بلال من العبودية الى الوجودية/عقيل العكيلي

Mon, 13 Jan 2014 الساعة : 22:23

الانسانية هي قبل الدين والتدّين و كان بلال يبحث عن حرية لا عن اله ودين , يريد إلها يهبه الحرية حرية الانسان الوجودية , بلال لم يعترف بعبوديتهِ لله لانهُ كان الله بل لأنهُ الإله الذي ارسل لهُ انساناً كالنبي محمد الذي اتى يبشرهُ بالحرية بالقيمة بالكرامة , لو كانت رسالة النبي محمد تعارض ارادة بلال التحررية لما اعترف بالله , و لو كان اله قريش جلب له الشعور بالحرية واله محمد لم يأتي لهُ بذلك لرفض اله محمد وآمن بإله قريش , تحمل بلال عذاب صخور قريش والم سياطها لانه اعتقد و وثقَ برسالة محمد الانسانية التي اتت له بالحرية وتخليصه من ظلم قريش , عرف بلال ان محمد لم يأتي له بإلهٌ فحسب إنما اتى لهُ بحريته الانسانية حريته الوجودية التي ولدت معه وسرقوها قريش لصوص الانسانية , لقد وجد بلال الله تعالى عندما وجد حريته , أقر بلال بعبادة الله تعالى عندما رأى بلال قيمته الانسانية برسالة الله التي اتى بها النبي محمد , يقول الامام علي (( إلهي ما عبدك طمعا بجنتك ولا خوفا من نار ولكني وجدتك اهلا للعبادة فعبدتك )) الامام علي في كلماته هذه يبين انه لو وجدَ الله يفرق بين الناس في الانسانية او في الحقوق لوقف ضده لكنَ الامام يعرف ان الناس عند الله سواسية لا فرق بين عربي و اجنبي بالوجود الانساني والله هو خير العادلين , ’’ ليس الملحد هو فقط من يكفر بوجود الله عزَ و جلْ ولكن من يكفر بوجود الانسان هو ملحدٌ ايضاً ’’, لقد جاء النبي محمد برسالة تحمل معاني الانسانية لرفع مكانة الانسان المظطهد من الانسان ليست رسالة دين فحسب بل رسالة انسانية عادلة , يرفض الله ورسوله التمييز بين سائر البشر في كل زمان ومكان بين عربي و اجنبي بين اسود وابيض بين مسلم ومسيحي ويهودي وبوذي وصابئي ,, قال الله في كتابه المقدس (( الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئة ومن عمل صالحاً اولئك هم المفلحون )) .
ما اتى به الانبياء والاوصياء والكتب الإلهية المقدسة من مساواة وعدالة وحرية تكاد تكون معدومة في كثير من مجتمعات العالم خاصةً في العالم العربي , مثلاً في المجتمع الخليجي هنالك فرق بين امير و مواطن بدرجة المواطنة , او في العراق فرق وتمييز بين السجين السياسي او ابن الشهيد السياسي والمواطن الآخر كما كان في نظام صدام بين شخصية حزب البعث والآخرين في الحصول على درجة وظيفية دون اخذ اعتبار للشهادة الدراسية او في الحصول على مقعد دراسي دون النظر لدرجة المعدل , فالامير او رجل الدين في الخليج يعض ويدعو المواطن البسيط بالعمل على اشياء بحجة الدين والوطن حتى لو كلفته اشياء خاصة او في العراق الاشخاص المنتمين للدوائر الحزبية السياسية ينصحون الناس بالدفاع عن حزب متنفذ في السلطة ناسياً ان حزبه المتنفذ يميز بينهم بكل شيء , وهذه كلها تخالف الرسالة المحمدية الإلهية , المساواة التي نادى بها ابو ذر الغفاري , العدالة التي عمل بها علي ابن ابي طالب . الناس في كل الازمان وكل البلدان تريد العدل والمساواة قبل الدين والإله , تريد الحق و الانصاف , دعوة النبي محمد أبَدِيّة للمساواة بين نموذج بلال ونموذج السيد القرشي .

Share |