المظلة والمقعد/عباس ساجت الغزي

Mon, 20 Jan 2014 الساعة : 15:53

لا تستغرب العنوان فالمظلة والمقعد هي مستلزمات الطوارئ اذا كنت ترغب في الدخول الى بهو الادارة المحلية في الناصرية , ولا تعجب لهذا الحديث وهذه الاحتياطات فالمثل الشعبي يقول ( اسال مجرب ولا تسال حكيم ) باعتبار ان التجربة خير برهان وعند جهينة الخبر اليقين.
كان لنا حضور عصر يوم السبت 18 / 1/ 2014 للمهرجان الذي اقامه مكتب السيد الشهيد ( قدس) في ذي قار وعلى قاعة بهو الادارة المحلية , ولأننا ضيوف كان على الاخوان في المكتب ان يجلسونا بالصف الاول الخاص بالمسؤولين والضيوف كون المقاعد التي اعدت لهذه الخصوصية تختلف عن باقي المقاعد من حيث الراحة والرفاهية وكما يسمونها ( البروفيشنل ).
ما ان جلست بانتظار بداية الاحتفالية التي كان يحتفي الحضور خلالها بذكرى ولادة نبي الرحمة ورسول الانسانية محمد بن عبد الله (ص ) والتي تتزامن مع ولادة الامام جعفر بن محمد الصادق (ع) والولادة الميمونة للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر ( قدس) , شعرت بان قطرات من الماء تتساقط على كتفي الايسر التفت الى الخلف وانا افكر ! لعل احد الاخوان قد حاول فتح قنية الماء بقوة وتناثر منها بعض الماء .
لكن عيني وقعت على ابتسامة عريضة لاحد الاخوان من الجالسين خلفي مباشرة وهو يكشر عن اسنان كاللؤلؤ ما شاء الله ظننت انه يستهزأ !! لكن سرعان ما انتبهت انه يشير بالسبابة اليمنى نحو السقف , رفعت راسي ومددت بصري نحو السقف الشاهق الذي كان قد تفَّنن ببنائه العراقيون قبل اكثر من نصف قرن في زمن الزعيم عبد الكريم قاسم ولم يندى جبينه في يوم ما!! الا هذا اليوم بعد فترة من الترميم في زمن اللا خوف من الزعيم .
لتسقط قطرة اخرى تليها اخرى فقررت ان اترك مكان المسؤولين المترفين وان اتحول الى مقعد في الخلف , لأني اعلم بان قطرات الماء الساقطة من السقف تسبب التهابات في الجلد اذا ما لامسته بسبب تلوثها بغبار الاتربة ودخان السكائر وصدأ الحديد في السقف , توجهت الى مقعد فارغ وما ان هممت بالجلوس حتى ابتسم في وجهي احدهم ! لكن قررت الجلوس هذه المرة لخجلي من التنقل من مكان الى اخر امام الحضور , بدأت استمتع بفعاليات المهرجان عين على المسرح واخرى الى السقف خوفا من ماء السقف الساقط , وما هي الى دقائق حتى شعرت برطوبة قوية تصعد من المقعد الى مقعدي رغم انني كنت ارتدي ملابس شتوية .
توضحت الرؤيا لي عن سبب ابتسامة الشخص القريب لكنني قررت ان اتحامل على نفسي واصبر حتى نهاية الفعاليات , وحينها تسألت هل محمد منا وفينا كما يقال؟ لو كان كذلك لكانت فوقنا غمامة تحمينا من انفسنا وفساد المفسدين من القوم , ولو كنا من ابناء الصدر وانصاره لأشار بعصى موسى الى السقف ليوقف نزيف الابرياء ويكسر بضربته انياب المفسدين , ولما كنت اضع يديَّ خلفي وانا انهض في حضرته خوفا من ان ينظر البعض بقعة الماء الكبيرة ويأخذ غيبتي وانا ضيف محسوب عليه .
عباس ساجت الغزي

Share |