شموع الرواد لن تنطفئ/عبد الجليل حسين راضي

Mon, 27 Jan 2014 الساعة : 23:05

تمر على الكاتب او الناقد في بعض الاحيان لحظات صعبة يضطر فيها لمواجهة العديد من الاحداث التي قد تؤثر على مجرى أسطر كلماته وأصعب تلك اللحظات هي لحظة الاختيار . ان الاختيار السليم بالذات هو الذي لا يهمل جانبا ويأخذ بالأخر وإنما دائما في كل خياراتنا يجب ان نعتمد العقل والمنطق الى جانب المشاعر والأحاسيس والتي يجب ان تسير في خط متوازن للوصول الى الحقيقة وانأ استعير كلماتي من عنوان مقالتي عن مدينتي التي أنجبت العديد من المبدعين من أعلام الفن والثقافة والسياسة والرياضة ومن هؤلاء المبدعين الرائد الرياضي سلام عطية . لا أدري كيف تعرفت عليه لكني أتذكر اني شاهدته في سنة 1974 في ساحة نادي الجزائر الرياضي سابقا الموقع الحالي لمحكمة الناصرية كان لاعبا بكرة السلة يصوب كرته نحو الشباك برشاقة ولا أظن ان يوما مر بدون ان اشاهده سوى الايام التي ابعدتني عنها الخدمة العسكرية وقد أخذت الكثير من عشقي لهذا الرجل الذي اتذكر فيه انه كان كريما ضاحكا مزاجه لا يقف عند حدود اطلاقا ، لا يعرف الغضب الى نفسه لم أجده غاضبا طوال السنين التي مرت على رفقتي معه أحس اني أحمل أحزان الذكريات الرياضية على كتفي وأتمنى في كل يوم من يهديني عطر الحب ويسقيني الشهد ، ومنذ ذلك الوقت ذاع صيته بين الرياضيين في المحافظة السبب الذي حفزني للكتابة عن أبا أحمد لمساهماته المتعددة في خدمة الحركة الرياضية ومبادرته الى استذكار اللاعبين الرواد ، حيث اقامت رابطة الرياضيين الرواد مباراة سلوية جمعت فريق الراحل ستار جبار والفريق الثاني حمل اسم الراحل عباس هليل وكانت حقا التفاته جميلة نالت اعجاب الجميع من ابناء المحافظة . ان استذكار الرياضيين الرواد في حياتهم وبعد مماتهم جزء من حقهم على مدينتهم التي منحوها زهرة شبابهم في عقود من الماضي الجميل . تحية اعتزاز وتقدير الى رابطة الرياضيين الرواد والى كل من ساهم ودعم في هذه المبادرة الرائعة وأتمنى من الحكومة المحلية في المحافظة ان تولي اهتمامها بعوائل الرياضيين الرواد الذين رحلوا عن هذه الدنيا لكن ذكراهم في قلوب ومحبي عشاقهم الذين اوقدوا الشموع رغم غزارة الامطار لأن نجوم الامس لن تنطفئ شمعتهم لتبقى مضيئة الى الابد . 

شموع الرواد لن تنطفئ/عبد الجليل حسين راضي
Share |