وسوى داعش خلف ظهرك داعش/ راضي المترفي
Thu, 23 Jan 2014 الساعة : 22:17

يجزم شراح المتنبي على وضع بيته هذا ( وسوى الروم خلف ظهرك روم ... فعلى اي جانبيك تميل ) في خانة المدح وارى انه ليس كذلك وانما كان تحذيرا واضحا وسؤالا صحفيا بامتياز ومحاولة تأكيد معلومة يعرفها القائد المحارب لجهة معلومة هي الروم وقد يكون تاركا لجهة اخرى ربما هي اشد خطرا عليه من الروم العدو المعلن وهذه الجهة لم تعلن الحرب ولم تحمل اسلحة تستخدم في ميادين القتال وانما توفر الدعم للروم من خلال اشغال وعرقلة مواجهة المحارب لهم (سيف الدولة الحمداني ) معهم مع امدادهم بالسلاح والمعدات والاموال والمعلومة عن تحركه وهذا مايجعلهم عبئا وجهة محاربة اكثر خطورة من الجيش المعادي المتاهب للقتال . واذا كانت الصورة تتكرر في كل الازمنة والحروب وربما اخرها واكثرها وضوحا ماحدث في الحرب الاهلية الاسبانية وظهور مصطلح ( الرتل الخامس ) فأنها اليوم اكثر وضوحا في العراق من أي زمن مضى اذ يحارب العراق ليس داعشا واحد وانما داعشان او اكثر . ان داعش الموجودين في الرمادي الان وتعلن عليهم الحكومة العراقية الحرب لم يتعدوا في احسن الفروض عدة مئات او بضعة آلاف بين عراقي ووافد من ابناء جلدتنا العرب ولو كانوا بمفردهم او وجها لوجه يحاربون الجيش لما صمدوا ليوم او بضع يوم لكنهم يصبحون كثيروا العدد والعدة بـ( داعش ) الذي يختبيء خلف ظهر العراق وداعش هذا هو كل من وفر لهم حاضنة من الاهالي والسكان او وفر لهم الاسلحة والعتاد والاموال من ابناء جلدتنا دول الجوار او ساندهم بتصريح او دعم معنوي او تثبيط من عزيمة الجيش او وصف حرب العراق عليهم بالطائفية او وفر لهم ظروف مناسبة من خلال عمل ما من السياسيين او من اهمل واجبه او تقاعس او ترك محل تواجده او اغمض عينه من القوات الامنية والنواطير والمراقبين والعيون او من برر عملهم او اضفى عليه شرعية مهما كان حجمها من ممن يضعون على رؤوسهم العمائم . معلوم ان لجميع داعش التي خلف الظهر مكاسب ومغانم تختلف باختلافهم واختلاف دعمهم لداعش التي امامنا لكن فاتهم ان هذه المكاسب زائلة ولن تدوم وقد لايحصلون عليها اساسا وان المكسب الكبير هو العراق سالما معافى من الحروب الطائفية والحزبية والقومية والشخصية وما داعش وغيرها من المطامع والغايات الغير مشروعة الا هشيما ستذروه الرياح ويبقى العراق حتى وان اثخن بجراح داعش المختبئين خلف ظهره .