مواجهة داعش ..انتباهة ام دعاية / طاهر مسلم البكاء
Sat, 11 Jan 2014 الساعة : 1:17

تتصاعد أصوات من بين هدير المدافع وازيز الرصاص ، تحاول ان تبين ان في امر القتال الجاري اليوم في المدن العراقية رائحة الدعاية الأنتخابية ، ومن حق أي مراقب محايد ان يندهش لمثل هذه الأفكار ،حيث وصلت المجاميع الأرهابية التي تعلن صراحة : انتماءها التكفيري ،وارتباطها بالدعم الخارجي المشبوه ،وافكارها المنحرفة الواضحة الممثلة بالطمع في الأرض العراقية وتحويل العراق الى سوريا ثانية ،وصلت الى أعماق غير معقولة في العمق العراقي ومنذ زمن طويل .
ففي وقت كان البرلمان يواجه رغبة الشعب بإلغاء الرواتب التقاعدية كانت هناك أصوات ناصحة تتعالى بضرورة الألتفات الى ما هو أهم من ذلك ، فما فائدة راتب البرلماني ومنصبه إذا فقد العراق ،وقد قيل الكثير عن وصول هذه المجاميع الى مناطق مشرفة على العاصمة بغداد ،كما تسربت سيناريوهات عن هجمات على بغداد من عدة جهات حيث تتواجد هذه المجاميع في مدن محيطة ببغداد ،وحتى لو تركنا كل هذه المعلومات الواضحة فأن في التفجيرات الأرهابية التي تطال العراقيين صباحا ً ومساءا ًوبأسلوب أخذ يبدو منظما ً ويظهر قدرا ً من التمكن و التنظيـم المحكم لهذه التنظيمـات والجمـاعات، التسلسل القيـادي، المعرفة بأســـــاليب العمل العسكري وتكتيكـاته، الدعم اللوجستي، التمويــــــن، الإتصـالات، الإستخبــــــــارات، الإعلام والدعاية، التعبئة لهي أكبر دليل على امتداد اخطبوطي لهذه المجاميع داخل المدن العراقية ودليل على اختراق كبير للحدود العراقية حيث يدخل قادة ومنظري هذه المجاميع وتدخل الأسلحة والمؤون المختلفة ، و قد وصل الحال الى حد ان لها موطئ قدم تستعرض فيه قواتها أمام القوات الأمنية العراقية !
ولم يكن رد الفعل سواء من الحكومة أو البرلمان متناسبا ً مع عمق الخطر الذي وصلته هذه المجاميع الأرهابية ، حيث كان الجميع مهتما ً بالأنتخابات القادمة والكسب خلالها وكان بودنا أن نسائلهم سيحكمون ماذا وأين إذا حصل للعراق ما حصل في سوريا ؟
ولانعرف على وجه الدقة هل أن القادة العسكريين كان لهم رأي في ذلك وقد غيب من قبل السياسة أم ماذا ،ومع ثقتنا الكاملة بقدرات جيشنا وكفاءات قياداته فأننا ندرك ان القائد العسكري لايفوته الأمر أبدا ً غير ان رد الفعل وقدرة قرار الحسم يظهر ان السياسة عاجزة في النظام الديمقراطي الذي يتخذ من المحاصصة العمود الفقري لقراراته وبالتالي اصبحت قدرات القوات العسكرية محدودة الحركة ضعيفة الرد رغم اشتداد أوار الأرهاب ومناوشات الأرهابين لقوات الجيش ،وبرز فشل القادة الحاليون في مواجة الأرهاب ،واستمر موت العراقيين يوميا ًبدون اجراءات ناجعة تلوح في الأفق ، حيث كان الأرهابيون يعملون على مساحات كبيرة من العراق ،بينما تجد رجل الشرطة يحمل جهاز الكشف الذي اعلن فشله ،وهو يدرك انه يحمل جهازا ً فاشلا ً والمواطن والأرهابي يعلمون بذلك .
أما عسكرة الشارع وماتولده من هم وثقل يومي على المواطن العراقي ، فأنها لم تنفع في الحد من منع الأرهاب .
وحدة ومصلحة العراق أولا ً :
من أولويات أي مسؤول وبغض النظر عن المنصب القيادي الذي يشغله من اعلى هرم السلطة الى اسفل نقطة فيها يجب ان يتصف بالعمل لأجل العراق اولا ً وقبل كل شئ ثم لابأس ان يعمل من اجل المكان او المنطقة التي حملته الى هذا المنصب ، لأن الهدف الرئيس هو وحدة البلاد ومنعتها وسلامة اهلها وتوفر الأمان بين ارجاءها وتحصين حدودها، كما ان على الدولة ان تعمل على رفع المستوى المعاشي للمواطنين بإجراءات سريعة في عموم مدن العراق ،وفتح برامج واسعة ونشطة لتقوية السوق العراقي وبث الروح فيه وتفعيل دور الفرد العراقي في العمل لينشغل ببناء بلده وعدم الأنجرار الى الأمور الهامشية ،ان توقف مفاصل الدولة لأكثر من نصف عام سنويا" بسبب اجراءات المصادقة على الميزانية هو هراء وليس عمل دولة منظم ،انه يؤثر في عمل كل مفاصل الدولة والقطاع الخاص ويغذي التسيب وتسرب الأرهاب الذي يعشعش حيث يتواجد الفقر والبطالة .