مدينتي/عبدالله خزعل عكاب
Sat, 25 Jan 2014 الساعة : 21:31

اليوم وكعادتي نهضت الساعه الثامنه صباحا قبل صلاة الفجر وبنشاط الجندي جهزت اموري لالتحق بعملي الساعه العاشره قبل شروق الشمس ولدي ما يكفي من الوقت لانتقل في محطات النقل ولاطلع على ما يدور من حولي, كانت درجة الحرارة -22 وهي معتدلة نسبيا, وفي احد المحطات استوقفتني فتاة واعطتني مجلداً مجانيا وقالت لي بلغتهم (اضف الى ثقافتك) اخذت المجلد منها (بصراحة لا لكي اقرأه) ولكن رأفة بحالها(برودة الجو وقساوته) فلديها المزيد وعملها ينتهي بنهاية توزيع المجلدات, وضعت المجلد في حقيبتي واتجهت الى عملي, بعد انتهاء عملي وعودتي الى حيث اسكن ومحاولتي مراجعة اوراقي استوقفني المجلد ففتحته لاقرأ ما به وكان كل ظني ان ما به يتكلم عن تاريخ حقبه معينه في زمن هذه الدوله او عن شخصيه تاريخيه او ادبيه او علميه, ولكني وجدت غير ذاك وجدته يتحدث عن اعظم الحضارات واولها لقد كان المجلد حول مدينتي, تلك مدينتي هناك حيث اعز اصدقائي واهلي واحبابي هناك حيث عائلتي الجميله,واحلى ذكرياتي وفرحي واحزاني, هناك الطيبه واحلى ما سمعت من اشعار و قصائد, هناك الناصريه, فكان المجلد يتكون من عشر صفحات يتحدث ويسأل هل سيأتي يوم لاتكون فيه للبشريه احزان وهل من الممكن ان يعيش الناس في سعادة دائمه وبدون حروب او عوز واضطهاد وبعدها يسرد الامور ويؤكد الكاتب اذا اردنا ان نعيش بسلام يجب ان تكون لنا قوة هذه الدوله التاريخيه وان نحافظ عليها ويجب ان نصنع رجالا لها, وليس الامر بالكتابه فقط فتلك الدوله كانت مصنع الرجال والابطال وهم اول من كتب بالحروف وحضارتهم هي النواة الاولى لانسان فكري يعطي الامور مقاديرها ويسن القوانين وهي الحضاره التي نقلت العقل البشري الى مستوى من الرقي والابداع, يسرد الكاتب بعدها بالكثير من المواضيع التي اضافت لي قوة وانعشت روحي, وبعدها رجعت بي الافكار الى حيث كنت في مدينتي والى اخر اسبوع كنت هناك حيث رغبت بالتقاط صوره مع زقورتي اتباهى بها في الغربه حيث منعني الحرس وطلب مني تصريحات امنيه فلم احصل على الصوره الى يومنا هذا, ولكني وجدت هنا في الغربه من يتغزل بمفاتن جمالها التي لم تمحها السنين, اتساءل هل من الممكن ان نعطي مدينتنا حقها الفكري والانساني والثقافي وهل سيأتي يوم سانتمي فيه الى زقورتي؟