ماذا اراد النجيفي حين التقى هيغل؟/ماء السماء الكندي

Wed, 22 Jan 2014 الساعة : 16:20

يشهد العراق في الوقت الراهن نشوب فوضى ضربت المناطق الغربية تمخضت عنها الجماعات المسلحة تحت مسمى قوات داعش او بالاحرى دولة العراق الاسلامية التي تفرعت منها تلك المسميات.
يعتقد البعض ان الاسلام ولد في المناطق الغربية المحاذية لقطر والسعودية وتركيا وان الخارجين عن تلك الحدود هم كافرين ولا يمتون بصلة الى الاسلام ويجب تصفيتهم!.
يظن البعض ان الوسط والجنوب هم عملاء لدولة ايران ،كما ويطعن اخرون بالحكومة على انها تمارس طقوس القمع والتهجير باستخدامها القوة المفرطة تجاه الشعب ! لكن اي شعب ؟ وهل امتزجت داعش بالشعب لتنظم تحت راية العراق.
يشير اسامة النجيفي ان"على الجهاز العسكري ان يستخدم الاسلحة ضد الارهاب وليس ضد الشعب" جاء هذا التصريح بعد ان تباحث مع وزير الدفاع الامريكي تشاك هيغل حول موضوعة تسليح الجيش العراقي وتزويده بالمعدات وتدريب عناصره ، هذه العبارة تحمل في باطنها رسالات واضحة من ان البرلمان يأوي شخصيات ساعدت على نشوب افكار مضادة تخلق ازمات سياسية تنعكس بصورة مباشرة على الشعب، واذا ما عدنا الى بداية شريط الاحداث في المناطق الغربية لرأينا ان امثال العلواني المؤجج لتلك التظاهرات قد رسموا في افقهم المحدود مستقبلا نير وعمدوا الى بث روح الجهاد (الذي ابتلينا به) في النفوس الضعيفة لتنشب تكورات لا تعرف لماذا خرجت وماذا تريد ، فقطع طرق التبادل التجاري ليس اصلاح بل محاولة لخلق فراغ وفرض الفوضى للاطاحة بالحكومة لان نفسها شيعي وهذا ما لمسناه من خطباء منابر التظاهرات ، لذا فان الفكرة اساسا طائفية وليست مختصة بالبنى التحتية او التهميش او الظلم .
لعل النجيفي يرى ان مصلحة الشعب تكمن في الفوضى العارمة والاقتتال الطائفي بل وان مساهمات دول الجوار لها من التأثير ما يريح سريرته ويبث الامل في نفسه المباركة ، اضافة الى التشنج الحاصل في المناطق الغربية يشير الى الخطوة الاولى نحو تقسيم البلد نظرا لما تمر به تلك المناطق والعجز المشهود في طمر خنادق الارهاب ، فهل للنجيفي حلاً جذريا لإنهاء مشروع الارهاب في العراق ؟ .
تعتبر خطة بايدن لتقسيم البلد بمثابة المسعف لاعادة الهدوء والسكينة الى العراق واكتفاء المناطق المنفصلة بحكومات محلية تدير شؤونها وتكون خاضعة للحكومة المركزية ، لكن الامر الغير محبذ في فكرة التقسيم هو عدم الاطمئنان لما تسعى اليه الدول المجاورة وما الخطط المرسومة في حالة تم التقسيم فعليا ، هاهي السعودية وقطر وتركيا ترسل امدادات الاسلحة الخفيفة والمتوسطة اضافة الى العبوات والصواريخ، كما وانها استخدمت المتطرفين من الدول كأذرع لها للتغلغل داخل ارض العراق كما فعلت في افغانستان بعد ان زرعت المسخ ابن لادن .
لايمكن تصور حال البلد فيما اذا نجحت السعودية وقطر في ترسيخ مفهوم الجهاد المصطنع والذي يحتم اقتتال المسلمين فيما بينهم وكأننا نشهد تفاصيل معركة الجمل التي نشبت بين المسلمين وهم من جلدة واحدة.
لازال الصراع قائما والقتال مستمر وشهداء العراق الابطال من الجيش والشرطة والمدنيين الذين راحوا قرابين لافواه الممولين من الساسة والنافذين وممن اتخذوا الحس الديني منطلقا لرغباتهم ، كانوا بمثابة رسالة سامية تخلدت في سماء العراق وهي ان للحرية ثمن باهض وها نحن ندفع ضريبة حريتنا يوميا.
على الجميع ان يعي معنى الجهاد الحقيقي الذي يصب في تحرير الوطن وليس من اجل مصالح الدول المجاورة ، وهنا اناشد جميع البرلمانيين ممن يحملون النفس الطائفي بل ممن يمولون الارهاب في العراق ان انتفاضة الشعب لا يحمد عقباها وقد اترعت الصدور قيحا نتيجة فشل السياسة وفشل القائمين عليها وافرزت نتاجا صب في تدمير الشعب ومحى معنى كرامته بسبب عدم كفاءة وتكنوقراطية القائمين على شؤونه ، فماذا نأمل منكم بعد؟، فقد كنا نأمل التقدم والعمران والاصلاح والان بتنا نأمل ان ننعم بالامن والامان.

Share |