الجيش ومعركة المصير..!؟/جعفر العلوي

Wed, 8 Jan 2014 الساعة : 23:34

لا يساور الشك أحد إن الجيش هو الداعم الحقيقي لإستتباب الامن, والراعي الرسمي للديمقراطية؛ فبدون أمن وسلام لا يمكن أجراء أي انتخابات حرة ونزيهة, يشترك الجميع في تأسيس قواعد بناء الدولة العصرية الناجحة, وفق الأصول والأعراف المتبعة في كل الدول الديمقراطية المتقدمة.
ومن هذا المنطلق يجب أن يبقى الجيش بعيداً عن الصراعات الداخلية التحزبية, ومحاولة جذبه كدعاية انتخابية لحزب ما..!؟
القوات المسلحة تقع عليها مسؤولية استتباب الأمن للوطن, وتأمين سلامته من أي تدخل خارجي... أو داخلي مدعوم بأجندات أقليمية لبعض الدول المجاورة, الوضع بات أكثر تعقيداً, والمشهد العام لا يحتمل الاعادة أو بدايته من نقطة الصفر, فالأوراق قد خلطت واللعب قد توزع, أما اللاعبين كثر... منهم من داخل الوطن, ومنهم من خارجه, تعددت الاهداف وتنوعت الرؤى.
لو رجعنا لبداية الأزمة الحقيقية, والتي كانت تمثل مجموعة مطالب بسيطة لمجموعة من الناس تقول: إنها غير راضية عن وضعها وحالتها المزرية..؟, وكانت مطالبهم أجراء جزء من التعديلات والعناية الواجبة بالخدمات وما الى غير ذلك, حسب ما هو معروف لكل متابع لساحات الأعتصام.
تُرك المرض دون علاج حتى استفحل بمرور الأيام, مع توفر الفايروس الفتاك في سورية؛ ففي الوقت ذاته كانت المعارك في الجارة سوريا تدور على قدم وساق, عصابات ظلامية مدعومة من جهات لم تعد خافية على أحد خططت للاستحواذ على سوريا؛ ثم العراق بدوافع طائفية... مستعينة تلك الدولة بنفوذها المالي المسخر لزعزعة الأمن والأستقرار في بلدان المنطقة, وعلاقتها المبنية على ذلك النفوذ مع دول الغرب والقوى العظمى.
لم تكن المعادلة حينها ذات طرف واحد كما أريد لها, بل دخل طرف جديد فاعل في الحسابات العالمية, بمساعدة بعض الدول المجاورة, منها( العراق, عُمان, قطر ) وكان الدور الأكبر للعراق في تقريب وجهات النظر بين(طهران ـ والولايات المتحدة الأمريكية) حيث الأخيرة كانت عازمة على تحويل خارطة الشرق الأوسط, الى ولايات مقسمة تابعة لها, حسب أولويات التبعية والمصلحة.
استطاع العراق المثخن بالجراح مع طهران, من تقريب وجهات النظر وحث روسيا العظمى للدخول كطرف مهم في المعادلة, ثم الصين... لتصبح الكفة متعادلة نوعاً ما, مما أدى الى تأجيل الضربة العسكرية المزعم حصولها على سوريا, ضمن مقياس الأحداث المتسارع أغفل العراق دوره الداخلي, بالنتيجة كانت مجاميع الأرهاب تتسرب من مطرقة الجيش السوري لتجد لها ملاذ آمن في صحراء الأنبار في(العراق).
هنا استفاقت الحكومة العراقية؛ بعد عملية نوعية للأرهاب أسفرت عن مقتل قائد الفرقة السابعة, لتجد نفسها أمام مجاميع من العصابات المنظمة, والمدربة عدة وعدد تحاول زعزعة أمن العراق وانشاء ما يسمى بــ(دولة العراق الأسلامية), وهنا حركت الحكومة قطعاتها من القوات المسلحة, لمواجهة الأرهاب الذي استمكن لأكثر من سنة ونصف السنة في صحراء الأنبار, منشىء بذلك قواعد عسكرية وحواضن أمنة له.
للأسف لم تكن الضربة مدروسة من قبل الحكومة, فقد كان الطابع المسيطر عليها هو كسب ألانتخابات, وبذلك تناست سياقات العمل العسكري من أعداد لوجستي, وتأمين ممرات آمنة للجيش لتسهيل حركته للمعركة ضد الإرهاب, نُظفت صحراء الأنبار بطلعات جوية موفقة, لكن سقطت الفلوجة بيد الإرهاب, وستستمر المعركة على المنوال ذاته, في الكر والفر, كل ذلك كانت توابعه سياسات مغلوطة, وخطط آنية لا تمت لواقع الأرض بصلة, فقد كانت مخيمات الاعتصام متحولة بقدرة قادر من ساحات اعتصام العز والكرامة, الى مأوى وغطاء لدخول يد الإرهاب اليها.

Share |