا طلبة في الصف الخامس العلمي بثانوية الناصرية . كان الطالب كاظم قادماً من الرفاعي ، فيما كنتُ قد قدمتُ من سوق الشيوخ . الدراسة الاعدادية والحياة في القسم الداخلي ، وبرعاية مديره التربوي حسين علي ، والمشرف المربي الكبير مهدي الياسري ، كانت خيمتنا الوارفة الظلال . الاحلام الوردية كانت تملأُ حديقة خيالنا .. ولا حياة بدون أحلام ، ولكن عندما نضجنا أكثر ، عرفنا الفرق الكبير بين : الأحلام والأوهام . ورغم أننا كنا في الفرع العلمي ،إلاّ أن التطلعات الأدبية كان لها حيز ملموس في ممارساتنا : قراءةً لبعض النتاجات الأدبية (الروايات خاصة) ، والكتابة والنشر في بعض صحف ذلك  الزمان . لكن الطالب كاظم عبد الله كان أقربنا الى الوسط الأدبي وأكثرنا حصولاً على الاصدارات الأدبية ، وقراءةً لها .. بل أنه كان يصرف الكثير من موجودات جيبه الضئيلة أصلاً على شراء الكتب الأدبية . 
    لذلك ليس مُفاجئاً ، أني وجدت لدى زميلي في الدراسة ، الطالب كاظم العبودي ، نسخةً من رواية (المدينة تحتضن الرجال) للروائي الراحل موفق خضر ، فكان أن استعرتَها منه . 

    وافترقنا . وتوجه كاظم نحو معهد الصحة العالي وتخرج منه . ونهاية تسعينات القرن الماضي ، التقيتهُ في المبنى الرئيس لوزارة الصحة بباب المعظم ، حيث كان يعمل في المكتب الاعلامي الدوائي . وبعد عام 2003 ، وتحت خيمة الصحافة  ، والكتابة فيها التقينا ، حيث تابع نشر نتاجه الشعري في الصحافة . وزارني في مكتبتي ، بالكرادة وليس بعيداً عن مبنى جريدة الزمان ، بصحبة الأديب شكيب كاظم ،   ودار بيننا ، نحن الثلاثة ، نقاش حول واقع الطبع والتوزيع للكتاب   وصعوبتهما . 

وَعيونُ الهواشم
    للرفاعي – العبودي : كاظم عبد الله ، ثلاث مجاميع مطبوعة ، هي : (إكراماً لعيون ليلى – 2009) ، و (وَعيون الهواشم أغلى – 2008) ، و (رؤى ، غادة ، كانت زهراء – 2009) . ولديه مجموعة شعرية مخطوطة بعنوان (دنيا الضباب) . واهداءً منه ، تسلمتُ هذه المجموعات الثلاث ، موشحة بأهداء رقيق .. 
    ومن عشرات القصائد توقفتُ عند قصيدة ضمتها مجموعتُه الشعرية (وَعيون الهواشم أغلى) ، والتي تصدرها عنوان : (جئتُ أسحبُ قلبي) ، وجاء فيها : 
    مُتْعَبٌ ضاعتْ المواسمُ مني 
                             فخريفي تلا حثيثاً شِتـايا 
    والطيور التي تغردُ شَدْواً 
                         باتَ شجواً هديلُها من أسايا 
    ويرسم العبودي صوراً قاتمة أخرى . إذ يقول : 
    لاهثاتٌ أيام عمري توالتْ 
                         مثلما الصبر والردى والبلايا 
    الشاعر كاظم العبودي ، عضو اتحاد الأدباء ، نُظِّمَتْ له ، في شهر / مايس (ايار) الماضي ، وفي مقر الاتحاد ، أصبوحةٌ احتفاءً به شاعراً مبدعاً . وأدلى العديدون بشهاداتهم اعتزازاً به ، وفي المقدمة منهم الشاعر الكبير محمد حسين آل ياسين . وأشعرُ بأسف لاني لم ألبي دعوةَ العبودي لحضور هذه الأصبوحة ، لوصول الدعوة متأخرة ولارتباطي بموعد آخر ، يتقاطع مع وقت الندوة . 
    والآن لنتركَ طيورَ الشاعر كاظم عبد الله العبودي تهدلُ حزينةً على غصن من شجرة حياته المحملة بالتعب ، بعد أن حَلَّقَتْ في سماء تداخلتْ فيها : غيومُ الأحلام والأوهام .. 
    داعين له بالصحة والعطاء الأوفر ..  

في مجموعاته الشعرية الثلاث العبودي ينظمُ الشعر (إكْراماً لعيون ليلى)/عكاب سالم الطاهر
Share |