والى المقاومة رسالة..!/اسعد الاسعد
Sun, 12 Jan 2014 الساعة : 20:10

المقاومة ضمير الأمة وقدرتها، ومتى ما أصيبت المقاومة بعائق، انتكست الأمة التي أنجبت المقاومة، وفي الوقت نفسه متى لفظت الأمة مقاومتها التي هي عنصر قوتها، ذلت من قبل أعدائها، لذا فأن العقد بين المقاومة والأمة هو عقد مصيري، الحفاظ عليه واجب وطني وإنساني وشرعي.
وامتنا الإسلامية أنجبت أكثر من مقاومة، لكن منها من ذاب وزال لأنه لم يكن من ضمير الأمة، ومنها من ولد ليبقى ويحقق المبتغى منه، والأمثلة في إيران وفي لبنان وفي العراق، وقد تبنت الأمة مقاومتها وأسندتها لتحصل على دعم المقاومة سلما وحربا، لذا كانت الثورة الإسلامية في إيران التي سجلت للأمة الإيرانية الرفعة والعلو والسمو، ولتشع على معظم بلدان العالم، وكذا المقاومة في جنوب لبنان الذي حررت الأرض، ومن ثم تبنت المطالب الشرعية لأبناء لبنان وبالخصوص أبناء الجنوب، لذا دخلت في العمل السياسي لغرض الوقوف بوجه الفساد والانحراف في إدارة الدولة اللبنانية، وقد سجلت مواقف كثيرة ومحط فخر لكل مكونات الشعب اللبناني.
وفي العراق كان للمقاومة في مرحلة مواجهة التسلط ألبعثي الذي عاث بالبلاد فسادا وإفسادا، وبعد الاحتلال في عام 2003 تصدت هذه المقاومة لعملية بناء الدولة، وبروز مقاومة المحتل الأمريكي، التي تصدت بكل شجاعة للمحتل حتى أجبرته على الرحيل، وكانت محط فخر للشعب العراقي، وأيضا ساهمت وتساهم هذه المقاومة اليوم في حماية المراقد المقدسة، من عبث أعداء الإنسانية كما في سوريا.
لكن ما يقلق الشعب العراقي هو وجود بوادر تدجين لهذه المقاومة وجهدها الإعلامي، وحتى القتالي وثقة الشارع بها من قبل بعض الجهات السياسية وخاصة الحكومة، حيث كررت وسائل إعلام المقاومة كجريدة المراقب العراقي وقناة الاتجاه والعهد، انحيازها للحكومة، من خلال استهداف منافسي الحكومة السياسيين من نفس الطائفة، وأيضا العمل على تلميع صورة الحكومة والتغطية على فسادها وفشلها، وهذا شكل ويشكل صدمة للشارع العراقي المظلوم، الذي يفترض أن تكون المقاومة ضميره، والمدافع عن حقوقه.
ولا تسخر لمن وضع يده بيد المحتل، ومن قتل أبناء الشيعة قبل غيرهم، وعاش على الأزمات على حساب وحدة الشعب وتعايش أبنائه، وعلى ذلك فان المقاومة العراقية اليوم تقف على مفترق طرق، بين أن تدفن في الذاكرة العراقية، وتصبح أداة من أدوات صنع الديكتاتورية، أو تمارس دورها لتكون ملجأ لكل مظلوم على ارض الوطن، ولا تنحاز للفساد تحت حجج وأعذار لا تصمد أمام الواقع، من قبيل الانتماء المذهبي للحكومة أو سواه.!
فالواقع يقول أن أكثر طوائف الشعب تضررا هي الطائفة التي تدعي الحكومة الانتماء أليها، هذه الحكومة التي سلطت من جديد قاتلي الشعب عليه، سواء قبل 2003 أو اليوم من بعثيين وإرهابيين، وعلى المقاومة لكي تحافظ على اسمها وسمعتها بين أبناء الشعب العراقي، من خلال استخدام ثقة الشعب على إجبار الحكومة على تصحيح مساراتها ومكافحة الفساد، والعمل مع القوى الخيرة ودعمها لأجل توفير العيش الكريم لهذا الشعب، وان كانت هناك أوامر خارجية لهذه المقاومة، بضرورة إسناد الحكومة، فعلى المقاومة أن تحرر نفسها من هكذا أوامر لأنها وحدها ستدفع ثمن فقدان شارعها، وتحولها من مقاومة إلى عصابات مأجورة لا سامح الله...