فنّ آلكتابةُ و آلخطابَةُ – ألجزء ألثّاني(ألحلقة ألأخيرة) ح18/عزيز الخزرجي

Sat, 25 Jan 2014 الساعة : 21:34

و بعد آلأنتهاء!؟

بعد آلأنتهاء من آلمحاضرة؛
عليك بآلتّريض و آلتّأني مع إبتسامة عريضة و آلبَقاء لِلَحضات لمعرفة و رؤية ردّ فعل آلحاضرين ألّذين عادةً ما سيصفقون لك أو يُكبرون و يهلّلون لخطابكَ آلجّديد تكريماً لِما قدّمتَ لهُم, فيغمركَ شعورٌ بآلفخر و آلتّلذذ, و عليكَ أنْ تبتسم إبتسامةً أخيرة لتبادل و إضفاء آلموجات - ألذبذبات ألغير مرئيّة - ألأيجابيّة على آلأجواء و آلحضور ثمَّ آلرّجوع إلى مكانك للجّلوس بِنفس ألحالة و آلكيفيّة آلتي كنتَ عليها منْ قبل(1).

و أثناءَ رجوعكَ .. عليكَ بآلوقار و آلتّوازن في مشيكَ بإرتياحٍ و إستقامةٍ إلى حيث مكان جلوسكَ, و لا تُبدي أيّ إنزعاجٍ أو ضجرٍ على مَحياكَ أو حركاتك, و لا تتكبّر و لا تُظهر إستعلائكَ على آلنّاس, و لا ترفع يديكَ حولَ رأسك لردّ ألتّحايا و آلتّبجيلات, بلْ حاول أنْ تكونَ مُتواضعاً على طول الخط, و بغير ذلك سَتُصغر في عيون ألنّاس و تُحْتقر و تُنبذ.

و لو تصوّرت بأنّكَ أدّيتَ محاضرةً عاديةً دون مستوى آلمُتوسط, فلا تُصدّق ذلك, لأنهُ مُجرّد وهمٌ و تصورٌ و تلقين لا أساسَ لهُ من آلصّحة, لأنّكَ في آلحقيقة أدّيت عملاً كبيراً و إستثنائياً يعجز عنهُ آلملايين.

و لو تصوّرتَ يقيناً بأنّكَ أدّيتَ مُحاضرةً سيئةَ فلا تظهر حُزنك أو تُخرج منديلك لمسح دموعكَ أمامَ آلنّاس, بلْ عند وصولكَ للبيت يُمكنك فعل ذلك.

إنّ آلأفضل بَدَلَ آلتّباكي و سيطرة آلأحباط عليك؛ آلسّعي لكشفِ و معرفة نقاط ألقوّة و آلضّعف في محاضرتكَ لدرئها, و ما يُمكنك فعلهُ في آلمرّة ألقادمة لأنجاحها و جعلها بآلتّالي مُؤثّرةً و مُفيدةً, و هذا بِحدّ ذاتهِ مُحاولةٌ للأستفادة من آلأخطاء و تحويلها إلى إيجابيّات فآلحياة آلحقيقيّة ما هي إلّأ تجارب و محاولات نحو آلأسمى و آلأرقى!

بعد مغادرة قاعة ألأحتفال؛
بعد إنتهاء ألمُحاضرة تحسُّ بنشوةٍ طبيعيّة و كأنّك تملكُ طاقةً هائلةً بإمكانكَ آلطيران بها نتيجة تبادل آلموجات آلأيجابيّة آلتي إستَقبلْتها من آلمستمعين, و عموماً سيغمركَ شعوران:

ألأوّل: شعورٌ بآلتفاؤل و آلسّعادة و الرّاحة لكونكَ أنهيتَ عملاً خالداً مِنْ خلالِ ألفكر ألّذي طرحتهُ و ثمّنهُ و أستقبلهُ آلحاضرون بشوقٍ لنقلهِ إلى آلآخرين و للأجيال ألّلاحقة!

ألثّاني: يَغمركَ إحساسٌ لطيفٌ و نشوةٌ لأنّكَ وقفتَ أمامَ آلنّاس و ألقيتَ مُحاضرةً لهم, و لهذا آلأحساس يعيش ألمحاضرون (الخطاباء) و ينتظرونه بشغفٍ بَعدَ آلمحاضرة, و هو بمثابة ألأجر ألمعنويّ لما يُقدّمونهُ!

و آخراً:
يُمكنكَ آلذّهاب لشراء كتابٍ أردّتهُ من قبل لمطالعته أو آلبحث عنه من خلال آلأنترنيت, أو أخذ حمّاماً دافئاً, أو تناولِ وجبة غذاء جيّدة و مُفصّلة, أو آلقيام بزيارة صديق أو أيّ عملٍ ترتاح له.

و بعد مضيّ يومٍ أو يومان ستزول تلك آلنّشوة و ترجع إلى آلوضع ألعاديّ على إنتظار دعوة جديدة لألقاء محاضرةٍ أخرى لخدمة ألنّاس و آلتواصل معهم و آلتقرّب إلى لله تعالى لبناء ألحضارة آلأنسانيّة عبر إعداد و توعيّة آلنّاس و دفعهم لعمليّة ألبناء و آلاعمار و آلأنتاج لتحقيق ألسّعادة في آلدّارين, و لا حول ولا قوة إلا بآلله العلي العظيم.

حكمة: إنْ لم تقدر على إيجاد شيئ تعيش لأجله, فآلأفضل ألبحث عن شيئ تموت لأجله!
IF YOU CAN’T FIND SOME THING TO LIVE FOR, THEN YOU BEST FIND SOME THING TO DIE FOR.
عزيز الخزرجي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) للأسف و من خلال ملاحظاتي ألدائمة في مراكزنا و مساجدنا و حسيّنياتنا و حتّى مؤتمراتنا بأنواعها؛ رأيتُ أنّ آلأجواء ألعامّة ألتي تسيطر على أوضاعها في نهاية ألمطاف هي حالة الكآبة و آلحزن و آلوعد و آلوعيد و آلتّنفر و آلأسف و آلسّلبيّة بكل معانيها, حيث يترك ألمشاركون قاعة ألحضور مُحمّلين بآلأسى و آلأحباط و آليأس, و هذا بحدّ ذاته مؤشرٌ على فشل تلك آلمجالس و آلتّجمعات رغم تكرارها كثرتها إبتداءاً.
و للخطيب ألمحاضر ألدّور ألرّئيسي في خلق تلك آلأجواء سلبيّةٍ كانت أم إيجابيّة, لهذا نهيب بآلأخوة ألمُثقفين ألمحاضرين ملاحظة هذا الأمر الأهم على طول الخط و نشر روح آلأمل و إحياء آلأجواء آلأيجابية دوماً كهدف مركزيّ لخطابهم, لأنّ تحقق الأحباط – لا سامح الله - في الجمع الحاضر لا تنفع معه أيّ فكرٍ و عقيدة و مبدأ مهما سمى و إرتقى!

Share |