مجلسنا وخليلات العبد/مجتبى الناصري

Thu, 30 Jan 2014 الساعة : 23:36

من الحكايات الشعبية المعبرة التي كانت تتردد لدى اهلنا الطيبين حكاية خليلات العبد والتي كان الكبار يرويها للصغار لنقل الحكمة والعبرة من خلالها ،وكان هذا العبد يملك كمية من فردات التمر المجفف ،حيث كانت الناس تعتمده غذاءا ً رئيسيا ً و عندما اشتد به الجوع أكل بعضها وعندما احس بالشبع تبول على ما تبقى منها ظنا ًمنه انه لن يحتاجها بعد ذلك ،ولكن بعد فترة زمنية وجد نفسه انه يجوع مرة أخرى والتفت يمينا ً وشمالا ًفلم يجد سوى فردات التمر التي تبول فوقها ،وهكذا بدأ يعزل واحدة ويقول مع نفسه ( هذه لم تتنكس بالبول فيأكلها ويرمي الأخرى جانبا ً قائلا ًو هذه تنكست ) ،وهكذا قام بعملية الفرز عدة مرات حتى وجد نفسه قد أكلها جميعا ً.
واليوم ونحن ننظر الى مجلس محافظتنا العتيد وهو يعود في ديمقراطية عرجاء الى ذات الأشخاص الذين سبق وان شغلوا مناصب قيادية في المحافظة ولكنهم اثبتوا فشلا ً ذريعا ً وثبتت عليهم قضايا في دوائر النزاهة واقيلوا لسوء الأدارة ، فيقبلهم كمرشحين يصوت عليهم لتولي مناصب مدراء عامون ،كما سيحصل اليوم لأختيار مدير البلديات في المحافظة .
هل ان الحزبية المقيتة اوصلتنا الى هذا الوضع المريض المكشوف ،ام ان الكفاءات قد جفت في نظرهم فلم يعد يرون من حولهم سوى أولئك الفاشلون ليعيدونهم مرة اخرى ترضية لأحزابهم وتجمعات أحزابهم التي لم تفد المحافظة في شئ على الأطلاق ،بل انه كما يبدو انهم يتقاسمون غنائمها بينهم ليس إلا ّ .
اننا مستحقين عندما يسموننا العالم المتخلف ، فأفعالنا تدل على أحوالنا حيث لاتنفعنا حتى الشــهادات التي نتحصل عليها لأننا نفكر بمصالح شخصية ضيقة متناسين اننا جلسنا في هذه المناصب لأجل المصلحة العامة .

Share |