من أهمداني... إلعب بيها يالبرلماني/عبد الجبار الحمدي
Fri, 7 Feb 2014 الساعة : 11:18

من المضحك المبكي .. أننا شعب لم نتعلم أبدا من تجاربنا العرجاء، فبرغم كل الصفعات التي نتلقاها كشعب على قفانا فلا زلنا شعب فارغ أجوف لا نملك سوى اللسان والتهويش من بعيد حين نرى ان حقنا ينتهك... والغريب أكثر ان الواجهات او القيادات التي تسمى نفسها مثقفة تحت راية منظمات مجتمع مدني او ادباء او كتاب او اعلام او نقابة صحفية أو اتحادات كلها خرساء .. وهمها الدفع بالمواطن الى التهلكة... فحين تريد ان تقول شيء تعمل ومن بعيد او خلف الكواليس على جس النبض بإرسال من يكون كبش فداء عنها.. باللهجة العراقية( تدفع بالفقير ليقول ما تريد ) وهم يظلون ينتظرون ردة الفعل وهذا دأبنا من زمان... المهم هذا ما شجع البرلماني العراقي والبرلمانييون النصف ردن ان يعمدوا الى التصويت على قرار التقاعد الذي يفيدهم والى جهنم بالمواطن العراقي.. فترى البرلماني الذي كان حافيا مهمشا او متواطئا وربما بعثيا فاز باللذات كونه ليس جسورا بل وجد شعب جبان لا يرتقي ان يحمي حقوقه وثرواته حتى جاء هو بصفة برلماني تحت كتلة او تيار او حزب بعقليته المتخلفة وشهادته المزورة وحقده الدفين بسرقة ثروة المواطن العراقي البسيط كونه لا يزال يفكر بالبطة والمسمار... وذلك بإلهائه بالمعضلة والحاجة والارهاب والطائفية والكهرباء والمياه والفيضانات ونقص الخدمات ..إلخ .. إلخ.. وطرح اسئلة عليه كيف تسبح البطة في الشتاء بالماء ؟ وكيف يدخل المسمار بالحائط الكونكريتي ولا يعوج؟ وهم يروجون الى كل ذلك بصور مختلفة عبر خطب رنانة... وبالتأكيد الآن البرلماني يضحك على شعب إرادته صفر... رغم الكثير ممن خرجوا وطالبوا برفض التقاعد له.. مع العلم ايضا شاركهم من كانوا واجهات سياسية أرادوا التسلق ايضا الى ذلك المقعد العاجي الذي ينال من يتسلقه ( كلشي وكلاشي ) يا سادتي إننا شعب ضعيف وكلمة( شعليه.. ,أنا شكو.. بس أنا... مالي غرض.. كلهم حرامية..) هي السبب في جعل مثل هؤلاء وجوه نكرة كانت في زمن المقبور مطموسة او هاربة في بلدان ألقت عليهم صفة لاجيء سياسي او انساني... لكن في وطنه بات قرصان ناهب أكثر قسوة من المقبور...كأنه ينتقم له بسرقة ثروات الشعب ليبني له ولعائلته وحاشيته قصورا في الخارج مع ثروة لا تنتهي... اننا أمام حالة تشرذم واضحة وجسر مقطوع بين الدولة وساستها وبرلمانيها والشعب... ولا أظن أننا سنتغير او نتقدم أبدا ما زال هناك من لا يفعل ما يكتب أو يقول... أننا كلنا بلا استثناء خانعين واقولها بصراحة جبناء الى حد الهامة... فشعب يمتلك قدرة وقوة صوت وصرخة حق يرى حقه ينهب رغما عنه ويسكت فلا أراه يحزن او يحرك ساكنا حين ينتهك عرضه او ماله... يا سادتي علينا ان نتخذ وقفة رجل واحد وحديثي هذا موجه الى جميع منظمات المجتمع المدني ونقابات المحامين ومنظمات حقوق الانسان والى من توسد بلقب سفير لأي جهة تمثل الحق المسلوب او يقوموا بتحريك القاعدة الشعبية.. بيد أني لا أدعو الى ثورة ضد السلطة... بقدر ما تكون ردة فعل حتى الغاء هذا القرار وأظن ان المحكمة الاتحادية حين صرحت بما صرحت عن قانون التقاعد كانت تضحك على الشعب... فلا قانون مطاطي يحكم القرارات إننا بحاجة الى صوت رئيس الوزراء ايضا إذا كان فعلا يرى ان مصلحة الشعب أهم من البرلمانيون وتقاعدهم وليتصفح سيادته ارصدة البرلمانيون السراق وارصدة الشعب... فترى الاولى مليارات باسماء ابنائهم وعوائلهم المهربة في الخارج والثانية ارصدة من الجوع والعوز والدماء التي تراق كل ساعة كونهم مشاريع استشهاد دون ان يحرك أي ضمير في اي انسان فيهم... بل اي شخص فيهم، فهم لا يستحقون اطلاق صفة إنسان... لانها تعني الكثير للذي يحملها...
اخوتي يجب ان نعيد الحسابات كشعب فيه الفئات المختلفة واعني الواعية هنا ان لا نتخاذل ونخرس الألس او الاقلام كون فلان من الناس سيرشح ونحن نمتلك العلاقة به سواء صديق او أخ او ابن عم او نظرة الى فائدة مستقبلية... اننا في حاجة ماسة الى التكاتف من اجل رد الحق الى نصابه وإلا سنرى أيام غبراء اكثر من التي عشناها والتي نعيشها الآن... ان الذي ينتهز الفرص والعراق مخترق ومنتهك من الخارج والداخل ويعمل على اهمال كل مستلزمات الحياة الخدمية وينشد راحته بالتصويت على ضمان راتبه التقاعدي الخرافي دون وجه حق.. لا تأمل ايها المواطن انه في يوم ينصفك... إن العراق بات للبرلمانين الدجاجة التي تبيض ذهبا.. فلا تصدقوا انهم في يوم سيعيرون الاهتمام لتغيير الاوضاع بل يعملون على تغيير انفسهم... وذلك جلي للجميع... ان الفرصة سانحة فالانتخابات على الابواب وإسقاط هذه الرمم التي صوتت على هكذا قرار يجب مسحها بماسحة المجاري التي خرج اكثرهم يمسح فيها الشوارع حين فاض العراق بالمياء وغرق الفقراء وانكشف زيفهم.. اننا يا عالم قوة لا يستهان بها هبوا فلا يضيع حق ورائه مطالب... ولم يقل مطالب خنوع قعوس... بل مطالب ينظر للاجيال القادمة فهي مستقبل العراق ..ومنها أبنائه وابناء اهله وعشيرته... كفانا نسمع لمن يرتشي والى من يستر فمه وعورته تحت مظلة الاحزاب السياسية سواء الاسلامية او غير الاسلامية.. لقد شبعنا مسميات واتخمنا غازات كثيرة حتى بات وعذرا للفظ( ض .. لا ينفه) ، وأقولها صراحة إن اللوم يقع على كل اصحاب الاقلام واصحاب المنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الاعلامية الحرة والغير مسيسة او التابعة لفلان برلماني او حزب او تيار بان تصرخ وتبين موقفها وإلا يكون حظائر داجنة همها التفريخ ومن خوفها تبيض...، إن القدر لا يستجيب بالتمني بل بالإرادة والعزيمة وقوة الشكيمة.. فكم منا يمتلك ذلك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لتخرج الاصوات وتعلن رفضها الى مثل هكذا قرار لنلجأ للتظاهر السلمي بل الى الاعتصام ولو كان لشهور حتى يسقط مثل هكذا قرار وتصويت... فما علينا إلا ان نجد اصحاب ضمير لنتحرك سوية من أجل حقوق ابناءنا ومستقبلهم ومستقبل العراق، أأمل ان نكون بقدر المسئولية التي ندعي أننا أهلٌ لها وتعمل جميع تلك الواجهات والمنظمات من أجل رفض القرار والعمل على إلغاءه لأنه أجحاف بحق الشعب الذي خرج يطالب بإلغائه، والله أسأل التوفيق...