وزارة الفقراء/واثق الجلبي

Fri, 7 Feb 2014 الساعة : 9:19

في بلدي الذي يرقد على مساحات شاسعة من الدماء والاموال لا يوجد فيه وزارة للفقراء الممسوحين من على خارطة الوطن ، الفقراء في بلادي يكنسون الشوارع ويقاتلون الدواعش ويحبون وطنهم ويدفعون الضريبة بالمشي على الاقدام من بيوتهم الخاوية على عروشها الى محل عملهم ويتأمر عليهم مدير القسم والمعاون والمدير العام والوزير ورئيس البرلمان الذين اتخموا من الايفادات والمخصصات والترقيات وكتب الشكر ،
الفقير في بلادي يكد ويتعب ويصلب كالمسيح الف مرة وهو لا يعرف الى اي مجهول سوف يجر جرا او يسحل او يقبر الا انه يحب تربته التي خلق منها ..

لماذا لا نعمل له وزارة ؟ لماذا لا نقوم بعمل نصب تذكاري لمشاريع الفقر الممتدة على طول الفقراء ؟ لنأخذ وزارة الاعمار والاسكان مثلا حيث ان وزيرها الاسمر بعمل يوازي عمل وزارة الخارجية ويربو عليه فالرجل قد نذر نفسه للفقراء وبالرغم من ان جسده العراقي متعب الا ان روحه الجنوبية تهديه للخير ، فلنسلمه وزارة الفقراء ونمكنه من متابعة احلامه ومشاريعه الخدمية ولنعفه من كل الوزارات الاخرى ..

فوزارة الفقراء ستكون من انجح الوزارات في التاريخ . لم يعط التاريخ الذي كتبه الاغنياء والمنتصرون للفقراء أي ميزة بل لم يعتبرهم الا زوائد بشرية تصلح حطبا للحروب ودروعا بشرية ودمى يسخر منه السلطان وجلاوزته .. قيل في المأثور: ان الفقراء عيال الله ، وهذا الكلام لم يرق لأغلب الاغنياء فراح احد الفقراء ومحبيهم يتصدى لوزارة تعنى بشؤونهم ..

محمد صاحب الدراجي الاسمر من الطين الجنوبي يحلم ببناء وزارة تصل اذرعتها الى الجميع فمن يعاونه على ذلك ؟ انا شخصيا لم ألتق به يوما ولكن من خلال تصريحاته وعمله الذائب فيه وجدته اهلا لأن يكون وزيرا للفقراء ..

لا يجب ان نعامل اكبر شريحة نافعة في العراق بهذه الطريقة الفقراء هم ملح الارض ومداد صبواتها وبناة ابداعها ورواد حضارتها ، وهم يستحقون منا ان نقف معهم وندعمهم ونتوجه اليهم بكل ما لدينا لا ان نسخر منهم ونجعلهم طعمة سهلة وسائغة للنار وبعدها يطل علينا السياسيون ليتباكوا على الفقراء وهم الذين ساهموا بقتلهم.

Share |