يا سيّدي يا أمام الصادقين كفى ( الامام السادس عليه السلام ) قصيدة ضياء الدين الخاقاني رحمه الله 1933 المحمرة – 2008 النجف الأشرف القيت في مؤتمر الأمام جعفر الصادق عليه السلام والذي عقده الأزهر الشريف عام 1976م في القاهرة https://www.youtube.com/watch?v=a-oE8OZNn10
....................................................... أعاد ذكراكَ ثواراً بها الأدبُ ... كأنّما الشعرُ في آفاقِها لهبُ يا واهب الفكر أقوى ما يثورُ بهِ ... على الجهالةِ سيفاً شأنه الغلبُ ألعلمُ منحتُكَ الكبرى وهلْ وثقتْ ... من الأعاظم ذكرى غيرما وهبوا معاهدٌ منكَ تسقي الوحيَ مندفقاً ... معارفاً فاض منها منهلٌ عذبُ وأطلعتْ من كواها كلّ نيّرةٍ ... من الكواكب تعمى دونها الشهُبُ ألصبح كالليل اِن لمْ توْله قبساً ... ينيرُ للسالكين الدربَ اِن طلبوا يا زهرة الفتح تسمو فيهِ طائفةٌ ... لها الفخارُ اِذا ما عزّتِ الرّتبُ تلمّهمْ منكَ أسمى دولةٍ عظمتْ ... أجنادها الفكرُ والأقلامُ والكتبُ يا دولة العلم والعقل السليم له ... صنوٌ وفكرُكَ موصولُ الجهادِ أبُ قد كنتَ والعقلُ فيضٌ منكَ بوتقة ... عصماء تخلقُ ما تهوى وتنتخِبُ وكنتَ خالقها الأسمى ورافعَها ... اِلى علاكَ اعتزازاً حين تنتسِبُ رفعتها وملأتَ الخافقين بها ... ذكراً تخلده الأعوامُ والحقبُ سارتْ مع الدهر لمْ تعثر واِن ملأتْ ... طريقها اُكَمُ الأحداثِ والهضبُ تشعّ كالشمس اِشراقاً ومن أسفٍ ... طفى القتامُ فغطتْ نورَها الحُجبُ لكنها المعجزُ الأسنى اِذا انكشفتْ ... دياجرُ الليل وانشقتْ به السُحُبُ يلوحُ كالفجر مزهواً بأنّ له ... على الدجى بعد صبرٍ مجهدٍ غلبُ وهكذا تجدُ العقبى يدٌ ضعفتْ ... تذلّ بطش يدٍ أظفارها قضبُ وتستقيمُ كما شاءتْ عدالتها ... أنشودة في فم التاريخ تنسَكِبُ أضرمتها وملأت الخافقين بها ... نوراً تألق في اِشراقهِ الأدبُ للهِ نهجُكَ والأخلاقُ منبثقٌ ... من ناظريك سماء ملؤها شهُبُ دنيا من المثلُ العليا دمغتَ بها ... عصراً بما خنق الأنفاس يحتطبُ أخلاقكَ الحورُ ألواحٌ تقدّسها ... طوائفٌ ما غزتْ أفكارَها الريَبُ يا ملهم النفس معناها فكان لها ... بما وهبتَ الى أوج العلى سبَبُ أعتقتها من نجيع الجهلِ فارتفعتْ ... الى مكانتها العليا بمَن وثبوا علمتها كيف تسمو في حقيقتها ... فلا تذلّ ولا يوهي بها النّصبُ وكيف تصبحُ تمثالاً لمبدعها ... يشِعُ منها جلالٌ نابضٌ عجَبُ أنبيكَ انّ التعاليم التي غرَسَتْ ... يداكَ أثمرَتِ النعمى بما تهبُ واِنّ ما قد منحت النفس طارَ بها ... الى السّمو ولمْ تنزلْ بها الكربُ والله ما قصرتْ كفاكَ مندفعاً ... هدْياً ولا أوْهَنتْ اثارَكَ النّوَبُ ******** يا صادق الوحي لا عتبى اِذا التهبتْ ... صوارخاً كلماتٌ صاغها اللهَبُ ففي الفؤادِ اضطرابٌ يستحيلُ لغىً ... على الفم الحرّ قالوا أنها خطبُ أشكو اليكَ امام الصدق ألسِنة ... يحلو لها حيث يرجى صدقها الكذِبُ أبكي لك الشاهقُ المرموقِ من أسُسٍ ... شيّدْتَ في مِعول الأطماع ينثلِبُ يكادُ يقضي على أنفاسها مرَضٌ ... أقسى ويُسْكِتُ من أجراسِها الغضبُ تمدّ نحو بنيكَ الوارثين لمَا ... خَلّدْتَ كفّ جريح راحَ ينتحِبُ فلمْ تجدْ غير آهاتٍ يرادُ لها ... بأنْ يساور وقع الآهةِ الطربُ فعُدْتَ والفكرُ حرّ في تصرّفهِ ... لكي ترى النورَ والتاريخ مكتئِبُ ولو أطاعكَ لازدانتْ جوانِبُهُ ... لطفاً وشاركَ فيها بِدْأهُ العَقِبُ يا معْقل الدهر أياماً سكبتَ بها ... برغمِ عينيهِ للشارين ما رغبوا ما بال مَنْ سكبتْ عيناك أنفسُهُمْ ... وحياً قدِ اعتزلوا الميدان وانسَحَبوا أبناؤُكَ المُخلِصون اسْتلّ عزمَهُمُ ... بؤسٌ ولمْ يَهِنِ المجدُ الذي وهبوا ناموا وهذا زمانٌ ملؤهُ فرَصٌ ... لأنْ يقوموا بأصلاحٍ لِما ارْتكبوا يرْمونَ باللفظِ مسلوبَ القوى طرفاً ... مُسَلّحاً غاصَ في أعماقِ مَنْ نُهِبوا يا قادة الفكر ما نال المنى بطلٌ ... يصحو ومرْهِفه يوم اللقا خشبُ ولا تسَوّرَ أجواء الفضاء عُلاً ... في جنح ريشهِ من علّةٍ زغبُ يا قادة العلمِ والأرشادِ ليس لها ... سِواكُمُ فاسْتعيدوا مجدَكمْ وَ ثِبوا هذا الشباب وفي أعماقهِ احتدمتْ ... من المبادىء تحتاجُ الهدى شُعَبُ ناءٍ عن الرُشدِ مجذوبٌ بعاصِفةٍ ... من الأباحيّةِ النكراء تجتلِبُ يعارضُ الدين أسواراً وأبْعدَهُ ... عنه ابتعادِكُمُ يا قومُ فاقتربوا ليسْتعيدَ الهدى أيام عِزّتِهِ ... ويستفيق على ما يحلمُ العربُ حقائق العلم أمضى في أكفِكُمُ ... لو شِئتمُ الفتحَ ممّا يفعلُ الشغبُ وروح مَنْ شاهدَ هذا الصرحَ تدْفعَكُمْ ... الى صراع مع الأفعى وترتقِبُ يا سيّدي يا أمام الصادقين كفى ... من القريضِ مهينُ الطبعِ يحتسِبُ لابدّ أنْ يستثير النائمينَ بهِ ... مجرّحٌ بدم الآلامِ يختضِبُ أعدْتُ ذكراكَ أحلاماً مُجرّحَة ... يسوقني الشعرُ فيها وهو مضطربُ ...............................................1976م قصيدة: يا سيّدي يا أمام الصادقين كفى / ديوان:مسيرة الى حوض الكوثر الشاعر: العلامة المرحوم ضياء الدين الخاقاني تقديم :العلامة المرحوم حسين علي محفوظ 1933 المحمرة – 2008 النجف الأشرف |