عجائب الكرة العراقية والأتحاد الدولي/طاهر مسلم البكاء
Sat, 25 Jan 2014 الساعة : 21:55

ان بلدا ً شوارعه وملاعبه وساحاته هي جبهات متقدمة يقارع من خلالها الأرهاب ،ويموت ابناءه يوميا ً بالعشرات ،وهو ممنوع منذ عشرات السنين من ان يلعب على ارضه ووسط هتافات جمهوره ،ولم تتوفر له الأمكانات المادية والحوافز والملاعب والساحات كما لدى منافسيه من الدول الأخرى ، يجبر اطفاله على العمل فيما يكون الآخرون يعدون منذ الصغر بطرق علمية ومخططه ومدروسه للرياضة ولغيرها ، ان بلدا ً مثل العراق عندما لايقدر على المنافسة فهو الأمر المنطقي ،اما انه يقارع دولا ً مشهود لها بتوفر كل الدعم والأمكانات المتقدمة ويهزمها الواحدة تلو الأخرى وبكادر تدريب عراقي ايضا ً ، لهو معجز حقا ً.
الأرهاب واتحاد الدولي للكرة :
ان الأرهاب يقوم بدور سلبي في تحطيم وايقاف ما يتمكن من ايقافه من مجالات الحياة المختلفة ،انه يريد بلدا ً معطلا ً في كل شئ ، وهذا ما يفعله الأتحاد الدولي لكرة القدم في الرياضة العراقية ولسنين طالت دون ان يقف بوجه احد ولكن رغم كل المحن يثبت العراقييون انهم اهلا ً للتحدي وان على مسؤولي الأتحاد الدولي الألتفات بضمير الى مأساة العراقيين وحرمانهم .
عجائب الدنيا كانت عراقية :
أن عجائب الدنيا التي لايزال يستذكرها التاريخ والتي بعضها عراقية أيضا" ،كانت تبنى بأوقات تكون الشعوب فيها في أوج عنفوانها وقوتها الأقتصادية والحربية الأدارية ،ولهذا فمن المنطق أن تأتي مثل هذه الأبداعات كنتاج لتوفر بنى تحتية متكاملة ،ولكن أن يقوم هذا الشعب برغم المحن والأرهاب وتكالب التآمر على ابناءه بتحقيق هذه الأنتصارات فهذه هي عجيبة العجائب في هذا الزمان .
أن العراقيون اليوم يثبتون وحدة المصير التي جمعتهم تحت خيمة الوطن لألاف السنين ، ويثبتون أن بداخلهم كنوز هي عبارة عن تراكمات التاريخ وسلالاته المتعاقبة التي مرت وعاشت وشيدت أزهى الحضارات في عالمنا الأرضي على أرض الرافدين الخالدة .
وفي هذه اللحظات تعيش الجماهير العراقية فرحة أنتصارات كروية متوالية برغم كل ما يتعرض له العراق ،وفي يوم كان الأرهاب الظلامي قد سجل فيه قتلا" وتدميرا" لشعب العراق كما هي العادة وتشفى وحوش الدم في هذا الزمان بأسالة دماء العراقيين ، كان العراقيون يرفعون راية الوطن في الساحة العالمية غير آبهين بالموت وهازئين بالأرهاب وأذنابه أينما تواجدوا على الساحة العالمية .
الكرة وسحرها في النفوس:
أن للكرة سحر في نفوس عشاق اللعبة والذين هم يشكلون نسبا" كبيرة أصبحت لايمكن أغفالها ،وحتى من لايهوى الكرة فعندما تكون منازلة بين بلده وبلد آخر فهو يدخل لاإراديا ً في المنافسة والتشجيع ،وأن الدول تحاول اليوم الأهتمام وتشجيع اللعبة كما تشجع الرياضات الأخرى ، غير ان العراقيين لايزالون يعانون من ابسط ما متوفر في عالم اليوم فرغم تسابق الفضائيات العراقية في المهاترات السياسية والدجل والشعوذة والشحن الطائفي ،فأنها تعزف عن نقل مباريات ابطال الوطن الذين يرفعون علم العراق خفاقا ً في تلك المنازلات الخالدة ، والدولة التي تنقل حكايات اغرب من الخيال في مجال صرف الموارد العراقية وخروج العملة خارج حدود الوطن تجد نفسها ايضا ً عاجزة عن توفير هذا الحق الطبيعي للعراقي مشاهدا ً ولاعب .