العرب بين جدلية العنوان وخدمة مصالح الأعيان/محمد هديرس
Tue, 11 Feb 2014 الساعة : 16:59

عندما نتتبع تأريخ العرب وخصوصا العراق فسنجد الكثير من الصراعات التي مرت خلال التأريخ وكانت أساسها الجدلية الكلامية والفلسفية في عصور سابقة ولازلنا نعيش هذه الصراعات في زمن عصر المال!!!
لعل الكثير من الشباب العراقي لهذا اليوم يرى أن أميركا واسرائيل تحاربه من أجل تراثه الفكري الفلسفي وهذه النظرة اقتبسها من سلفه أو ممن يراهم يروجون بها , هذا ما جعلنا نقبل بما نحن عليه الان حفاظا على الدين ولو تأملنا قليلا لوجدنا اننا في منزلق خطير.
فلو كنت تعيش في بلد الفلسفة فيه على اعلى المستويات لكن التخلف الاقتصادي والفقر منتشر الى ابعد المستويات فأعلم أن هذا البلد يمحى وينسى من التاريخ بثواني بفضل تقدم العلم الحديث فقنبلة واحدة تكفي لدحر هذه الفلسفات وغيرها , اليوم نحن نعيش في عصر رأس المال , فأي دولة تكون متقدمة في الأخير تكون هي صاحبة الوجود.
أما الحرب التي نعانيها اليوم بطريقة فرق تسد فهي نتيجة توفر المادة الخام لدى البلدان العربية وان الدول الامبريالية الكبرى تعيش على اقتصاد الرغبة لا اقتصاد الحاجة , واقتصاد الرغبة يستند بالاساس على أمرين على المادة الاولية والطاقة فهن من يحددن سعر المنتوج, أما توفر تقنيات بلا مادة أولية وطاقة فكيف ينتج!
فالكثير منا يرى في الفترة السابقة أن أميركا كانت مساندة للسعودية ولعل المتتبع يرى أن أميركا كانت المستورد الاول للطاقة وان السعودية هي المصدر الاول لها اما في الاونة الاخيرة هنالك تقارب كبير بين أميركا وايران وابتعاد عن السعودية بعض الشيء هل تسائلنا لماذا هذا التحول في السياسة الاميركية؟!
تأمل معي قليلا ان أميركا في الاونة الاخيرة قد اكتشفت طريقة لاستخراج النفط من أعماق بعيدة بكلفة زهيدة مما يتوقع بأنها عام 2019 ستكون مصدرة للنفط , وأن اقتصاد الاتحاد الاوربي والصين في السنوات الاخيرة كلما صعد يهبط الاقتصاد الاميركي والعكس صحيح والاول اعتماده الاول في استيراد الطاقة من شبه الجزيرة العربية , لذا فأميركا تقربت من ايران وعملت ثورات الربيع العربي هي لزرع الفتنة الطائفية لدى هذه البلدان وجعلها في اوجها حتى تنقطع المنافذ الرئيسية لتصدير النفط كمضيق هرمز وغيره مما يجعل الاتحاد الاوربي والصين يستوردوا النفط من أميركا وبالتالي تبقى هي المتحكم الوحيد في الاقتصاد.
عزيزي القارىء حاول عند سماعك لرأي التفكر مليا به " لا تنظر الى من القائل بل انظر الى قول القائل " فلعل الكثير من الاراء اما تكون عن قصور بفكر رجعي أو لأغراض خاصة غايات مروجيها تكون خلف العنوان " الدين لعق على السنتهم " كما قالها الامام علي "ع" , " الدين غطاء لهم " , فلا تعتقد بنفسك الحق المطلق أبدا لأن هذا الاعتقاد يجمد عقلك ويجعلك انسان خامل لا باحث وهذا ما يريده أصحاب المصالح في العنوان هو " تغيييب عقلك لتمرير أفكارهم وخدمة مصالحهم " , فلا تعتقد يوما أن الله خلق عقلك لكي لا تفكر فاذا اعتقدت كذلك فأعلم أن غاية خلقك انتفت وبالتالي عدم وجودك أفضل وهذه طامة كبرى!!!!