النفاق الغربي بين الحريري وعرفات/طاهر مسلم البكاء

Mon, 20 Jan 2014 الساعة : 16:23

كل من الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق وياسر عرفات القائد و الرئيس الفلسطيني من العرب، ولكن ما يختلفون فيه ان من اتهمه الغرب أو الصق التهم له بقتل الحريري هم مواطنون لبنانيون ينتمون الى حزب الله ، أما بالنسبة الى عرفات الذي عاش ايامه الأخيرة فيما يشبه الأقامة الجبرية والحصار من قبل الصهاينة فأن اغلب المسؤولين الفلسطينين وكذلك عائلته اكدوا قتله بسم بطئ المفعول ، ومما يدعم ذلك ان طبيبه الخاص الدكتور أشرف الكردي قال أن وفاته كانت نتيجة لتسميمه وطالب بتشريح الجثة وتحليل عينات من الأنسجة ، وعدم الأكتفاء بتحليل الدم كونه لايكفي وحده للكشف عن الأصابة .

الفرق في رد الفعل الغربي :
ان الغرب قد كشف بصورة واضحة انحيازه للصهاينة في اغلب المواقف الدولية وبصورة جلية لالبس فيها ، وفي الموضوع الذي نتناوله اليوم يبرز النفاق الغربي بصورة كبيرة ،حيث التركيز على حادثة مقتل الرئيس الحريري ،والتي رسمها بأتجاه يخدم الأهداف الصهيونية وبالضد من حزب الله رغم عدم وجود دلائل واضحة ، وبأتجاه تفكيك وتمزيق الوحدة الداخلية اللبنانية والوصول الى تقاتل ابناءه ،والعودة الى حيث الحرب الأهلية المريرة التي لم يحصد منها اللبنانيون سوى القتل والخراب والويلات ، وهكذا نجد بين الفينة والفينة سيناريو جديد لمحاكمات غيابية ،رغم ان عشرات المسؤولين العرب وغير العرب الذين قتلوا بتفجيرات كانت اصابع الأتهام تشير بها الى الصهاينة لم تصدر ضدهم حتى ادانة حقيقية من الغرب ،وبالأمس تنعقد محكمة دولية في لاهاي لتحاكم غيابيا ً اربعة اشخاص متهمه اياهم على ضوء مكالمات هاتفية غير واضحة المفهوم !
ولكن السؤال المنطقي الذي بحاجة الى ان يجيب الغرب بشأنه :
لماذا لم تنعقد محاكم دولية مسيسة من الغرب ،مماثلة لتلك التي تنعقد اليوم في لاهاي ، لبحث مسألة قتل الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بالسم إذا كان هدفهم إثبات العدل وإحقاق الحق ،لقد كان الزعيم الفلسطيني شخصية غنية عن التعريف ،اذ قاد النضال الفلسطيني المرير بمواجهة الصهاينة ثم اتجه بقرار ليس سهلا ً لتوقيع اتفاقيات السلام ،عرفت بأتفاقيات أوسلو في العام 1993وحصل على جائزة نوبل للسلام ولكن الصهاينة والأمريكان كانوا يريدون منه تنازلات ابعد من ذلك ،حيث طالب عرفات في العام2000 بأن تكون اراضي 1967 بما فيها القدس الشرقية هي اراضي الدولة الفلسطينية التي ستجاور الدولة الصهيونية وهذا ماأدى الى غضب الصهاينة والأمريكان معا ً واعتبارهم عرفات شخصية لايمكن العمل معها وبدءوا حصارهم عليه بمقره في رام الله ومن ثم قتله وهذا معروف للعالم ، ولكن لم ينادي أحد بالقصاص من الجناة أو انعقاد محكمة دولية لأدانة القتلة ومعاقبتهم .
اننا نسوق شخصية عرفات كمثال بارز ،انما المتتبع للحقيقة يجد ان الصهاينة قد قتلوا اغتيالا ً المئات من الشخصيات الفلسطينية والعربية البارزة دون ان يثار شئ حول ذلك وهذا دليل النفاق الغربي الذي يبرزهم اليوم باحثين عن تمزيق لبنان وليس عن قتلة الحريري .

Share |