دمشق في جنيف/ حيدر الجابر
Wed, 29 Jan 2014 الساعة : 23:25

لا أتوقع نتيجة مهمة في نهاية مؤتمر جنيف 2، وأظن أن القرار الوحيد الذي يلفت الانتباه هو الدعو ة الى جنيف 3، الذي سيصدر بناء على رغبة دولية في اثبات الحضور، واعترافاً جماعياً بأن السلاح أقوى من الحوار. أزمة سوريا إقليمية ودولية: إقليمية لأنها صدى للصراع الإيراني السعودي، ودولية لأنها ساحة للصراع الروسي الأمريكي. في سوريا يلتقي الذين عجزت دعوات السلام على جمعهم، ونجح الموت والدمار في ذلك. الأسد محور الأزمة، يراهن الروس على الحفاظ عليه، وهم الذين طالما خسروا جولاتهم مع الغرب، ويدافع عنه الإيرانيون، فخيوط الود محبوكة معه، وهم الذين افتقدوا الصديق المحب في المنطقة العربية.
السعوديون لا يعجبهم الأمر، لا بد أن يفعل النفط المتدفق فعله، ولا بد إسقاط الاسد ونظامه، ولا يهم شكل النظام الجديد، لا بد من نصر يحفظ ماء وجوههم أمام العرب والفرس، لا بد أن يظل «طويل العمر» ميمون الطالع، وأن يقول للأنظمة «اسقطي» فتسقط. دخلت المعركة في سوريا مرحلة كسر العظم، تداعياتها على العراق واضحة، الحلف غير المعلن بين الجيشين العراقي والسوري على تنظيم القاعدة يسير بخطى ثابتة قوية، يوماً بعد آخر، تثبت الأيام أن امريكا ليست وحدها القوية على الساحة، وأن حلفاؤها ينتابهم الهرم، وأن العالم يتغير، وميزان القوى لم يعد كما كان.
سقط بن علي في تونس، فقال مبارك «مصر ليست تونس»، وسقط. وقال القذافي «ليبيا ليست مصر»، وسقط. وقال صالح اليمن ليست ليبيا، وسقط. وقال الاسد «سوريا ليست تونس ومصر ليبيا واليمن»، ولم يسقط، وربما لن يسقط. وإذا رحل فسيترك مكانه أسداً آخر، السوريون ليسوا اللاعبين الوحيدين في المعركة، إنها لعبة الأمم في بلاد الشام، ألوية وفصائل ودول تُعلَن وتنتهي، وجيش بشار الأسد، ما زال يقاتل بشراسة. في جنيف، حضر وفد الحكومة السورية بقوة، مدعوماً من الرفاق الروس والإيرانيين، ومعه جيش قوي الشكيمة، وفي الطرف الآخر، وفد المعارضة، الذي لا يكف عن الاختلاف والانشقاق، ولا يثبت على رأي، يدعمه الغرب غير المقتنع بالموضوع اصلاً، والسعودية التي خرجت عن طورها وهي ترى هزيمة جديدة تلوح بالأفق.
جريدة المؤتمر