لا يسوع ولا غاندي .. علاجهم سيف علي/ جاسم البغدادي
Thu, 30 Jan 2014 الساعة : 23:39

من صفعك على خدك الايمن فالطمه على خده الايسر ,واعطه لكمه على عينه وركله على بطنه , واسحله من رجليه وامسح به الشارع , واذا كنت تملك مسدس ففرّغ في راسه المخزن والعن جد جدّه ..هذا المنطق الذي يجب ان يتم التعامل به مع الارهابيين وحواضنهم الصداميه .. لا افهم كيف تستمر ثقافه الصمت وسط حمام دم يستمد فورانه من عقول لا تستفرغ سوى ابتكار طرق القتل الجماعي للابرياء , الرد الفوري والعنيف متناغم جدا مع الشخصيه العراقيه التي تبحث دائما عن العدو الذي تفلّ به غلّها وعصبيتها من الواقع المزري المتوارث معها جيل بعد جيل , ننبذ هذا المنطق شئ , او ان تجبرنا الضروف والاخرون على انتهاجه شئ آخر ..ليست المسأله ان نكون او لانكون مثل هؤلاء السفاحين ..الاصل اننا مستهدفون بكل الاحوال سواء كنا مثلهم اولم نكن ..فلماذا يُفترض بنا ان نكون نباتيّين وعدونا لايسد نهمه الا لحمنا ولحوم اطفالنا ؟؟ لو ان العرب كانوا مستعمرين الهند زمن غاندي لما حاز تلك المنزله الانسانيه المسالمه لكن الانكليز ومجلس عمومهم وحضارتهم ومدنيتهم هو من شجعه على مقابله العنف بالصفح والصيام!! ولو كان العرب وليس الرومان يحكمون بلاد الشام زمن يسوع لما قال من صفعك على خدك الايمن فادر له جانب خدك الايسر ولكن من اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم..هنا اصل المفارقه وسؤ الفهم عند من يرى الامور من زاويه عوراء احاديه النظر ..لا النظر لكلا الطرفين ..ان لا اكون مثل الآخر لا يعني ان لا اعامله بمثل مايعاملني به ..مع التزامي بالاخلاق التي يقتضيها ديني وانسانيتي ..لكن ليس معه بل مع غيره ..الغير الذي يمتلك شيئا ولو طفيفا منها فاشعر انه يماثلني بالانسانيه ولو اختلف معي بغيرها ..هذا منهج امير المؤنين (ع) مع الاخرين فقد كان قمه من القمم الانسانيه في المبادئ الساميه والمحافظه عليها وفي نفس الوقت كان اشد الناس فتكا في الارجاس المتطفلين عليها كي يطهرها منهم ومن افكارهم وسمومهم وعاهاتهم وهو القائل لخوارج عصره ..((ولا ترتكبوا محارم الله، فإنكم قد سولت لكم أنفسكم أمرا تقتلون عليه المسلمين، والله لو قتلتم عليه دجاجة لكان عظيما عند الله، فكيف بدماء المسلمين؟)) ..
..قبل فتره شاهدتُ فيديو يصور الجيش العراقي وهو يعتقل احد الارهابيين الذي وضع قنبله داخل جهاز تلفزيون ليفجرها في اقرب تجمع بشري ..الشئ الغريب هنا ان أُم هذا الارهابي راحت تتوسل بافراد الجيش لعدم ضرب ابنها !! فهي تشفق على ابنها من الضرب ولا تهتم بعدد الارواح التي سيزهقها هذا السفاح ..والسبب في ذلك ادراكها ان تلك الارواح هي ارواح الروافض النجسين ..هذا هو الآخر !! فالسلوك هنا يقرره الآخر ومدى التزامه باخلاقيه الحرب التي تفترض الابتعاد عن الاساليب الخسيسه كتفجير المدنيين والتلذذ بتعذيب المختطفين قبل قتلهم وغيرها من الفضائع الوحشيه التي لايمكن معامله فاعليها تحت غطاء القيم الانسانيه لأنهم لا يتصفون بشئ منها .. لوبقينا ننتهج ثقافه التنازل عن الدماء التي هي اقدس ما حرم الله فلن نكون سوى نعاج تنقرض في مملكه الذئاب وتثير شبقها لافتراس المزيد ..ليسأل كل انسان عراقي غيور نفسه قبل ان يحدد الموقف الذي يجب اتخاذه من هؤلاء ..ماذا يحدث لو عاد هؤلاء لحكمنا من جديد ؟؟ الا تغرق مدننا وشوارعنا وبيوتنا بدماءنا ؟ الا تصطبغ انهارنا بلون الدم القاني ؟ الا تكون اعراس الذبح الجماعي هي الاحتفاليه المشهوده لانتصار هؤلاء ؟ ..نقطه اخرى ..نقطه نظام بوجه من يتباكى على المدنيين في حواضن الارهاب ..فلا ادري هل الارهابي على راسه ريشه تميّزه عن الغير ارهابي ..الارهابيون مدنيون ولا توجد علامات تميّزهم عن غيرهم ..والارهابي يسير في الشارع كأي مواطن عادي ليس فيه ما يثير الانتباه ..فقضيه الفصل بين المدنيين الابرياء والارهابيين شاقه جدا وتحتاج لأمكانيات مخابراتيه واستخباراتيه عاليه المستوى للعمق الاقليمي الممون والداعم للارهاب , فمحاوله اثارتها(خصوصا من اناس متهمون اصلا بدعم الارهاب او التعاطف معه) لا تخلوا من دوافع مبطنه لانقاذ ما يمكن انقاذه من الارهابيين بحشرهم بين المدنيين او لتأليب الرأي العام ضد الحكومه والجيش لتعرضها للمدنيين ..بالتاكيد الفصل مطلوب كي لا يؤخذ البرئ بتهمه المجرم لكن المسؤوليه تقع على من سمح لهؤلاء بالتواجد ووفر لهم الارضيه المناسبه , وهو من يدفع الثمن لا رجل القانون ولا الجندي الذي يقاتل عدوا يتنقل كالشبح بين البيوت والحواري ..المعركه مع الارهاب لابد ان تتوفر لها قاعده مستنده لكل عناصر نجاحها ..واهم هذه العناصر كيفيه التعامل مع حواضن الارهاب ..ليس الان فقط بل مستقبلا ..لابد بد من تشكيل لجنه امنيه خاصه مهمتها متابعه حواضن الارهاب ومراقبتها ..كي لا نعود من جديد لمواجهات داميه يدفع شباب العراق ثمنها بدماء هي اشرف من كل الارهابيين وشيوخهم وساستهم وحواضنهم ..