أخرجتُم الامريكيين فأخرجوا داعش إنْ../جمال حسين مسلم

Sat, 11 Jan 2014 الساعة : 0:57

أخرجتم الامريكيين فأخرجوا لنا داعش إنْ ....تباهى سياسيو العراق في قدرتهم على اخراج المحتل الامريكي ؟؟؟ من العراق ,المحتل الذي خلصنا من نظام ,لايستطيع دفع شره الا اثنان ,الله العلي القدير بمشيئته ,والثاني هوالمحتل الامريكي بقواته العسكرية ... خرج الامريكان بمعاهدة أمنية مع العراق وغادروا البلاد ,وعمت الفرحة العباد ,وأخذ المتمنطقين يتسابقون على الفضائيات ,فبعضهم يرى خروج الاميركان حصيلة دعاء السيد...وضربات أسوده ..والاخر يراه بعزم الابطال المأخوذ { من أي والله وعونج يا كاع }, وقسم أخر يراه ضمن حكمة القائد ,الذي يقود جميع الوزارات ..!!! وساد شعور عارم بالفرح عند بعض دول الجوار ؛فقد اعتبرت الخروج الامريكي من العراق تنازلا لها وأفراغا للساحة .. وتمنطق علينا العرب بتحليلاتهم اللامنطقية واللااخلاقية  من على شاشات المحطات الخليجية المنافقة عن بكرة أبيها..............

خرج الامريكان وتركوا سفارة في قلب بغداد ,تعادل حجم دويلة خليجية ,تتفلسف علينا بالمحتل والتحرير ,وتركوا في دول الجوار من مثل تركيا والاردن والسعوديةوالكويت وقطر والبحرين والامارات ...قواعد عسكرية وأساطيل ,تصول وتجول في بلدانهم ,في الوقت نفسه كانت تلك البلدان تشحن لنا ,ماتبقى في سجونها من عتاة مجريمين ولكن على شكل أمراء  للامارات الاسلامية الجديدة..وحتى الدول المجاورة الاخرى ..كانت متكفلة بإرسال كل من هبّ ودب للعراق..فاختلط الحابل بالنابل ..وخرج الامريكان من العراق....                                 

 بضعة أصوات أخرى تناقش في الخفاء  مرحلة ما بعد الخروج العسكري الامريكي ,من ناحية الفراغ الامني ولاسيما بعد حل الجيش العراقي , وكانت تلك الاصوات المختنقة ,تناقش أيضا تجربة المانيا الغربية في حينها واليابان مع وجود المحتل الامريكي على أراضيها الى الآن..  .

تلك الاصوات الخافتة تناقش مسألة الانسحاب الامريكي العسكري دون وجود البديل المناسب, يناقش الموضوع سرأ خوفا من كاتم الصوت الذي بيده القرار الاخير....فسكت الجميع عن الرأي المخالف وقبلنا بواقع البطولات ,التي اذلت الامريكين وأهانتهم... وكنا نردد قول الشاعر العربي { سيذكرني قومي اذا جد جدهم....وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر }, طبعا البيت لصاحبه ابي فراس الحمداني 320 - 357 هـ  , وليس لمردده الشهير الملك الحسين بن طلال...           

 قطعا لسنا مع بقاء القوات الاجنبية على أرض العراق , ولكن الوجود الامريكي العسكري في العراق كان أمرا واقعا.ويجب  التعامل معه على هذا الاساس لا غيره.... له كلمته في كثير من الاحداث العسكرية ..وعلى الرغم من خبث السياسة الامريكية في العراق ...كان لزاما علينا مناقشة الفراغ الامني والعسكري وكيفية شغل هذا المكان قبيل قرار الخروج الامريكي وليس بعده.ومن الطبيعي في مثل هذا الظرف ؛لا تسمح السعودية لايران بشغل هذا المكان ولاتقبل ايران باي بديل عنها...فقسم البلد على هذا الاساس ومازال...حان الوقت لتذكيرهم ببطولاتهم التي اخرجت المحتل !!!.وجاءت بداعش واخواتها....وللمتحدثين عن انتصاراتهم ؛التي  اخرجت المحتل بعدته وعديده ,ياليتهم يخرجون لنا داعش من جحورها المعروفة , فداعش  أقذر من الامريكيين ..               

جمال حسين مسلم

Share |