بسم الله الرحمن الرحيم {قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } صدق الله العلي العظيم الأنعام164
في طريق عودتي من محافظة البصره شاهدت مجموعة اكواخ من القصب بحدود اكثر او اقل بقليل من خمسين بيت تعرضت لسيول مياه الامطار ولكونها في منطقة نائية جدا وبعيدة عن وصول خدمات الدوائر الخدمية اضطر بعض سكانها من للنزوح لحافة السد الترابي حيث يعاني الاطفال والنساء والشيوخ هناك لموجات البرد القارس وقلة الاهتمام ...
عند الاستفسار من احد السكان المحليين عن طبيعة هؤلاء اجاب , بأنهم عوائل من عشيرة واحدة هجّروا من محافظة اخرى لارتكاب احد افراد العشيرة جريمة قتل عمد لشخص اخر من عشيرة اخرى مما فرض عليهم العرف العشائري (الاجلاء) او (الجلوة) كما يسميها البعض ..
عوائل واطفال ونساء وشيوخ شردوا من ديارهم لا لذنب ارتكبوه بل هي عقوبة جماعية عن جريمة ارتكبها احد افراد عشيرتهم ..
هنا نقول ..رغم ان (الجلوة) تحمل فيها من الايجابيات وهي حقنا للدماء وتخفيف ردة فعل عشيرة المجني عليه لكن نقول اما آن الاوان لاعادة النظر بهكذا احكام عرفية ؟ ونتسائل لو كان بينهم الطالب والموظف وصاحب العمل ..هل سيتركون مدارسهم واعمالهم ..
الدعوة هنا للعمل بكتاب الله سبحانه وتعالى وكما ذكر اعلاه (وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)..الدعوة موجهة لرجال الدين الافاضل وشيوخ العشائر ومنظمات المجتمع المدني وجميع من يعنيهم الامر
محمد جاسم الياسري