ثقافة المقاهي/عباس ساجت الغزي
Wed, 29 Jan 2014 الساعة : 0:28

تعتبر المقاهي من التراث الشعبي الذي يحمل الكثير من المعاني والمأثورات والطقوس والعادات والتقاليد التي امتزجت مع الانسان البسيطة على مر السنين , وللمقاهي روادها من مختلف شرائح المجتمع , وقد كانت لوقت مضى تستهوي فئة عمرية متقاربة وهم كبار السن ومن المتقاعدين , واليوم ازدهرت وتعددت المقاهي لتنقسم الى المقاهي الشعبية والعصرية ليصبح رواد المقاهي من مختلف الفئات العمرية .
كانت المقاهي الشعبية تحتل حاضرة المدن العراقية بأجوائها ونمطيات روادها من الفنانين والادباء والصحفيين والمثقفين وتعتبراً ملاذاً للإنسان ليهجر الوحدة والحزن وتعقيدات الحياة داخل المجتمع , في حين كان البعض يعتبرها المتنفس لحضور النقاشات والقراءات وتبادل المعلومات النافعة والاستفادة من ثقافة وتجارب الاخرين .
في مدينتي المقاهي الشعبية الصغيرة تنتشر على جوانب الطرقات المزدحمة بحركة السيارات والمكتظة بالمارة وفي مركز المدينة , حيث يقوم القهواتي باستغلال الارصفة بل يتجاوز ذلك ليضع مسطبته الخشبية في قارعة الطريق ليتسبب بخلق ارباك في حركة السير ويعرض ارواح المارة للخطر وذلك لاضطرارهم للسير مع السيارات في منتصف الشارع .
ومن الحزن والاسى نرى ان رواد تلك المقاهي من الشرائح المثقفة والبعض ممن يتصدر المشهد الثقافي في المدينة ومن الملتزمين دينياً ونحن نعلم ان الثقافة هي النظرة العامة الى الحياة والوجود والنظرية المتطورة في السلوك البشري التي ترسم الطريق الممتد الى بناء المجتمع والحضارة في تاريخ الوطن , وهم الطبقة الدالة على الرقي الفكري والأدبي والاجتماعي الذي تمثله الظواهر البشرية بطريقة ابداعية وخلاقة .
من المعيب ان نرى ذلك المظهر الغير حضاري وسط المدينة ومن المخجل ان تكون تلك الطبقة المثقفة هي من تساعد وتدعم استمرار التجاوزات على الاماكن العامة من خلال التشجيع على استغلال الارصفة والجلوس وسط الطرقات , وهم الاعلم بالنهي عن الجلوس في الطرقات والدعوى بكف الاذى عن الطريق , وهنا يتسأل البعض ان كانت الغاية الفائدة الثقافية فأية فائدة ومنفعة يمكن ان تحصل وسط ضجيج السيارات ودوي المارة من مستخدمي الطريق العام ؟!.