اساليب العمل السياسي/الشيخ محمد ال حفاظ الناصري

Fri, 31 Jan 2014 الساعة : 0:35

لاشك ان كل حزب يسعى الى بلوغ النجاح المتوقف على الطرق التي يتخدها في الوصول الى الاهداف بواسطة اساليب معينه.
فكثير ماتفشل جهود وحل المشاكل لعدم اتخاذ الاساليب الصحية في المنهج المطروح وتجاهل المؤثرات الاجتماعية والثقافية في حل الازماة . وهذه نتيجة واضحة في اي عمل جماعي يعتمد على كوادر ليس لها باع طويل في معرفة ابجديات سياسة الدولة بعض الاحزاب عبارة عن تجمعات فئوية محصورة في مصالح اشخاص دون النظر الى مصلحة المجتمع الذي من اجله تأسس الحزب لخدمة الجماهير وطرح الحلول الواجب اتخاذها وباساليب علمية حضارية انسانية تطابق روح العصر وتجعل من الماضي درسا لافكار المستقبل.
وتكفينا نظرة خاطفة كي نرى مدى الاختلاف البين والتناقض الصارخ بين الخطاب الذي يمنح لهذه الاحزب مركزية خاصة، وبين ما تحقق على أرض الواقع من وقائع
نحن بحاجة الى معرفة الاساليب العلمية في تطور العمل السياسي الممزوج بالمهارة والقدرة والفكر من ناحية اخرى فالاسلوب وذكاء الشخصية والمهارة هما كفيلان في نجاح الحزب في الوصل الى اهدافه المشروعة وهذا مانؤكد عليه في الوصول الى تلك الصفات الواجب توفرها في الاحزاب المتصدية في العمل السياسي التي تخدم المواطن والبلاد وتكسب القلوب

اليوم الاحزاب عبارة عن دكاكين للتوظيف والمقاولات وانخرط في ميدان الفساد بحجج واهية وابتعدت عن مقومات الدولة القوية التي يجب ان تتوفر فيها القيادة الجيدة والاقتصاد القوي والاعلام المؤثر اليوم اكبر الشركات تملكها الاحزاب ولها اعلام لا تاثير له والقيادات مغيبة عن معانات الناس تنظر بنوافذ اتباعها . فلا يكاد يخلو ماتنتجه الأحزاب السياسية من أدبيات وتصوغه من شعارات، كيفما كان مستواها الفكري وجنسها الأدبي لا ينسجم مع المفهوم العرفي والاجتماعي
ليس لاحزابنا في ميزان القوة الدولية اي معيار رغم وجود قواعدها
لايحسب لها اي حساب في المجتمع الدولي كما هو الحال في حزب الله اللبناني الذي تتوفر فية قيادة حكيمة واعلام قوي ومشاريع اقتصادية تخدم الناس والحزب معا
كواد الحزب في الساحة العراقية بحاجة الى ثقافة سياسية وفن التعامل مع الجماهير خالي من الخداع والكذب والمصالح الحزبية الضيقة التي مهما طالت قصرة لابد ان تسعى للتأيد الشعبي والجماهيري لاهميته الكبيرة في نجاح تنفيذ البرامج المرسومة التي لا تتقلب حسب الاحوال. وحاليا اغلب الاحزاب برامجها مخفية لانها تعتمد على رموز ظاهرة معروفة ولذا يكون الاعظاء في دائرة الشك والتسقيط في الحزب الواحد فتكون الانشقاقات والاستقالات الاتهامات بالفساد الاعم الاغلب من الاحزاب تدعي وصلاً بهذه الشعب، لكن الشعب لا يقر لها بذاك.. وأصبحت علاقة هذه الأحزاب بها علاقة غير شرعية.. إذ ليس هناك ميثاق غليظ يربط نخبنا السياسية بما تنادي به من مفاهيم إن أطرافاً سياسية كثيرة في بلادنا تترقب، على أحر من الجمر، صدور قانون الاحزاب لأنها ستمنع الأحزاب من الزواج بأكثر من واحدة تحفظ نسله وشرعيته واستمراره.. تجعل منه هذه روحاً قبل أن يكون جسداً فقط، .... ومشكلة هذه الأحزاب أنها تريد أن تحتكر لوحدها الانتساب لهذه الشعب.. وتعمل كل ما في وسعها من أجل أن تصنف نفسها في صف هذه المواطن، وأن تصنف خصمها السياسي في صف المعادين لها.. وكأن تبني مثل هذه المفاهيم هو الذي يمنح لهذه التنظيمات السياسية شرعيتها المجتمعية واعتبارها الوجودي
ومن المفيد جدا ان نذكر توضيح العلاقة بين الكوادر الحزبية والاساليب العلمية في نجاح العمل السياسي الرجوع الى هذه الصفات التي يعتمد عليها في حل المشاكل والازمات التي منها
1-الانفتاح على الاخر
هو كالماء الجاري على وجه الارض يسقي العقول بعد الاغلاق وثم تقبل افكار جديدة وتلاقحها وصبها في ميزان العمل يقول سماحة الشيخ حسن الصفار( العزوف عن الانفتاح على الاخر وغياب الحوار بين القوى والاطراف المختلفة في مجتمعاتنا يعتبر مكمنا من مكامن الداء .. ومظهرا صارخا من مظاهر التخلف)
كما واننا بحاجة الى غذاء في بناء اجسامنا كذلك اليوم الامة احوج الى بناء عقولها بالحوار والانفتاح والتاخي. فمفهوم الحوار هو مشروع وطني واسلامي بل جميع الاديام تسعى لجمع شمل هذه الامة المشتت. يكون مشروع طويل الامد يتطلب تطبيق القواعد الاساسية والانسانية في الاسلام التي جعلها المسلمون خلفهم وكان العنف مسرحا لبلادهم فعندما تركت هذه الامة احدى مبادىء القران بفعل السلطات وائمة الجور والظلال وجعلت القوة والقسر والقتل منهجا مزيفا باسم الاسلام وتحت عناوين دعا اليها دعاة الفتنة والسلاطين.
2-القدرة الفكرية:
القدرة الفكرية السليمة دعوة صارخة في ميدان العمل لابد ان لاتعتمد على شخص واحد الذي يتلبس بالميول والانفعالات والقائد الناجح يقرر بعد ان يسمع الجميع لان الانسان محدود الفكر مهما كان شانه وغلب الاحزاب اليوم تعمل وفق منهج القائد الاوحد وان تلبست بشعارات وايدلوجيات المجتمع
3-المعرفة الاجتماعية:
تحتاج الى توازن في العلاقات بين اطباق المجتمع فالمتصدي للعمل الاجتماعي بحاجة الى ان تكون حركاته منسجمة مع العرف السائد ابتدا من توزيع النظرات بين الناس وانتهاء بالتقدير والاحترام يعرفها اغلب المنتمين تنظيريا وان فقدوها تطبيقيا
هذه ثلاث محاور مهمة في اركان العمل السياسي الواجب توفرها في كوادر تنظيمات الحزب السياسي الذي يسعى الى استمالت القلوب وان كانت هناك عومل اهم من ذلك نذكرها في مناسبات اخرى داعيا الله تعالى للجميع التقدم والازدهار وخدمت المواطن :

Share |