بيّاعه شرّايه ..حل الازمه بفلسين/جاسم البغدادي
Sat, 1 Feb 2014 الساعة : 10:51

لازال الجدل محتدما حول ازمه الانبار , ولا زالت المبادرات الخيّره تتبارى من كل فج عميق , علاوي طرح مبادره والنجيفي طرح مبادره والسيد عمار طرح مبادره وكاكا مسعود طرح مبادره وشنون بن الحاج عطيه طرح مبادره !!..جزاهم الله خيرا كما جزى ابطال البرلمان الذين نفروا خفافا وثقالا بمساحيهم ومكانيسهم لانقاذ بغداد من الغرق فانقذوها او كادوا يفعلون ..يقال ان فهم السؤال نصف الجواب ..وفهم السؤال المتعلق بهذه الازمه لا يعطي نصف الجواب بل الجواب كله , ودون الحاجه لهذا الحشد المبادراتي العظيم !! السؤال هو ببساطه ما هي ازمه الانبار ؟ هل هي ازمه سياسيه ؟ ماليه ؟ طائفيه ؟ ام هي كل ذلك ؟ ام (وهو الاقرب) ليس فيها شئ من ذلك ؟ اتمنى مخلصا لو تبرع احد ساستنا للوقوف بكل شفافيه ونزاهه وصراحه وامانه ..ويكون اخو اخيته ورجل بحق ليشرح لنا ((ماهي الازمه على وجه التحديد)) ..الانبار محافظه عراقيه حالها حال جميع المحافظات الاخرى لديها حكومه محليه منتخبه لا يتدخل احد باختصاص عملها ولها ميزانيه محسوبه وفقا للميزانيه العامه للبلاد ..اطلاق سارح سجناء ابرياء ؟؟ الجميع يعرف ان اغلب السجناء تم اطلاق سراحهم بعد اشهر قليله من بدء الاعتصامات وتكفل المجاهدون (لعنهم الله) اطلاق سراح البقيه ..مطالب المعتصمين ؟ مطالب المعتصمين منذ بداية طرحها اخذت وتيره تصاعديه لا سقف لها .. وهي لم تكن اصلا الا محاوله لاضفاء الشرعيه على الاعتصامات ..اعادة الاعتبار للصحوات والعشائر لضبط الامن ..طيب الى متى ؟؟ واين هي سلطه الدوله والحكومه ..ما هو المنطق السياسي ياسعادة السياسيين الملهمين ؟؟ هل صرف المليارات على تسليح الجيش اصح ام صرفها على تسليح ميليشيا العشائر ؟؟ العشائر التي ستعود لترفع هذا السلاح بوجه الدوله ورئيسها سواء كان المالكي ام غير المالكي ؟؟ الازمه ليست في الانبار , الازمه في السياسيين الذين لايكاد احدهم يُبصر ما تحت قدمه من تخمه النهب لثروات العراق !! اليوم داعش .. وقبلها كانت القاعده وانصار الاسلام وكتائب ثوره العشرين و ..و ..اليوم النجيفي والعلواني وقبلهم كان عدنان الدليمي والضاري ..ازمه واحده بوجوه عديده ..(نروم ملكا او نموت فنُعذرا) انتفضت الفلوجه فاوقع بهم علاوي والامريكان وقعه الى الله منها المشتكى والمعولِ ..ثم انتفضت ثانيه بزعامه القاعده فانتفضت بوجهها الصحوات وجعلتهم حصيدا ..ثم رجعنا من جديد ..تحت يافطات ولافتات وخطابات واهازيج ليس فيها الا تحشيد للطائفيه والكراهيه ..تجييش , تكديش , تدعيش .. هل يجافي حدسي بعض الصواب لو قلت ان الانبار بل وكل المنطقه الغربيه ..بل وعموم اهل السنه في العراق أصبحوا احد الملاعب الانتخابيه التي لاغنى للسياسيين جميعهم عنها وعن ازماتها ..باختصار لا توجد هناك ازمه حقيقيه ..وكل مايقال عن تهميش وشطب واقصاء واستهداف رموز وتسويف وتعطيل ..كلها مفردات متفسخه من كثره الاستخدام الملتهب لاشعال فتيل الازمات المفترضه ..ولعل قائلا يقول ..لكنك حددت الازمه انها طلب السلطه لاغير ..واقول هذه ليست ازمه هذا واقع لابد لنا ان نتعايش معه .. تماما كما ان الاكراد يريدون الاستقلال والانفصال عن العراق ..ومثل هذا الواقع سيكون مستديما لكن الكارثه ان يُستغل لتعطيل الحياة ونهب الثروات تحت غطاء الازمات ..فحال السياسيين في مثل هذا الواقع حال البياعه شرّايه .. يتقلبون تبعا لظواهر العرض والطلب , لكن ما دامت الحلول موفوره في السوق فبالتاكيد سياتي اليوم الذي تتكدس بضاعه الحلول على رفوف الدكاكين السياسيه ويصير حلّ الازمه (بفلسين) ..يارخصهه !!