العراق بزيادة عدد المحافظات (ج2)/محمد هديرس

Mon, 27 Jan 2014 الساعة : 23:28

تابعت وسائل الاعلام منذ مناقشة هذا القانون من قبل مجلس الوزراء منهم من يقول تلك حلحلة لوحدة العراق ومنهم من يقول ان كل حي أو ناحية أو قضاء ستطالب بأن تكون محافظة ومنهم من يقول دعاية انتخابية ومنهم من يقول هذه خطة من المالكي لكسب الجمهور الشيعي في تلك المناطق والكثير من الأقاويل بين مؤيد ورافض.

بعد كل الذي طرح لنناقش الأمر بعيدا عن الانحياز , بداية نتسائل هل أن المناطق المذكورة (الطوز - سهل نينوى - تلعفر - الفلوجة ) أهلها قابلين على ذلك, كل هذه المدن كانت تعاني بعضها تضطر أن تكون بؤرة للارهاب وبعضها تضطر أن تكون ضحية للارهاب والبعض الآخر تكون خطة أمنية من الدولة للسيطرة على المحافظة المذكورة والجميع يتابع الطائفية المعلنة في تلك المناطق وما تعانيه الأقليات من قتل وتشريد وصعوبة التنقل وغيرها.

يمكننا طرح بعض النقاط الايجابية من ذلك:-
1- اداريا : ستكون السيطرة أكثر فكلما قلت المسؤولية كلما كان النتاج والسيطرة أقوى.
2- أمنيا : ستقل نسبة العنف الواردة الناجمة من الطائفية المذهبية أو العرقية.
3- اجتماعيا : ستعود الحياة والثقة والمحبة والالفة من جديد لانتشال سبب ترك كل ما سلف.
4- اقتصاديا سيكون انتعاش في السوق والحالة المعيشية لتوفر الحالات الثلاثة أعلاه وكذا ستزيد من الدرجات الوظيفية للعاطلين عن العمل سواء في قطاع الدول أو السوق.

ولابد أن نشير الى الفرق الشاسع بين تقسيم العراق الى أقاليم وبين زيادة عدد المحافظات فالاولى لها أثار سلبية كثيرة منها :-
أ- يحق للاقليم رسم السياسات الداخلية له بنفسيه ستظلم الاقليات المذهبية أو القومية في الاقليم لانها لابد ان ترضخ للاغلبية.
ب- هنالك محافظات فيها خليط من المذاهب كبغداد والبصرة وصلاح الدين وديالى وغيرها كيف سيكون تقسيمها.
ج- تكون نسبة من واردات الاقليم له اضافة الى النسبة التي يحصل عليها حسب تعداده السكاني فكما نعلم ان الجنوب الشيعي يمتلك ثروات العراق فسيحصل على الواردات الاقليمية اضافة الى نسبة الاقليم التي يستلمها من المركز وهذا ما سيجعل الاقليم الغربي السني يحتج لقلة الثروات فيه وبالتالي هو يملك مصادر المياه فاذا قطعها نشبت الحرب الأهلية في العراق.

أما زيادة عدد المحافظات كما ذكرنا أعلاه فلها آثار مهمة في الأمن والاستقرار وزيادة الدرجات الوظيفية وقلة الطائفية وغيرها الكثير , لكن مع ذلك كله يحتاج الى زيادة صلاحيات المجالس المحلية وجعل الدوائر الخدمية بيد الحكومة المحلية وليس المركزية.

لكني قلق من أمر واحد فقط هو تقسيم بعض المحافظات كبغداد وكركوك فذلك أمر خطير لأن نهايته سيؤدي بالعراق الى الأقاليم وهنالك فرق كبير بين اقاليم العراق وغيره من الدول فنحن أقاليم طائفية فسيكون العراق حينها ثلاث دول والأمر الصعب فيها أنها دول متخاصمة متعادية.

وللحديث تتمّة...

Share |