قوافل شهداء العراق لا تنتهي؟!/سيد صباح بهبهاني

Sat, 25 Jan 2014 الساعة : 19:08

قوافل الشهداء اهدي لهم ثواب سورة الفاتحة مقرونة بالصلوات على محمد وآل محمد : قصر النهاية.. الرمز الأكبر لفاشية البعث أن موضوع الأخ حسين الهنداوي جميل وفيه حقائق وأرجو نشر الموضوع على صفحة كل موقع ليتسنى للعالم يعرف جرائم البعث والمقبور ومقابره الجماعية وينسوا أسم زعيم الأمة وقائد البوابة الشرقية هذا الخاسئ أن يكون قائداً دمر العراق والعرب والمسلمين وسهل للمحتل أن يجتاح الشرق والشرق الأوسط والعراق وأن العملاء هم يأكلون في صحن واحد كما ارجو أن يروا أخواتي في الأنبار وفلوجة وديالى والموصل وصلاح الدين كيف فعل الطاغية الدكتور المقبور بالعراق بكل فئاته من مسلمين ومسيحيين ويهود وصابئة وأيزيدين وتركمان والمسفرين من العراقيين الذين لم ينتموا للتبعية العثمانية والسريان وغيرهم من الأرمن والأكراد كلهم والأخوة الأكراد الفيلية الذين كانوا قطب بغداد وبدرة وجصانه وخالص ودمر العراق تدميرا ومرة أخرى رجائي أن تنشر مثل هذه المواضيع على أمهات المواقع والجرائد الإلكترونية الوطنية وأترككم مع موضوع الأخ حسين الهنداوي الذين لهم شهداء من ضحايا المقابر الجماعية والإعدام الفور التي كانت تصدر بالجملة من محكمة الثورة الحقيرة وأن أملي هو أن يعجلوا بلقاء القبض على أبو الثلج عزت إبراهيم الدوري وعزام الأحمد والمرجو من مجلس الأمن أن يصدر وثيقة إلقاء القبض عليهم دولياً لأنهم مسؤولين عن دماء 600ألف عراقي بالمفخخات والأحزمة الناسفة والاغتيالات السريعة بكاتم الصوت .

حسين الهنداوي

<< قصر النهاية، قصر حلو.. وهو قصر الرحاب سابقاً الذي قتل فيه افراد الاسرة الملكية العراقية في 14 تموز 1958. واذا اردت ان نوديك.. نوديك له. انه قصر وليس سجناً. وعندما كنا في العمل السري كنا نتمنى رؤية قصر النهاية الذي هو قصر الملك.. منتهى التكريم لمن يعتقل في قصر النهاية >>...

هذا ما قاله الدكتاتور الدموي والكذاب صدام حسين في نيسان 1972 خلال مقابلة صحفية مشتركة مع مندوبي جريدتي «لوموند» الفرنسية و«النهار» اللبنانية، نشرت في 13 و14 من نفس الشهر. لكن الكذبة كانت من السماجة الى درجة اثارت امتعاض اريك رولو صحفي «لوموند» الشهير اثناء تلك المقابلة... وبعد عام ونيّف من ذلك، فان صدام حسين سيتولى بنفسه الاعلان الرسمي عن غلق «قصر النهاية»، الذي كان يشرف عليه شخصياً، معترفاً بانه لم يكن قصراً انما مجرد مسلخ بشري لمعارضي نظامه .
واليوم لا يزال «قصر النهاية» حاضراً بشكل غريب في الذاكرة العراقية وبمثابة الرمز الاكبر للطبيعة الدموية لذلك النظام المقبور. على الرغم من ان السجون البعثية الاخرى السابقة واللاحقة لـ 1973 لم تكن اقل بشاعة من ذلك السجن الرهيب .
بمناسبة مرور 55 عاما على الانقلاب البعثي في 17 تموز 1968، ننشر هنا وثيقتين مهمتين اصليتين ونادرتين تؤرخان لحقيقة «قصر النهاية». الوثيقة الاولى هي شهادة نشرتها مجلة «الحرية» البيروتية في عددها المرقم 575 الصادر في 12/7/1971 بعنوان مشاهدات سجين في «قصر النهاية»، وهي اذ تحمل توقيع «سجين عراقي» فانها بقلم السيد عبد الاله النصراوي احد ابرز قادة حركة القوميين العرب في العراق والامين العام للحركة الاشتراكية العربية الذي تعرض للاعتقال والتعذيب في معتقل قصر النهاية بعد انقلاب 17 تموز 1968 رغم ان البعض نسبها خطأ الى الفنان والشاعر العراقي الراحل ابراهيم زاير او الى الصحفي العراقي الراحل سعيد جواد الرهيمي اللذين تعرضا للاعتقال والتعذيب في قصر النهاية في 1970 .
الوثيقة الثانية تمثل قائمة اولى، غير كاملة، وضعتها شخصيا في اواسط السبعينات بأسماء شهداء الشعب العراقي الذين اعدموا او اغتيلوا من قبل الاجهزة السرية البعثية، لا سيما في «قصر النهاية»، خلال الفترة بين 1968 و1975 فقط. والاقتصار على هذه الفترة يتضمن تسجيل الوفاء لهؤلاء الشهداء الاوائل والعزاء لعوائلهم الجريحة لا سيما وانهم تعرضوا لنسيان تام من قبل الجميع وخاصة من قبل الدولة العراقية لسبب او لآخر، كما يتضمن في ذاته ايلاء تلك الفترة اهمية خاصة باعتبارها فترة التأسيس الحقيقية لنظام صدام حسين، سلوكاً ومؤسسات قمعية، ما يثبت ان النظام البعثي في ظل رئاسة سلفه الدكتاتور الراحل احمد حسن البكر كان فاشيا ودمويا هو ايضا الامر الذي يدين ضمنا كل اولئك الذين زعموا غير ذلك .
وقبل ان يتحول الى معتقل في 1963 كان قصر النهاية قصرا شهيرا باسم "قصر الرحاب" في موقع مجاور لمعرض بغداد الدولي الحالي، ومخصص للعائلة المالكة التي حكمت البلاد لاكثر من ثلاثة عقود قبل الاطاحة بها في ثورة 14 تموز 1958. وقيل تحول إلى مستشفى بعد الثورة في فترة حكم الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم .
الا ان قصر النهاية تحول الى معتقل للمرة الاولى اثر الانقلاب العسكري الدموي البعثي في 8 شباط 1963. فخلال نحو عشرة اشهر، هي عمر الحكم البعثي الاول للعراق، نال المعتقل سمعة رهيبة كمسلخ بشري للمعارضين اليساريين واشتهر من جلاديه منذ تلك الحقبة ناظم كزار وعمار علوش وخالد طبرة وغيرهم من اعتى واشهر المجرمين المتمرسين في القتل والتعذيب والذين سيعودون اليه لاحقا بعد 1968. اذ ان سقوط الطغمة البعثية اثر انقلاب عسكري قاده رئيس الجمهورية عبد السلام عارف في 18 تشرين سنة 1963 أسفر عن الغاء المعتقل باعتباره مطلبا عاجلا واعتقل الجلادون او هربوا فيما نقل المعتقلون اليساريون إلى معسكرات اعتقال جديدة اقل قسوة كسجون نقرة السلمان والحلة وبعقوبة والرمادي والفضيلية وغيرها. وقد اصدرت الطغمة الانقلابية العارفية في 1964 "كتابا اسودا" كشفت فيه عن ضخامة عمليات القتل التي ارتكبها السلطة البعثية الاولى ولا سيما في معتقل قصر النهاية .
بعد اسقاط حكومة البعث في 16 نوفمبر (تشرين الثاني) 1963 من قبل عبد السلام عارف، الحق جزء كبير من القصر بمعرض بغداد الدولي كاستثمار سياحي يرتبط بمصلحة السياحة والمعارض العراقية .
لكن اغلاق قصر النهاية لم يدم طويلا. اذ، وبعد بضع سنوات فقط، رجع البعثيون الى السلطة بفضل نجاح انقلاب عسكري جديد لهم في 17 تموز 1968 بقيادة احمد حسن البكر وصدام حسين .
وكان صدام ومعاونوه المقربون يمضون اوقات استراحاتهم من عناء العمل في قصر النهاية يتناولون طعامهم في مطعم مقابل له اسمه مطعم الفاروق فيما اتخذ ناظم كزاز مدير الامن العام من قصر النهاية مقرا ثابتا له، ويقال ان مؤامرته المزعومة على النظام في 1 تموز 1973 قد طبخت هناك وقام بموجبها باختطاف ابرز رموز السلطة مثل حماد شهاب وزير الدفاع وسعدون غيدان وزير الداخلية والاتجاه بهما الى الحدود الايرانية. وقد قاد صدام حسين نفسه عملية تعقبه خارج بغداد، حيث تم القبض عليه وقتله شر قتلة، وتلخصت الرواية عن مؤامرة كزار باتها استهدفت قتل البكر في مطار بغداد الدولي بعد عودته من زيارة رسمية لبلغاريا، لكن عودته تأجلت بعد اكتشاف ما سمي بمؤامرة ناظم كزار بفضل وشاية من المخابرات السوفيتية، وكان ذلك بمثابة الفرصة الذهبية المؤاتية لثنائي البكر/ صدام حسين لالقاء كل تبعات القمع السياسي والتعذيب الوحشي التي عرفتها البلاد على عاتق المشرفين على قصر النهاية وخاصة ناظم كزار ولبعلنوا بعدها عن قرار بتصفية المعتقل وتهديمه عام 1973، اذ دعيت الصحافة والتلفزيون لزيارة الانقاض وشاهد الحاضرون ما يدل على آثار التعذيب وشعارات وذكريات تزين جدرانه وزواياه. ولكن ما جرى تهديمه لم يكن الا جزءا من المعتقل، بينما ظل الجزء الاكبر سليما ليجري تطويره مرة اخرى واستخدامه كمعهد تدريبي للطلاب الذين كان يتم اعدادهم كضباط مخابرات «معهد مديرية المخابرات للتدريب» ليصبح قصر النهاية احد اهم المراكز الامنية والمخابراتية لحفظ المعلومات ما اقدام الطائرات الاميركية على قصفه الشديد عام 1990 خلال عملية «عاصفة الصحراء» الهمجية .
فخلال الفترة ما بين تموز 1968 وتموز 1973، استعاد معتقل قصر النهاية سمعة مخيفة بشكل اقوى من قبل كما لم يعد مقتصرا على استقبال الناشطين الشيوعيين والمثقفين اليساريين بل اضيف اليهم رؤساء حكومات سابقين العشرات ووزراء ومسؤولين قوميين وشخصيات اجتماعية وعشائرية بارزة ومئات من كوادر واعضاء الاحزاب العروبية والاسلامية بما فيهم اعضاء الجماعات المنشقة عن حزب البعث نفسه لا سيما الموالين لنظام البعث السوري. اذ من جديد برز اسم "قصر النهاية" رمزا للجريمة والقتل والتعذيب والاغتصاب مقترنا هذه المرة باسماء ناظم كزار الذي اصبح مديراّ عاماّ للأمن العام في البلاد وطه الجزراوي ممثلا عن "منظمة حنين" وهي جهاز اغتيالات خاص وسري برئاسة نائب رئيس مجلس قيادة الثورة آنذاك صدام حسين، فيما اشتهرت من الجلادين اسماء عمار علوش وخالد طبرة ومحمد فاضل وزهير وسالم الشكرة وعلي رضا باوي وقتيبة الآلوسي والكثير غيرهم. ولقد تحول المعتقل بين نهاية 1968 ومنتصف 1973 الى مصنع للجلادين والمجرمين اذ شهد تنظيم دورات لكوادر امنية بعثية عراقية وغير عراقية، واحيانا باشراف خبراء من دول عربية واوربية شرقية، يتم خلالها تلقينهم فنون انتزاع الاعترافات عبر التعذيب وحتى طرق القتل البطيء وبلاز من المشرفين عليه محمد علي سعيد وفاضل البراك وفاضل الناهي .
ولم يكن نادرا في 1970 و1971 ان يقوم رئيس "مجلس قيادة الثورة" احمد حسن البكر او نائبه صدام حسين بزبارات علنية او سرية لمعتقل قصر النهاية. كما لم يكن سرا ان تسرب الاجهزة الحزبية والامنية البعثية اخبارا او معلومات تفيد باستخدام اساليب مبتكرة او مستوردة لانتزاع الاعترافات بما فيها التصفية الجسدية كالوضع في أحواض التيزاب او مثرمة اللحم أو في أكياس ترمى في النهر او الى الحيوانات المفترسة .
ويمكن التحدث عن موجات وموجات متداخلة من المعتقلين الذين ذاقوا اهوال قصر النهاية في الفترة بين 1968 و1973. الموجة الاولى كانت محدودة وشملت عشرات المسؤولين السابقين في حكومات واجهزة الاخوين عارف ومعظمهم من العسكريين المحافظين والوزراء السابقين وقادة الاتحاد الاشتراكي وهو جماعة هزيلة اقامها عبد السلام عارف لتكون بمثابه الحزب الحاكم مستنسخا تجربة مصرية بائسة هي الاخرى كما شملت العشرات من الشخصيات العلمية والاجتماعية البغدادية ومنهم اطباء ومصرفيين ورجال اعمال بعضهم من اليهود العراقيين. تلتها في نهاية 1968 موجة واسعة استمرت حتى 1972 وشملت المئات من كوادر واعضاء الحزب الشيوعي العراقي (القيادة المركزية) وكان الحزب الشعبي الاهم والاقوى في البلاد وهو حزب يساري وطني رغض التبعية للاتحاد السوفييتي كما رفض التعاون مع الطغمة الانقلابية البعثية ما عرضه الى حملة ابادة قاسية وواسعة. اما الموجة الثالثة فكانت في الغالب من كوادر المعارضة الدينية لا سيما الشيعية كما شملت اعضاء في الحزب الديمقراطي الكردستاني اضافة الى اعضاء جماعة اللجنة المركزية (الجناح اليميني للحزب الشيوعي العراقي) المستائين من تحالف حزبهم مع النظام البعثي تحالفا تبعيا بل انتحاريا في الواقع.
ونجد بين اشهر المعتقلين عددا من قادة الحكم العارفي لا سيما رئيس وزرائه الاخير طاهر يحيى التكريتي وكذلك رئيس الوزراء الاسبق الدكتور عبد الرحمن البزاز ووزير الدفاع عبد العزيز العقيلي، وسلفه شاكر محمود شكري كما اشتهر المئات من قادة واعضاء تنظيم القيادة المركزية للحزب الشيوعي العراقي حيث استشهد عدد كبير منهم تحت التعذيب أو اغتيل حال خروجه من السجن وأبرزهم احمد الحلاق ومتي الهندو وامين الخيون وصالح العسكري، ومن الإسلاميين اشتهر الشيخ عبد العزيز البدري الذي قتل تحت التعذيب في حزيران 1969 ثم قطعت أجزاء من جسده وقيل لسانه ايضا. ومن المعتقلين البارزين وزبر العدل الاسبق الدكتور احمد الحبوبي الذي سجل في كتابه المعروف "ليلة الهرير في قصر النهاية" وقائع اعتقاله في كانون الثاني 1970 بتهمة الاشتراك في محاولة للاطاحة بالنظام البعثي اعدم بتهمتها في قصر النهاية العشرات من بينهم الشيخ راهي عبدالواحد الحاج سكر وعبد الستار العبودي .

الوثيقة الاولى
قصر النهاية .. مشاهدات سجين
بقلم «سجين عراقي
تعرض العراق منذ القدم لموجات من الغازين والمحتلين عبثت بمقدرات الناس وخربت البلاد. الا ان ما يجري اليوم من مآس وقتل وارهاب اسود في ظل سلطة 17 تموز الفاشية، يفوق كل تصور! فالناس في كل لحظة يتحدثون عن الجرائم التي ترتكب في هذا المسلخ البشري الرهيب «قصر النهاية»، حتى اصبح حكام بغدد يلقبون بحكام قصر النهاية.
وبالرغم من اهتمام الرأي العام التقدمي العربي والعالمي بما يجري في العراق وادانة الاساليب الفاشستية، فاني اعتقد بان الرأي العام خارج العراق لا يمكن ان يتصور الجرائم البشعة التي ترتكب بحق الشعب العراقي وقواه الوطنية والتقدمية، داخل اقبية قصر النهاية وملحقاته السرية، وقد وجدت من واجبي ان اعرض بعض ما شاهدته بأم عيني متجنباً ذكر الاسماء (حفاظاً على الارواح!) وسيأتي الظرف المناسب ليتاح لي ولغيري ممن ضمهم هذا المسلخ البشري لنروي «القصة» بكاملها بالاسماء والتواريخ وسيرى الناس أية محنة يتعرض لها ابناء العراق حيث فاقت اساليب التعذيب والارهاب بربرية هولاكو ومعسكرات الاعتقال النازية، وتنبعث هذه الاساليب عن عقلية شبه اقطاعية قبلية تغرز بالنتيجة روح الثأر والانتقام .صر النهاية ونصب الحرية
ان سجن قصر النهاية هو احد القصور الملكية وكان يسمى سابقاً بقصر الرحاب ويجاوره قصر آخر لاحدى بنات الملك السابق فيصل الاول ويقع على نهر الخر في نهاية الكرخ القديمة، وللتمويه وضعت لوحة كبيرة على مدخل القصر كتب عليها: (قصر سرية حراسة العاصمة). وقد اقيم نصب الحرية (!) على مدخل القصر. واصبح لاسمه الجديد معنى سياسياً في العراق حيث يتعرض المئات من المناضلين في اقبيته للموت .عد انقلاب 17 تموز 1968 قد اصبح من اشهر السجون السرية التي فتحها حكام انقلاب 17 تموز. ولا تزال حكومة بغداد ممتنعة عن الاعتراف بوجود هذا السجن الرهيب بالرغم من آلاف المعتقلين الذين بين جدرانه، وعشرات المناضلين الذين اغتيلوا بداخله من أمثال هاشم الآلوسي، واحمد الحلاق، ومتي هندو وعزيز حميد وعبد الودود عبد الجبار وماجد العبايجي وكاظم الجاسم وصلاح شنيار وعزيز فعل ضمد ومشكور مطرود وسفيان كريم وصالح العسكري وعشرات غيرهم

وتخضع ادارة قصر النهاية لجهاز الامن القومي السري الذي يشرف عليه صدام حسين نائب أمين سر قيادة الحزب الحاكم ونائب رئيس مجلس قيادة الثورة. ويقوم يالاشراف المباشر ناظم كزار عضو قيادة فرع بغداد ويتشكل عدد زبانية قصر النهاية من حوالي 75 شخص غالبيتهم من المجرمين واصحاب السوابق، وتوجد هيئتان للتحقيق: الاولى برئاسة علي رضا، والثانية برئاسة حسن المطيري ويتكون السجن من مجموعة أقسام
1لبناية القديمة او كما يحلو للجلادين تسميتها بقصر الشباب وتحتلها ادارة السجن
غرفة العمليات وتوابعهــا
2قاطع صغير ويتكون من سبعة اقبية (زنزانات) صغيرة انفرادية بالاضافة الى غرفة التعذيب الرئيسية التي يطلق عليها السجناء اسم «غرفة العمليات»، وتحتوي على انواع أدوات التعذيب. فتوجد فيها الآلات الكهربائية التي تستعمل للكي وثلاثة كراس كبيرة حديدية يجلس عليها المتهم وتوثق اطرافه الاربعة الى مساند الكرسي ويضغط رأسه بطوق حديدي يرتبط بأعلى الكرسي، ويسكب على رأسه الماء البارد في الشتاء والماء الساخن في الصيف من شبكة المياه المثبتة في سقف الغرفة. وتوجد ايضاً في هذه الغرفة رافعة حديدية كبيرة (سلنك) مثبتة في ارض الغرفة يوثق المتهم بحبال يرتبط بها ويرفع عن الارض ويبقى متدلياً منها. وفي الدور العلوي من هذا القاطع توجد ايضاً غرفة للتعذيب وملحق للادارة
3اطع اخر ويسميه «الشباب» بقاطع الجواسيس والمجرمين! ويتكون من ثلاث قاعات بالاضافة الى 50 غرفة انفرادية
4لقاعة الرئيسية او كما تسمى بقاعة المدللين لأن ابواب غرفتها تفتح يومياً حوالي 5 ساعات، ويسمح لبعض المعتقلين فيها بقراءة بعض الصحف الحكومية، وتوجد فيها مسجلة صوت تنشد الاناشيد الحماسية (!). تستوعب هذه القاعة اكثر من 500 معتقل
5قصر العميد عبد الجبار زوج احدى الاميرات من بنات فيصل الاول. ويرسل لهذا القصر من اصيبوا بحالات من الجنون، او الذين لا أمل في اطلاق سراحهم. ولا يوجد أي منفذ للهواء في اقبيته الموصدة بأبوابها الحديدية، ولا تفتح الابواب اكثر من 5 دقائق في اوقات الخروج الى المغاسل. ولا يستطيع السجناء التمييز بين الليل والنهار الا من خلال وجبات الطعام. فالمتعارف عليه بان (الشوربة) تقدم في الصباح، فاذا تقدمت علم السجين بأن الصباح قد حل! وتوجد في هذا القصر ايضاً مجموعة من السراديب ترتفع فيها المياه حوالي قدمين ولا يسمع بها سوى اصوات المعذبين والعيارات النارية
وفور القبض على المتهم يوثق وتعصب عيناه، ويرسل الى قصر النهاية، وفي الطريق يتحدثون مع المتهم «بأنك انسان طيب ولا نستهدف المس بك وبعائلتك وعليك ان تدلي لنا باعترافات عن تنظيمك والا ستكون حياتك ثمن رفضك لطلبنا». وعند وصولهم الى مدخل القصر ينهالون عليه بالضرب المبرح بالعصي واعقاب البنادق والركل بالارجل وبعد ذلك يرسل الى غرفة التعذيب وتمارس بحقه اساليب التعذيب البربرية، وتبدأ في مرحلتها الاولى بالضرب على قدمي الارجل لساعات طويلة بواسطة (الصوندات) وهي انابيب من المطاط في داخلها سبرنك ومصممة تصميماً فنياً، او تربط اليدان على مساند خشبية ويباشرون الضرب الشديد بالصوندات، وبعد ذلك تمارس الاساليب الاخرى ومنها الربط بواسطة الرافعة الحديدية، او الجلوس على كرسي الموت والكي بالكهرباء والسجائر وقلع فروة الرأس، وقلع الاظافر ونفخ الجسم بواسطة منفاخ هواء
أساليب فرانكو
وفي احدى الامسيات شاهدت أحد المناضلين تحيطه مجموعة من المجرمين وهو معصوب العينين. وقد صرخ احدهم (وثقوه فرانكو) ودهشت من الأمر ولم افهم ما الذي تعنيه هذه الكلمة وقد وثقوا يديه الى الخلف وربط الى الرافعة الحديدية ورفع الى الاعلى وبقي جسمه متدلياً. ويبدو لي بأن هذه التسمية تيمناً بالدكتاتور فرانكو. وبعد ذلك انهالوا عليه بالضرب ومطالبتهبالاعتراف والا سينال الموت. واخذ هذا الشاب يصرخ ويستنجد بهم ليعطوه قليلاً من الماء وقد فقد الوعي، وانزل الى الارض، وبعد ان عاد اليه وعيه بدأ يصرخ من الآلام وشدة العطش واجبروه على شرب البول بدل الماء. وبعد ان رفض الادلاء بالاعترافات على رفاقه وثق من جديد وربط وثاقه بالرافعة الحديدية ورجلاه تلامسان الارض بصعوبة وترك حتى صباح اليوم الثاني بهذه الحالة. وتكررت هذه العملية عشرات المرات ولأيام عديدة
وفي احدى الليالي جيء بأحد المعتقلين والدماء تسيل من جسمه وقد تورم من شدة الضرب، وكان يقسم لهم بانه بريء، وليست له علاقة بأحد، فأدخلوه الى صالة التعذيب الرئيسية وبادره احدهم بالكلام «باننا سننفذ بك حكم الاعدام هذه الليلة اذا لم تعترف على جماعتك». واجلسوه على كرسي الموت واخذ هذا الشاب يصرخ من شدة الالم وخاصة بعد ان ضغطوا بالطوق الحديدي على رأسه وبدأت قطرات المياه تتساقط على رأسه. ويبدو ان هذا الشاب أحس بانه على مشارف الموت واخذ يستنجد ويستحلف كل من يسمع صوته بان يبلغ اخيه بالسهر على عائلته وزوجته وطفلته الوحيدة. وبعد ذلك بدأ يكبر ويردد شهادة الموت.فلما سمعوا صوته فتحوا باب الغرفة وانهالوا عليه بالضرب والكلمات البذيئة. وكانوا يتراقصون امامنه وبادره احدهم بالكلام «جاسوس تريد تصلي بينه جماعة» ومن الطبيعي جداً في شريعة حكام قصر النهاية ان يصدر مثل هذا الكلام، فان جلاوزتهم يحققون مع الجميع على انهم جواسيس! ولأية دولة تكون في خاطرة هيئة التحقيق آنذاك. فقد اتهم احد الاشخاص بالتجسس في يوم واحد لثلاث دول
وذات يوم جيء برجل يبلغ العقد الخامس من العمر معصوب العينين وقد وثقت يداه وربط بنافذة زنزانة يرقد بها احد المعتقلين، وبقي مدة لا تقل عن عشرين ساعة مربوطاً الى النافذة، وفي كل ساعة تتجمع حوله شلة من الجلادين وينهالون عليه بالضرب بالصوندات واعقاب البنادق والاحذية ويطالبونه بالاعتراف. وفي اليوم الثاني استعملوا معه الكي بالسجائر، ثم تبين لهم بأنه ليس الشخص المطلوب! فأخبروه بأنهم سوف يعالجونه وسيطلق سراحه بعد ان تندمل جروحه، شريطة ان لا يتحدث عن اعتقاله وتعذيبه وبالفعل اطلق سراحه بعد ثلاثة اسابيع من شفائه
التحقيق انبطاحاً والتسجيل التلفزيوني
وفي وسط هذه الاساليب والاجواء اللانسانية يرسل المتهم كل يوم تقريباً الى هيئة التحقيق لتستجوبه. وللاستجواب طريقة خاصة عند «ثوار 17 تموز» حيث يبطح المتهم ارضاً امام هيئة التحقيق ويضع احد الجلادين رجله على رقبته ويباشر الجلاوزة ضربه بالصوندات وفي وسط هذه الاجواء توجه اليه هيئة التحقيق اسئلتها وعليه ان يجيب.
هذه بعض النماذج من اساليب التعذيب الجسدية. اما اساليب التعذيب النفسية التي يمارسها الطغاة ضد ابناء الشعب العراقي فهي تفوق اساليب التعذيب الجسدية بحيث يصعب على الانسان ان يتصور بأن هناك أناساً يمارسون هذه الاساليب بحق اناس آخرين. فالانسان في سجن قصر النهاية يجرد من انسانيته ولا يتصور بأنه يعيش على الارض وفي القرن العشرين. فلا يعرف الجهة التي ارسل اليها في بداية اعتقاله، ويبقى معصوب العينين ويقطع عنه الطعام لعدة أيام ولا يسمح له الاتصال بعائلته، وينام على الارض ويبقى بدون ملابس بعد ان تهترئ ملابسه من التعذيب ويجبر على تناول القاذورات وشرب البول وحتى يهدد بالاعتداء على زوجته او شقيقته
يشعر الإنسان هناك بأنه في غابة من الوحوش الكاسرة لا يردعها قانون او عرف اجتماعي

.. ومن بين الاساليب النفسية التي يستخدمها مجرموا قصر النهاية والتي تستهدف اذلال المناضلين هي وسيلة التسجيل التلفزيوني فيجبر المتهم على ان يدلي ببعض الاعترافات التي يجري تلقينه اياها، وتحفظ الاشرطة التلفزيونية في اوكار «الامن القومي» لوقت الحاجة!حتى وصل الامر بهم الى حد انهم اجبروا بعض السياسيين على تسجيل اشرطة تلفزيونية يقولون فيها بأنهم جواسيس تدربوا في اسرائي! ومن بين الاساليب الاخرى اجبار المعتقلين بأن يضرب احدهم الاخر بحذائه، وتلتقط لهم الصور التلفزيونية، والويل لمن لا ينفذ الاوامر! ويطلب كذلك من السجناء ان يبصق الواحد منهم في وجه الآخر يجبرون السجناء على ان يبولوا على زملائهم
وان يقلدوا الحيوانات
وذات يوم طلب الجلاوزة من المعتقلين الخروج باتجاه المراحيض فلاحظت رجلاً جالساً في المرحاض والدماء تسيل من كل جسمه، وقد اجبر على تناول القاذورات. وبعد ذلك طلبوا من السجناء بأن يبول كل واحد منهم على رأس ذلك الرجل المسكين، وكان يصرخ هو بوجه من يتمرد على أوامرهم بكلمات مؤثرة: سوي اللي يطلبونه منك وأخلص من العذاب
وفي احد الايام رأيت رئيس وزراء سابق (عسكري سابق) تحيط به زمرة من الجلادين يحملون الهراوات وبيده مستلزمات مسح الاحذية، ويطلبون منه فتح ابواب غرف السجناء لمسح احذيتهم. وبعد الانتهاء من مسح الحذاء يطلب منه ان يتقمص القواد أي سمسار الساقطات ويعرض «تجارته» على السجناء. وفي احد الايام شاهدت الشخص المذكور وجماعته يزحفون في ساحة السجن ويأكلون النباتات كما تفعل الخراف، ويقوم احدهم بمهمة الراعي، وبعد انتهاء هذه المهمة طلبوا منهم احياء حفلة راقصة يعد ان حلقوا رؤسهم نهائياً وجعلوا من اشكالهم شخصيات كوميدية واعطوا لاحدهم بوقاً ليتجمعوا على صوته وليرقصوا حسب الطلب فتارة شرقي واخرى غربي.. وبعد انتهاء الحفلة طلبوا من أحد السجناء وهو وزير سابق بأن يقلد الكلب في صوته، وطريقة سيره، وطلب اليه ان يهجم على السجناء
وفي احد الا

قوافل شهداء العراق لا تنتهي؟!/سيد صباح بهبهاني
Share |