آفاق جنيف/طاهر مسلم البكاء
Fri, 24 Jan 2014 الساعة : 14:58

بدا ان جنيف اليوم لقاءات فيها تغيير كبير لمواقف الحلف الغربي الذي بدى في صراع مصالح ولاكنه مقنن على ذات الأهداف التي ينشدها ولكن بواجهات جديدة ، وأذا لم يكن قد حقق اهدافه بالطرق السابقة كما حصل في ليبيا فأنه يبحث عن منفذ أوسبيل لتحقيقها ، وهم يتحدون في شئ واحد دائما ً هو صراعهم وحروبهم معنا التي يقننونها بمسميات شتى كالدفاع عن مواطنينا وحقوقهم ولكن ثقتنا بهم اصبحت هباء وبدأنا نفهم أنهاتصب في اتجاه واحد هو خدمة مصالحهم،أنها تشابه نداء أجدادهم ( جئناكم محررين لا فاتحين ) ولكنهم مع الأسف، رغم تكرار التجارب ومرور السنين لايزالون يخدعون البعض منا .
في لقاء اجرته معه مجلة “نيويوركر” الأمريكية انتقد الرئيس الأمريكي اوباما بعض الدول في منطقة الشرق الاوسط التي لم يسميها لإذكائها للطائفية بين السنة والشيعة ، واصفا بعض زعماء دول المنطقة بأمراء حرب ومجرمين وقتلة يتنازعون على النفوذ في المنطقة .
ووصف اوباما النظام السوري بالتسلطي والوحشي، ومستعد لأن يفعل أي شيء للتعلق بالسلطة ، مشددا : صعب جدا ان نتخيل سيناريو يمكن فيه تدخلنا في سوريا ان يؤدي الى نتيجة أفضل، الا اذا كنا مستعدين لبذل جهد مماثل لما فعلناه في العراق .
ولانرى ان وصف الأمراء المجرمين والقتلة الذي ذكره اوباما ينطبق في منطقتنا على غير أصدقاءه ومن يتبناهم بالدعم والأسناد رغم انهم أنظمة رجعية عفى عليها الزمن وتجاوزتها الحياة ،ولا نتخيل أبدا ً انهم يتمكنون من كل هذا القتل والتخريب بدون الضوء الأخضر من امريكا .
ان هذا مفهوم وواضح للعيان ولكن استراتيجيتهم في ذلك تأخذ طابع متشابه حيث يبتدئون بأثارة شعوب المنطقة المقهورة بالفقر والتسلط رغم أن لبعضها ثروات كبيرة ، والتي سئمت الكبت ، وترغيبها وايهامها بالجنة الموعودة ،وهكذا تبدأ الشعوب بالغليان طامعة بالحرية والأنعتاق والحياة الأفضل ولكنها ترى الويلات في الطريق الذي يختطه الغربيون بحيث ينهك كل شئ في البلاد فيبادرون بما يمتلكون من امكانيات الى افتراس البلاد المنهكة التي تكون اشبه بالفريسة التي لاتقوى على الحراك ،ويكونون تحت تأثير نهمهم بالحصول على ثروات تلك البلاد أو تحقيق اغراضهم بمختلف الطرق .
مؤتمر جنيف :
واليوم لايعرف على وجه الدقة الفائدة المرجوة من هذا المؤتمر الذي روجت له الأدارتان الأمريكية والروسية ، فهل يمكن لعاقل ان يصدق ان صنيع الغرب ما يعرف بالجيش الحر هو الممثل الحقيقي للتيارات والرايات التي تقاتل في الساحة السورية الأن ،وإذا كان الجواب واضحا ً وهو ان الجيش الحر اصبح قوة ثانوية امام المنظمات التكفيرية والمعلن ارتباطها بما يسمى تنظيم القاعدة والذي هو التنظيم الأرهابي المعلن لجماعات ارهابية غير واضحة الجهات الساندة والممولة لها والتي جعلتها تجول وتصول في الساحة الدولية ،فهل ان الدول الكبرى والأمم المتحدة قد أحضرت ممثلين عن هذه الجماعات الأرهابية للتفاوض معها في جنيف ،وان كان الجواب نعم فهي كارثة تعم السلام العالمي وامن دول الدنيا ،وبوادر لسيطرة الأرهاب على العالم ،وإن كان الجواب بالنفي فأن النتائج سيكون محكوم عليها بالفشل كون هذه المنظمات هي التي تمسك الأرض الأن و لن تعترف أوتخضع لما يقرره المؤتمرون وبالتالي الحكم بفشل المؤتمر منذ البداية ،حيث ان هناك من جاء الى المؤتمر ينشد تحقيق اهداف لم يتمكن من تحقيقها بالميدان .
بدون النوايا الصادقة من الدول المشاركة في توفير بيئة سلمية بعيدة عن قعقعة السلاح واصوات المدافع ، يمارس فيها الشعب السوري حقه الطبيعي وبدون أي تدخلات خارجية ، فيبقي او يستبدل الحكومة الحالية في ممارسة ديمقراطية بأشراف الأمم المتحدة ومنظماتها ،ومساعدة الحكومة التي يرضاها شعب سوريا على التخلص من جميع عناصر الأرهاب المنتشرة اليوم ، بدون ذلك لن تصمد حلول للأزمة السورية .