(وكلُّ الناسِ في الدنيا سويّة)/كريم مرزة الاسدي

Wed, 8 Jan 2014 الساعة : 22:43

لا تستحي من زمن لا يستحي ، لأنّ الحياء من اللاحياء ضعف وجبن ، وهذا زمن الأقزام
فكنْ كالأرض ِتحملُ كلَّ طود ٍ *** وما جزعتْ , وإنْ وطئتْ عليّة!!!! !
وكنْ كالماءِ مبذولا ً سخيّا ً *** ليروي حياتَــــــهمْ حتـّى الخليّة !!!
وكنْ كالنور ِ يجلي كلَّ ظـُلم ٍ ****** وإنْ يسحــــقْ بأقدام ِ البريّة !!!
وكنْ كالغيم ِذا وجهٍ كئيبٍ **** لتبتهجَ الربــــــــى منهُ مضيّة !!!!
وكنْ مثلَ الهوا لصقا ً عليهمْ ****** وإنًّ غيـــــــابَهُ ذوقُ المنيّة!!!

إثر هديّة من أحد الأخوة - يقيمُ في لندن - , نظمتُ هذه القصيدة الوجدانية الإنسانية من (الوافر )

كريم مرزة الأسدي

آلا في لندن ٍأودعتُ نفساً
مهذ ّبة ً وروحاً أريحيّة

تــجودُ عليَّ منْ ودٍّ ولطفٍ
بنفح ِ الطيبِ مكرمة ً سنيّة

ولكنْ أيـــنَ قربك مني لفظاً
وأينَ الوجه ُوالخلقُ السجيّة

تعالَ تعالَ مِنْ بُعدٍ تراني
بطفلين ٍ أحيرُ وبالصبيّة

نعدُّ الدّهـــــرَ أيّاماً لوجدٍ
ونصبو للقا , صاح ِ:الفريّة

لعلَّ ترقّـّبَ الآمال ِ يُجدي
تطلُّ سنىً بطلعتكَ البهيّة

أو الأحلامَ تفرجهـــــا الليالي
نلوذُ بـ (أحمدٍ) حامي الحميّة

******
وكمْ منْ مرّة ٍ ضيّعت ُ نفسي
فأبحثُ بالاصول ِ وبالهويّة

ولي منْ دوحةِ الشرفِ المعلـّى
عروقٌ جــــــذ ْرُها أسرٌ أبيّة

لينتفضَ اللسانُ عليَّ نطقاً
كفــاكَ الفخرُ نفسكَ يعربيّة

وإنّـــــكَ تكتسي لحماً لعظم ٍ
وكلُّ الناس ِ في الدنيا سويّة

فكنْ كالأرض ِتحــــملُ كلَّ طود ٍ
وما جزعتْ , وإنْ وطئتْ عليّة !

وكـــنْ كالماءِ مبذولا ً سخيّا ً
ليروي حياتَهمْ حتـّى الخليّة !

وكنْ كالنور ِ يجلي كلَّ ظـُلم ٍ
وإنْ يسحقْ بأقدام ِ البريّة !

وكنْ كالغيم ِذا وجهٍ كئيبٍ
لتبتهجَ الربى منهُ مضيّة !

وكنْ مثلَ الهوا لصقا ً عليهمْ
وإنًّ غيابَهُ ذوقُ المنيّة !

هــــي النفحاتُ إنْ حُثـّتْ لشعر ٍ
يوازي الدّهرَ ما أحلى الهديّة !

لقــــدْ أنزفتـُه فكراً عليما ً
ليفصحَ عنْ معانيهِ الجليّة

Share |