نقابة الصحفيين ولعبة الدعوشه الفتاكة/هيثم محسن الجاسم

Mon, 3 Feb 2014 الساعة : 0:32

فوجئ لفيف من الصحفيين المستقليين في الناصرية بقرار نقابة الصحفيين المثير للسخرية بحق زملائنا باعتبار كل من حضر المؤتمر التاسيسي الاول للنقابة الوطنية للصحفيين المنعقد في مدينة الناصرية بصفة ضيف او مرشح او مراقب باي صورة كانت مفصولا وسيعاقب بحرمانه من كل الامتيازات النقابية كما جاء في تصريح رئيس اللجنة الانتخابية بعد اتصال عاجل به من قبل ادارة المركز العام لنقابة الصحفيين .
واستغربنا حالة الاسفاف والمزاجية في قرارات نقابة الصحفيين العراقيين التي تدار من قبل نفوس ضعيفة ومتشنجة وكانهم يعملون في مؤسسة مافوية متعصبة لعرابها جاءت عن فراغ وباتت مرتعا لمن هب ودب يحمل هوية او صفة تمثل عطاءا او مكرمة لكبيرهم يمنحها لمن شاء حتى لو كان حمالا او سائقا او اي شخص ليكون صحفيا عاملا بامتياز سوبر صحفي ومقرب .
وللاسف كثر الزمارون والطبالون في الوسط الصحفي ممن يسيل لعابه لمنح او امتياز كبيرهم وشكلوا جيشا من المنافقين والدجاليين ( الكيكية ) . ممن لايليق بالاعلام العراقي ان يحمل هويته ممن سقطت عنه المهنية والمبادىء والوطنية الا القليل ممن صمت كفرا وبات شيطانا اخرس .
وعبر بعض المراقبين للحراك الاعلامي في المحافظة عن استهجانهم للقرارات التعسفية التي تهدف لتمزيق النسيج الاعلامي في العراق عبر مؤامرة تدار بشكل يتوائم مع المؤامرة الاكبر لتدمير العملية السياسية في العراق .
وماثار بعضنا ان تقوم نقابة الصحفيين بممارسة التعسف والاكراه والحرمان للصحفيين عكس ماينص عليه نظامها الداخلي .
وبات السؤال الملح يطرح نفسه على كل ممارس للعمل الصحافي والاعلامي : متى نوقف المهزلة التي تمارس بحق مؤسساتنا الاعلامية والصحفية من قبل مجمعنا النقابي الذي تحول لأداة للقهر والاستبداد المنظم اكثر مما يتصوره مطلع بالعمل النقابي وكأننا نعيش الدكتاتورية الاعلامية بالرغم من ضحالة وبهتان تلك الممارسات التي لاتقدم ولاتاخر عند زملائنا المهنيين الذين لايحملون الهوية او يحظون بامتياز النقابة كما يحب المتزلفون تسميتها . وحتى الانتماء لايعطيهم شرف المهنية بل هم من يمنح النقابة الشرف بانتمائه كون اكثرهم قامات اعلامية او صحفية ولاتقارن بتلك الاشباح الهيولية القابعة في دياجير النقابة كالخفافيش تتربص بالشرفاء والمخلصين بحرمانهم من حقوقهم التي اقرتها القوانين والاعراف بكل مسمياتها .

ونحمل بدورنا كصحفيين مستقليين ادارة نقابة الصحفيين مسؤولية التشظي التي تفتك بالوسط الاعلامي وخروج بعض زملائنا قهرا او رغبة الى تشكيلات مجتمعية جديدة تبقى متنفسا وليس بديلا عن نقابتنا الام المسكونة باشباح لاتقل خطورة عن الداعوشيه الذين يدمرون الحياة بكل جمالها وافاقها الكونية بسفسطاتهم وخيالاتهم واوهامهم ويحلمون بالتاسيس لخطاب اعلامي جديد وهم بالحقيقة يقبرون كل مايمت بالحياة الاعلامية اصالة واخلاقا .

لذلك نعتبر الخراب بالمؤسسات الاعلامية والهدر بالطاقات يقع على مسؤولية تلك الادارة البائسة التي تتعاطى بالقشور والصرعات الفارغة باستخدام جيش من مرتزقة الاعلام الذين يخدمون راهن المرحلة الفاسدة التي تاثر بها وطننا وشعبنا ايمى اثر كلفنا عقدا من الزمن وتهميش الالاف الطاقات الاعلامية المهنية وضياع فرصة تاريخية لبناء منظومة اعلامية عملاقة تستطيع مواجهة المد الارهابي الاعلامي الذي يجند له اللامي السفهاء والبلهاء ليؤدوا عملا مثل كائنات لاتعقل ولاتفهم من الاعلام شىء سوى الفتات الذي يرميه لهم اللامي كما يحلو للبعض تسميته امتيازات .

وهناك الكثير من الكلام واقله ماتقدم يجعلنا نتاكد ان نقابتنا الام تدار بشكل مخطط له بدقة ليكون الاعلام ساحة يعبث بها الدخلاء والمغمورين الحالمين بالنجومية الماجنة والمتسولين لحقوقهم التي تصوروا انها مكارم يغدق بها اللامي وجمعه عليهم ليهبوا تبجيلا وتوقيرا لجلالته وظله .
كل الحب والمجد لزملائنا انا يكونوا ماداموا جنودا للوطن من خلال مثابرتهم ومهنيتهم الاعلامية . ولن تكون قرارات ادارة نقابة الصحفيين عقبة امام من اختار الطريق الذي يوصل للهدف الاسمى اعلام عراقي حر ومهني . وان تشكيلاتهم الجديدة كانت اتحادا او نقابة وطنية ستكون مدارسا لجيل محترف من الصحفيين والإعلاميين ولايصح الا الصحيح واتركوا السفهاء في مستنقع اوهامهم يعمهون والله الموفق .

Share |