رسالة ألى أمي .........../صلاح الدبّــــــــي
Wed, 29 Jan 2014 الساعة : 0:26

أمي؟؟....ياصندوق الأهات المغلق..وياذات الدموع التي تعجز السدود عن ترويضها..مازلت وعلى الرغم من وقوفي على عتبة الخمسين ...مازلت أستذكر ذلك الجلاب ألسومري!والذي يحرس يسار ( شيلتج البريسم!)...ومازلت أدقّق النظر بتلك )ألدكّات ) أو مايسمى بالوشم وهي تملىء أسفل فمك ونهاية حاجبيك ورسم تلك المنقوشات على هيئة ( بنات نعش!!)..أمي.....كم وددت ..الأن...نعم ؛في هذه اللحظة أن أتمدّد كالقطّة بين ركبتيك كي تمرّري أصابعك ( البخت! ) بين مسامات فروة رأسي والتي غادرها الشعر مبكرا!!..أمي...مازالت ترنيماتك الشعرية ألتي طالما تنشيديني أيّاها كلمّا أبلغتك برغبتي في ألتهام طاطليه!! تلك الحلوى ألتي كنت أعشقها حد الجنون ..ومازلت!!قبل أكثر من عقود أربعة من ألسنين العجاف!!كم وددت لثم يديك ؟؟وأستنشاقهما ؟كم تمنيت لو مررت بأنفي بين ثنايا ( ألهاشمي!!) وألذي كان طالما كنت ترتدينه في أيام ألنوايب ؛وماأكثرها...وكم أشتقت لأقراص الخبز ألتي تعدينها لنا والتي أقوم باكل نصفها!!تقريبا وانا أقف قبالتك كفرس جموح متأهب وانت واقفة حينا ومتربعة حينا آخر في حضرة تنور طيني في جعبته خنّارتان!..وكم كنت أضحك على أترابي من الصبيّة ( الزعاطيط!!) وأفتح فمي مندهشا من عشق اقراني لتلك الأكلة المسمّاة بــ ( الكاهي!!) متندرا عليهم وبغرور صبياني تعلوه البراءة قائلا لهم : ( يومية لفرد آكل كاهي !من أخبيّزات أمي!!)....وكم كنت اهيم بتلك لسويعات التي تصطحبيني بها ألى ( حسينية العلويّات ) من أجل حضور طقوس مراسيم عاشوراء مع ( حبايبّج!!)..وألتي تكون خاتمة تلك الطقوس توزيع ( فتوش حلك!!) يتألّف من خبز أبلحم وكرّاث!!...والذي مايزال طعمه راقدا بــ ( لهاتي!) بالرغم من مزاحمة ..ألكنتاكي وألبيتزا وألكرواسون وزنود الست لذاقتي الهضميّة!!..كم أنا محتاج يا ( والده )لسماع أشعارك وألتي كانت طالما ( تزّقيها ) بمسامعي بسمفونية حزن دافق يبكي لها داخل حسن وجبير ألكّون وسلمان ألمنكوب بشحمهم ولحمهم!!..كيف لا؛ وانت تردّدين: ( ياصلّوح سامره يبطيخ / يالذّة ألجبدات بالصيخ!)...وألتي غالبا ماتصيبني التخمة والشبع عند سماعها!!...أو من قبيل : ( فزعيّ يفنخة أولاد سنبس / يالغيرة بيكم دوم تنّدس!)....والتي تسمعيني أيّاها عند شعوري بنوع من الرعب والهلع عند سماعي لمفردات ( الطنطل والسعلوة والأفة والرفش والكرطة وأبو الزمّير!!)...أمـــي......لغاية ساعتي هذه..مازال عشقي عذريا للتمور!!والسبب أولا وأخيرا ؛هو أنت!!ومعزوفاتك الشعرية وألتي طالما ترددّينها عندما تختلين بنفسك وحيدة : ( يشويثي ياتربات عيطه / عمتّك يبنادم نشيطة!!).......أقولها بأمانه ...ياحوّاء التي تقطر محنّة رغم فراقي لها لفترة تجاوزت العشرين من السنين الهاربات !!!ومازلت أحتفظ بـــ ( مشطها الخشب والجيزلان بدريهماته أليتيمة ..ومرود كحل صدىء مع قطع صغيرة من الديرم ) والذي يشكّل بأجمعه مكياج دبيّة أمعتبرّه!!...أعتذر عن أستمراري في سرد تلك ألذكريات يا بعـــد جبدي ..لأن مفاتيح الكي بورد أخذت تستحّم بقطرات دموعي!؟....أندارلج سبع فدوات.. يبعــــــــد ...آنــــــــه!!؟؟)..............