وداعاً فراس الحربي/عباس ساجت الغزي

Sun, 9 Feb 2014 الساعة : 22:54

يا لها من دنيا ضيقة بما وسعت و يا له من عمر قصير ما اهون وقته و يا لنا من قوم غلاظ جلاد نكابر على الالم لفقد احبة كانوا اُنسنً لنا في حياتنا التي كان لهم مواقف واوقات جميلة بصياغتها .
ليست اوراق تسقط بعد اصفراراها من الشجر وليست نجوم تهوي ويهفت ضوئها مع القدر , انما هو نبض يختفي لينقطع من نياط القلب وتر , بل اهات تبقى بين الضلوع لن تختفي بل كلما حنَّ القلب لذكراكم واشتاقت العين لرؤياكم هنالك نار حينها في الجسد تستعر .
فراس ايها الحبيب الكل منك قريب فنم قرير العين وعين الله ترعاك , لا تحزن هي خطوات تفصلنا فطالما كنت متقدم بتواصلك مع احبتك وكنا نغبطك لروحك المتفائلة ووقتك الذي تقضي بالتواصل مع الجميع في مشارق الارض ومغاربها , كنت تزرع البسمة والامل وتسعد نفسك في قضاء حوائج الاخرين فكان الحق علينا ولزاماً ان نكون لك مدانين .
متكبرون نحن هذا ديدننا بني البشر نعرف قيمة الاشياء فنتجاهلها لكن حين نفقدها نعض اصابعنا ندم وقهر , وان لم نصلح انفسنا فحق ان يتجاهلنا من نعيش معهم في الدنيا لأنها سُنةُ من سنها عليه وزرها وعليه ان يرضى بالقدر , فماذا اقول فيك فراس كنت اتصور ان الوقت طويل حتى يحين رثاءك يا صديقي العزيز بل كان يقيني ان ترثيني قبل ذلك الوقت , بل كان هذا كلامك لي حين كنا في ايران حين اخبرتك .. باني اخشى عليك من القوم وانت تثير حفيظتهم , وكنت تقول بثقة : لا تخشى عليَّ فاني سأبقى حيُّ حتى ارثيك ! فتبسمت في وجهك وانا اغادر الفندق.
كيف لي ان انسى تلك الايام بصحبتك ؟! وصوتك الدافئ يرن الان في مسامعي واثر كلماتك جمرٌ يستعر بين الضلوع ايها الخلوق , فراس صورة غرفتك الجميلة بعطرها واناقة اثاثها وانت تصور لي حبيبتك الموعودة وكيف تراقصها مع الاضواء الخافتة التي اعدتها منذ سنين دون ان تحين تلك اللحظة التي قضيت عمرك بانتظارها .
دموع احبتك المنهمرة من المقل كنت اتمنى ان اجمعها في اناء كبير لتغتسل به قبل ودعاك الى مثواك الاخير لتحمل معك حسنات اعمالك وفيض محبتنا طهرا وشفاعة تدخل بها جنان الخلد عند مليك مقتدر , هو البصير بانك كنت معنا خير صديق ونحن نشهد بانك كنت فينا خير العاملين .
اللهم كما اودعتنا من روحك التي نفخت في اجسادنا لنرجع اليك كما خلقتنا اول مرة , قد اودعنا فراس من ارواحنا الطاهرة النقية لأنه كان فينا نَّعم الاخ ونَعم الصديق ونَّعم الزميل الصادق المثابر في عمله , وارحمه اللهم برحمتك الواسعة واجعل قبره روضة من رياض الجنة .
عباس ساجت الغزي

Share |