في فاتحة ابو حسن- احمد محسن السعدواي

Sun, 14 Aug 2011 الساعة : 12:51

 حضر احدهم مجلس فاتحة ابو حسن ليقدم العزاء لأهل الميت. وبعد ان سلّم، قادته الصدفة الى ان يجلس بقرب رجل كريم العين (أعور). وبعد الانتهاء من الرد على سيل المنادين "الله بالخير" التفت المعزي الى صاحب العين الكريمة وصار يمطره بالأسئلة حول سر ما حل بعينه. مرة يسأله ان كان قد ولد أعورا، او متى تعرض للحادث. ثم تلاه بسؤال حول
اي من الاطباء راجعهم. وهل اجرى لعينه عملية جراحية أم لا. وظل يلح ويلح الى ان سأله ان كان قد فكر بالسفر خارج العراق للعلاج. ظل كريم العين في البدء يجيب وامره لله، الى ان طكت روحه عند السؤال الأخير فصاح بالسائل: "ولك ملعون الوالدين شو جلبت بعيني وعفت الميت مشعول الصفحة ما تنشد عليه". ثم نفض عباءته وترك الفاتحة ومن فيها.
هذه الحكاية مرت ببالي وانا استمع واشاهد تصريحات لسياسيين، وتظاهرات لمواطنين وتصريحات لمرجعيات شيعية وسنية، وفضائيات برمتها خصصت كل جهدها للمناداة بخروج المحتل الأمريكي، وكأنه الوحيد الذي يحتل العراق.
ان العمل على خروج المحتل عمل وطني مشروع يتعلق بسيادة الوطن التي ينشدها كل عراقي حريص على استقلال بلده. لكن السيادة لا تتحقق فقط بخروج الامريكان او طردهم. بل بطرد كل محتل مهما كان دينه او شكله او مذهبه او وسيلة احتلاله. فلو كانت هناك مجرد فضائية مجهولة الهوية والحسب والتمويل والاهداف، ولا اقول جيوشا ومليشيات وعساكر، تفرض وجودها ومكاتبها التجسسية بالعراق، والحكومة عاجزة عن اغلاقها وترحيلها الى من حيث اتت، تكون السيادة منقوصة او مفقودة بالأساس.فالفساد الاداري احتلال والمحسوبية احتلال والفساد المالي وجميع انواع الفساد احتلا برأيي ان الخطر الاكبر يكمن في الاحتلال المبطن "المشعول" الصفحة وليس فقط في الاحتلال الامريكي "الاعور" والمكشوف وللحديث تتمة أن بقينا وبقيت الحياة
 

 

 

Share |