الشطرة تطالب باستحقاقها/عبدالرزاق العبودي

Wed, 29 Jan 2014 الساعة : 23:34

الشطرة هذه المدينة الغافية بهدوء على كتفي نهر الغراف .. المدينة التي اعطت للعراق حبا وحنانا ، ثقافة وعلما ، شعرا وادبا وفنا منوعا .... الشطرة التي انجبت فطاحل الرجال في مختلف الميادين وفي كل الازمنه، فكان منها السياسيون والعلماء والشعراء والادباء والفنانون والصحفيون وغيرهم الكثير ... هي التي انجبت الابطال الذين عبدوا بدمائهم درب الحرية لابناء العراق ... مدينة الشهداء في كل العصور والدهور دفاعا عن حياض الوطن ، حيث ولد في احضانها تحسين مجيد وعبدالحسين جليد وسلمان شريف دفار الذين اذاقوا ابن الطاغية صدام الذل والهوان في عقر داره ، الشطرة الام للشهداء الابطال خضر فرج وعلي حنيش وضياء احمد طه وعبدالامير الركابي وغيرهم من رعيل الدعوة الاول الذين اعدمهم زبانية الطاغية صدام .. وهي التي ولد في ربوعها الفن والشعر والادب ،فمن رحمها ولدت الابوذية التي تنسب لقبيلة العبودة وشعرائها الافذاذ امثال هاشم فليح وعبدالحسين حميدي وعبدالواحد الهلالي وعلى موسى حشيش والشاب حسين صالح،في ربوع اريافها حيث الماء والخضراء والوجه الحسن كما يقال ولد حضيري ابو عزيز وداخل حسن وكانت اصواتهم تصدح حبا وصدقاووفاء .. هنا نشا وترعرع ابرز ادباء العراق كالدكتورعبدالهادي الحمداني والدكتور خضير الشريباجي وكان لهم في الشعر باعا طويلا فزامل سعيد فتاح ورحيم الغالبي وكامل سواري وعلاء الياسين والدكتور جمال الازبجي والدكتور حازم العبودي وغيرهم الكثيروفي الصحافة كان لها باع حيث ولد في ازقتها شيخ الصحفيين ونقيبهم بعد سقوط الطاغية الشهيد شهاب التميمي ومن بعده جيل عدنان طعمة وسلا م خماط وعبدالرزاق العبودي ومحمد خضير سلطان واخرين ....وفي الفن بانواعه كان حسين الهلالي والدكتور ماجد النجار وبهجت الجبوري وعدنان شلال وعلي هاشم وزيدون داخل وضياء الساعدي .. وووولااتذكر فالقائمة تطول وعذرا لمن لااتذكرهم ولكنني اختم بفطاحل الرجال من الذين اسهموا في بناء وتاسيس الدولة العراقية سبقا ولاحقاواخص بالذكر منهم الشيخ الحاج خيون العبيد قائممقام الشطرة ابان الحكم العثماني وعضو مجلس الاعيان منذ تاسيسه وحتى انتهائه بقيام ثورة 14 تموز 1958م والذي انتخب حاكما للغراف في ميثاف المصيفي في عشرينات القرن الماضي وعبد المهدي المنتفجي والد الدكتور عادل وزير المعارف وعضو مجلس اعيان العراق ومنها كان اللواء كاظم حسن العبودي اول امر لاول فوج في الجيش العراقي واعني به فوج موسى الكاظم، اما في الوقت الحاضرفيكفي ان يكون لها من السياسيين الدكتور طارق السعداوي والدكتور موفق الربيعي والدكتور كريم وحيد العبودي والقائمة تطول وتطول لكننا نتوقف هنا عند مربط الفرس كما يقولون وهو عنوان مقالنا مدينة لاتريد الا استحقاقها ونتسائل وبهدوء:- الا تستحق مدينة مثل الشطرة بهذه النماذج من الرجال بان تكون محافظة وهي التي كانت قضاءا منذ 103 سنة ؟ الا تستحق المدينة التي تمتد من منطقة سليم جنوبا ولمسافة 15كم الى البوعليان شمالا ومن حي الزهراء غربا ولمسافة 10كم حتى ال عواد شرقا وبكثافة سكانية هائلة جدا ؟ مدينة مترامية الاطراف تحيطها كتلة بشرية هائلة من القرى والارياف التي تكتظ بالسكان والتي اقترح لها ان تتحول الى نواح امثال ال سليمان والغوالب والبوسعد وال جهل وخفاجه اضافة لناحيتي الغراف والدواية ان تكون محافظة كبقية المدن التي اريد لها ان تكون محافظات ؟المدينة التي تزخر ارضها بكنوز من الذهب الاسود حيث حقل نفط (الكيطيعة) والمسمى بحقل الناصرية العملاق الذي يقدر احتياطية ب(17) مليار برميل ، القضاء الذي تحيطة المزارع الخضراء من كل جانب والتي تنتج خيرا وبركة حيث العنبر والقمح والشعير والذرة وغيرها ، الارض التي تزخر بمئات المواقع الاثارية المكتشفة وغير المستكشفة حيث معاقل الاكديين والفرثيين والسومرييين وغيرهم ممن سكن ربوعها انذاك وكانت لهم حضارتهم ؟
ان اقتراح تحويل قضاء الشطرة اكبر اقضية العراق سكانا واكرر سكانا وليس مساحة الى محافظة امر طبيعي وهو استحقاق تاريخي وجغرافي واقتصادي وطبوغرافي ولااحد ينكر ذلك الا المدلسين المتصيدين بالماء العكر ممن يغيضهم الامر فالصحاري والبراري والقفارلم تكن في يوم من الايام تعني شيئا ولكم ان تقارنوا مساحة مصر التي لاتساوي ربع مساحة السعودية الاان عدد سكان مصر(91) مليون مقارنة ب(19) وهم سكان السعودية.
لقد طالب ابناء المدينة بذلك في مسيرة حضارية انطلقت في شوارعها يوم الاثنين 27كانون الثاني وعرضوا معاناتهم ومطاليبهم ومبرراتهم امام القنوات الفضائية وطالبوا بحقوقهم المشروعة واستحقاقاتهم المعروفة سلفا وقد قيل( ماضاع حق ورائه مطالب )، وهو امر نعتقده صائبا وطريقة نراها اصولية ولاشائبة فيها بعيدا عن التهريج والمزايدات والكلام الفارغ الذي لايغن ولايسمن ، اما الدولة بمؤسساتها والحكومة بمكوناتها والبرلمان باطيافة فلهم رايهم والامر متروك لهم لان الكرة في ملعبهم الان وماعليهم الا تحكيم الضمائر والابتعاد عن الضغائن وتجنب الانحياز لهذا الطرف او ذاك وبالامكان حسم الامر من خلال لجان محايدة ترسل للاقضية التي طلبت تحويلها الى محافظات ودراسة الامر من كافة الجوانب واعطاء الراي الصائب الذي يخدم المصلحة العامة ويعطي كل ذي حق حقه.
اننا نعتقد ان دراسة الامر بتان وانصاف الشطرة وتحويلها الى محافظةاسوة باقضية الفلوجة وتلعفر وسهل نينوى وطوز خورماتو وحلبجة فيه الكثير من الدقة والعدل وانهاء الاجحاف والمظلومية ، وهو كما نعتقد يصب في خانة خدمة العراق العظيم الذي كان ولايزال وسيبقى في حدقات عيوننا وسنحميه كما كنا دائما بصدورنا وسناقتل بالسيوف والخناجر وبالفالة والمكوار كما فعل اجدادنا وقد يقتضي الامر ان نقتدي بالشاعر الذي خاطب الحسين (ع) بقوله :-
لو قطعوا ارجلنا واليدين ناتيك زحفا سيدي ياحسين
ونقول سندافع عن العراق باسناننا ان اقتضى الامرذلك وكل شيء يهون لعيون اهل العراق النجباء وليبقى بلدنا تلك الصخرة الصماء التي تتكسر عليها رؤوس الاعداء الذين لايريدوا لنا الا شرا واعني بهم القاعدةوداعش واذابهم ومن لف لفهم من الخونة وليعش العراق ارضا وبشرا وسماءا. عبدالرزاق العبودي

Share |