بسكويت العراق -تركنا الحمار بملياراته وتشبثنا ببردعة ملايينه/المحامي يوسف علي خان
Sat, 25 Jan 2014 الساعة : 19:38

لقد اثارت بعض القنوات الفضائية بشكل مفاجي قبل عدة ايام قضية صفقة شراء بسكويت كانت وزارة التربية قد استوردتها عن طريق هيئة الغذاء العالمي بمبلغ 20 مليون دولار حيث اكتشفت السلطات الاردنية عملية تغيير في تواريخ انتاجها او انتهاء صلاحية استعمالها في احد المخازن المتواجدة قرب ميناء العقبة وفضحت امر التلاعب في حقيقة وضعها عن طريق هذه الفضائيات بحرص شديد مستغرب لا ندري خفايا دوافعه وسربت الخبر الى بعض القنوات الفضائية ففجرتها كجريمة كبرى وقضية تزوير خطيرة باعتبار ما يسببه هذا التلاعب في التواريخ من ضرر حقيقي وفادح مؤكد على صحة المستهلكين له من طلاب المدارس الابتدائية الاطفال من الفقراء الذين بحاجة الى التغذية الصحية بما يحويه هذا السكويت من فيتامينات ومواد طبية اخرى تساعدهم على التنمية المثالية لاجسادهم .... وقد لاقت هذه المشكلة ضجة اعلامية كبرى دفعت الجهات الحكومية ذات العلاقة الى عقد المؤتمرات واجراء التحقيقات حيث تمكنت هذه المشكلة ان تستقطب جماهير غفيرة من ابناء الشعب بل وتمكنت من احتواء جميع المشاكل العراقية الهائلة الاخرى التي يإن منها هذا الشعب وهو غارق فيها واستطاعت ان تصرف الاذهان وتدير الرؤوس وتغمض الاعين عن كل ما يعانيه الشعب من نقص للخدمات وفقدان للامن وسرقات هائلة لاموال البلد فترك الشعب الحمار وتشبث بالبردعة .... ولا زالت هذه المشكلة في اججيجها وهي مستمرة في حصر الاذهان بها والتغاضي عن كل السرقات الاخرى وهدر الاموال واختفاء اكثر من سبعمائة مليار دولار عجزت الدوائر المسؤولة عن تقديم او جه الصرف لها او تبيان اماكن انفاقها ولم ينبري خلال عشرة سنوات احد من وكلاء الشعب أي نوابه من السؤال عنها والمطالبة بتقديم كشفا بالحساب لها كما صمتت كل القنوات الفضائية عن توجيه الاذهان وتنشيط الحشد الشعبي من ابناء الشعب ضد من ساهم في عمليات النهب هذه بينما ثارت الثائرة وقامت القيامة على عملية تغيير تاريخ صلاحية البسكويت التي اعتبروها اكثر المشاكل العراقية اهمية حتى من قضايا الامن وانعدام الاستقراروهي في اسوا الاحوال تكون قد فقدت مكوناتها الغذائية المفيدة ولكنها تبقى صالحة للاكل كما ان سعرها في كل الاحوال لا يتجاوز العشرين مليون دولار فقط... فهل انصراف ذهنها عن المليارات المفقودة هو مجرد سهو لم تتنبه له القنوات الفضائية والجهات السياسية التي سارت في ركبها في هذا الوقت الانتخابي الذي اراده البعض كي يكون سلاحا دعائيا للفوز في مقعد البرلمان ؟؟؟؟ وتنبهت فقط الى صفقة صغيرة قد غير تاريخ نفاذ صلاحياتها.... واضحوا فجأة وبقدرة قادر حريصين هذا الحرص الشديد على صحة الاطفال ويسعون لتغذيته على الوجه الاكمل وفاتهم ان بالملايين التي يمتلكونها والتي حصلوا عليها من مختلف المصادر بامكانها ان تشبع بطون الملايين من هؤلاء الاطفال الجياع الذين ليس بمقدورهم الحصول على رغيف الخبز فاصبحوا بدلاء ماري انطوانيت التي قيل لها ان الشعب الفرنسي ليس لديه خبز فقالت فاليعطون الكيك فهؤلاء المتباكين على الاطفال الاولى بهم ان يتنازلوا ولو قليلا عن ما يحصلون عليه من ملايين الدولارات لهؤلاء الاطفال فانتهاء الفيتامينات في هذا البسكويت لايؤثر في صحة الاطفال الذين تعودوا على اكل الاتربة والجراثيم في ما يحصلون عليه من طعام بسيط لا يسد الرمق في القرى والارياف .. فكفاهم ضحك على الذقون.. وهل ان السلطات الاردنية التي دخلتها الالاف من الشحنات الغذائية وغيرها من المواد التي استوردتها السلطات العراقية منذ 2003 حتى الان كانت جميعها سليمة في كل خصائصها ولم تجد سوى صفقة البسكويت فقط هي التي جرى التلاعب فيها ام ان الامر هو وسيلة ضغط على الحكومة من اجل زيادة كميات النفط المصدرة باسعار مخفضة لها وهل ان كل هذه القنوات الفضائية قد اثارت هذه الضجة خشية على صحة الاطفال من ناحية البسكويت الذي لربما يكون قد فقد فيتاميناته ومكوناته الطبية الاخرى فقط ولكنه لا زال صالحا لتناوله من قبل الناس الكبار بدليل ان هيئة الغذاء طالبت الحكومة العراقية بتوزيعه على اللاجئين اذا رفضت توزيعه على الطلاب الصغار الذين لايستفيدون من محتوياته الطبية باعتباره صالحا للاكل كمادة غذائيةعادية اخرى..... واضحوا فجأة وبقدرة قادر حريصين هذا الحرص الشديد على صحة الاطفال ويسعون لتغذيته على الوجه الاكمل وفاتهم ان بالمليارات التي يمتلكونها والتي حصلوا عليها من مختلف المصادر بامكانها ان تشبع بطون الملايين من هؤلاء الاطفال الجياع الذين ليس بمقدورهم الحصول على رغيف الخبز فاصبحوا هؤلاء الدعاة بدلاء ماري انطوانيت التي قيل لها ان الشعب الفرنسي ليس لديه خبز يأكله فقالت فاليعطون الكيك.... فهؤلاء المتباكين على الاطفال الاولى بهم ان يتنازلوا ولو قليلا عن ما يحصلون عليه من ملايين الدولارات لهؤلاء الاطفال فانتهاء الفيتامينات في هذا البسكويت لايؤثر في صحة الاطفال الذين تعودوا على اكل الاتربة والجراثيم في ما يحصلون عليه ارغفة مليئة بانواع المكروبات في القرى والارياف .. فكفاهم ضحك على الذقون..... كما ان هذه القنوات لا بد وانها تعلم بشكل قاطع بالحال السيئة التي يعيشها هؤلاء الاطفال في تلك القرى و الارياف التي لا زالت الحياة فيها متخلفة لاتصلها الحضارة وتفتقد لكل المقومات الصحية التي تفتقدها المدن الكبيرة فكيف تكون الحال اذا في امثال هذه الاماكن المهملة البدائية وكيف تكون مناطقها الموبوئة المليئة باخطر المكروبات والامراض السارية المستوطنة الاخرى.. حيث يموت الالاف منهم سنويا دون ان نجد من يتنبه لصحتهم او لاحوالهم المعيشية فيرعاها ويخفف من قساوتها ويزيح المعاناة عنها .. فاين كانت تلك الفضائيات التي لم تتنبه إلا على البسكويت المتواجد في المخازن الاردنية وكيف هي الحال في مخازن البصرة مثلا هل كل المواد فيها سليمة 100% لم يجري التلاعب في صلاحياتها وهل لا حقت المسؤولين الكبار الذين ملاؤا حقائبهم بمليارات الدولارات عن فساد المواد الغذائية التي استوردوها في الحصة التموينية وغادروا العراق بكل سلام .. فقد كان من الاجدر اثارة مثل هذه الزوبعة حول 700 مليار دولار التي لا يعرف عنها شيئا بدلا من الاهتمام بصفقة لا يزيد سعرها عن 20 مليون دولار فقط وهو نصف قيمتها الحقيقية وهل ستتخذ الاجراءات ضد من ارتكب هذه المخالفات بعد هذه الزوبعة ويحال المقصرين الى المحاكم ام انها مجرد زوبعة في فنجان سرعان ما تخفت وتهمد ةتدخل حيز النسيان كشقيقاتها مما سبقتها من المخالفات .. وان البسكويت حتى لو تناوله الاطفال مع زوال الفيتامينات التي يحتويها فهو لا يمكن ان يسبب الضرر الذي تسببه الاوضاع العراقية الامنية والاجتماعية والثقافية والصحية لهؤلاء الاطفال الذين قد تعودوا القذارة والوساخة من طبيعة حياتهم وقذارة مناطقهم فلم تعد تؤثر فيهم اعتى الجراثيم ولربما هي نفسها (( أي الجراثيم ) تهرب منهم أو تموت داخل اجسادهم بسبب عدم الرعاية المعدومة في تلك المناطق نتيجة تقصير العديد من الاطراف الحكومية والتي لا زال الصمت الرهيب يلفها دون ان ينبس احد ببنت شفة .. فانا لا اريد ان ادافع عن هذا التزوير الذي جرى بشان البسكويت فهي جريمة بكل الاحوال غير ان هناك من الجرائم الاخطر بكثير مما تستحق الملاحقة وتأجيج الزوابع حولها وكان يجب ان يكون الهباج والاعتراض منذ زمن طويل وليس الان ونحن في معرض التسقيط الانتخابي الذي يرغب خلاله بعض اصحاب القنوات الفضائية من الترشح لكي يكونوا اعضاء في المجلس القادم والذين قد يجعلون من هذه الزوابع دعاية خفية لانفسهم كي يظهروا انفسهم حريصين هذا الحرص الشديد على ابناء الشعب الذي في كل دورة انتخابية تضحك عليه وجبة جديدة حتى ينتخبوهم ثم يختفي كل هذا الحرص خلف مقاعد البرلمان ... كما يجب ان نقدم الشكر الجزيل للسلطات الاردنية ونعدها بامداد نفطي مستمر دون انقطاع وبالمجان ...!!!