حكم الله و ولاية الطواغيت/سليم صالح الربيعي

Thu, 23 Jan 2014 الساعة : 18:31

ليس الاسلام دينا ناجما عن التطور الطبيعي للفكر البشري في مجال الالوهيه ومواقفها من البشر ومواقف البشر منها في الحضارات التي سبقته, ولا هو فقط مجموعه من العبادات التي تصل المخلوق بالخالق ,بل هو نهاية فكر الرسالات السماويه التي نزلت على الانسانيه في جميع العصور السالفه , فشكلت الثوره المستمره ضد الممارسات التي يفرضها العقل البشري ابتكارا وتحويرا لما بعث اليه من شرائع يقصد تسويغ الانظمه حكم واجتماع تماشت مع مصالح القوى الغالبه في المجتمعات وممارسات نابعه من غرائز الافراد مستجيبه لمنافعهم الخاصه .
فالاديان السماويه كانت تقيد صلاحيات الحكام على اساس انهم مأمورون لاله أعلى ينظم طرائق تعيينهم ويحدد واجباتهم وحقوقهم التي لاتمس . على ان تكون العبادات حافزا ومذكرا للجميع فلا يتجاوزوا الحدود الخاصه بكل منهم (واقم الصلاة لذكري ) ومن هنا كان الصراع التاريخي القائم بين الدين الصحيح وبين الحاكمين منذ وجود المجتمعات البشريه على الارض حتى هذا اليوم . والذي كتبت فيه الغلبه حتى هذه الساعه للحاكمين والطواغيت ..
وهكذا , فاننا من اجل أثبات المقدمه المطروحه أعلاه على ضؤ احكام الاسلام وغيره من الاديان في حدود معينه ,فسوف نستعرض اولا نظام الحكم الاسلامي الذي نزل به القرأن ومارسه الرسول (ص) والائمه والخلفاء , ثم نقارن بينه وبين الانظمه الحكم التي تلت حتى الامس القريب والى اليوم ,وخاصة في بلاد الرافدين . فان الملك كان يمثل الله في المدينه ,وهوحبره أو وكيله ووسيطه لدى الناس . انه الوسيط بين الانسان والاله . اما أختياره فكان أختيارا (ألهيا) وكان عند تنصيبه يرتدي الثياب الكهنوتيه ويطوف الشوارع في موكب مهيب ممسكا بصوره ل(الاله) . على ان هذه الاعتقادات , وان خفت حدتها في ما بعد او جرى تحويرها ,الاان صلاحيات الحاكم بقيت صلاحيات (الاله) الذي بيده الحياة والموت والاعطاء والحرمان ومصادرة الارزاق والحريات كلما أراد ذلك . فالناس يقتلون لاتفه الاسباب , بل وعلى الظن في معظم الاحيان , والارزاق تصادر ويساق الناس الى السخره حيث يعملون دون شفقه في الاشغال العامه في بناء المعابد مثل الاهرامات وغيرها والتي قضي في العمل مئات الالف الرجال , خضوعا لحق الحاكم المطلق بالتصرف بهم اذا كانت (ألوهية) الحاكم تمنحه حقوقا على الحياة وعلى الحريه وعلى الارزاق غير محدوده , وقد جاءت الاديان السماويه لتواجه كل هذا بانظمه تناقضه تمام المناقضه . ان المبدأ الاول الاساسي الذي تبنى عليه الاديان السماويه هو وحدانية (الله تعالى) , فلا أله أرضيا ولا سماويا ألاالله الواحد الاحد الذي لايشاركه شئ في ألوهيته لاعلى قدره ولا اصغر . وفي هذا يقول القرأن الكريم (قل هو الله احد ) , ( انما الهكم أله واحد ),أنما هو أله واحد) . لما كان الله الواحد أحد , كان هو الخالق كل شئ , وهكذا فمن الواجب أن يكون ربا للسموات والارض , للكون باجمعه , فلا شريك له في خلقه ولاند له , فهو المستحق للعبوديه وحده الامر الذي يفضي باجتناب العبوديه للمتنطحين للربوبيه وللالوهيه دون الله (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن عبدوا الله واجتنبوا الطاغوت )
لقد تبلورت في الحكم الاسلامي , في عهد الرسول(ص) ثم في عهد الائمه بعده مبادئ تحديد صلاحيات الحاكم وواجباته في الداخل والخارج من نشر العدل واقامة الشعائر . لكن بعد تنازل الامام الحسن (ع) الى سفيان عصره نتيجه وهن اصابه صفوف المسلمين بدأ عصر الطواغيت ولم نشاهد على المسلمين في ذلك الوقت الى يومنا هذا غير اليأس والتفرقه والتناحر والضعف في بلاد المسلمين وانحسار الخير والبركه عن بلاد المسلمين اللافي العائله المالكه وان وجد , ونرى المسلمون في فاقه وعوز..ولكن الطواغيت يغدقون الاموال على ملاذاتهم وعلى حواشيهم وانحرافاتهم غير مبالين بما تمر به الرعيه من فاقه . وقاد هذا الى ضعف البلاد الاسلاميه واخذ ت قوانين تملأ عليهم من منظمات غير اسلاميه تكبل المسلمون وتسند الحكام . ومع كل مايمر به المسلمون في البلاد الاسلاميه من الابتعاد عن الدين وتعاليمه والتضليل المستمر من قبل المعادي والمتربص في اظهار فتاوي وتعاليم منافيه لجوهر الاسلام تاتي فكرة وفقه ولاية الفقيه أو ولاية (الله عزوجل) منقذا ومصحح للمسارات الخاطئه والمنحرفه في تطبيق الشريعه الاسلاميه فان ولاية الفقيه تعني الولايه الكونيه لنائب الامام والامام نائب الرسول(ص) والرسول (ص)هو المطبق للتعاليم الالهيه في الارض فان السلسله التي تمثل المسار الصحيح لتطبيق الدين واذا كانت الولايه الكونيه متمثله في ولاية الفقيه فانه حاكم على الشجر والحجر والمدر بذلك فان الارض والسماء تدفع خيراتها لانه ما كان لله ينمو. فان ولي الفقيه الراعي والمتابع لامور المسلمين في ولايته فان الطبيعه سوف تسخر بامر الله عزوجل بخدمة الولي الفقيه العادل ومن هنا فان الارض سوف تدفع بخيراتها وان السماء سوف تنزل من بركاتها على الارض وبذلك تعمر الارض والمتتبع لاحوال الجمهوريه الاسلاميه في ايران يرى أن هنالك أ يادي خفيه في سر البركه التي تعيشها هذه الدوله فان الخير وفير ومع انها تعيش ازمات وتحديات كثيره من خارج الحدود . من الطواغيت لانهم يشعرون ان في أقامة حدود الله عزوجل في هذه البقعه مدعاة لهز عروشهم وهذا حصل فعلا في العراق وفي مصر وبلاد اسلاميه اخرى كثيره . فان الخلاص من حكم الطواغيت والافكار المنحرفه هي اقامة حكم الله عزوجل باقمة حكم الولي الفقيه في الارض ((ومن لم يحكم بما أنزل الله فاوائك هم الظالمون ))

Share |