الاعتداءات الايرانية على العراق- الاء حامد
Thu, 11 Aug 2011 الساعة : 10:16

لاشك إن أغلبية العراقيين يتمذهبون دينيا بالمذهب الشيعي( اثنا عشري) الذي تتمذهب به إيران أيضا .مما يجعل هنالك ارتباط عقائدي ديني وثيق ما بين الشعبين, لهذا عمدت القيادة الدينية والسياسية في إيران إلى استغلاله واستخدامه في تمرير مصالحها ومطامعها في العراق. وذلك لان هذا الارتباط العقائدي والمذهبي يحتل مكانة وقدسية في نفوس المعتنقين الشيعة مما سهل في استمالتهم لصالح إيران والتلاعب بمشاعرهم من قبل رجالات السياسة والدين بأسمه , وليس العيب في المذهب أو المعتقد ذاته وإنما في الأشخاص الذين يوظفونه لتحقيق مصالح شخصية فئوية عنصرية ضيقة.
لو رجعنا لحقبة الثمانيات فقد ساعدت إيران على تشكل الأحزاب السياسية العراقية المعارضة والإقامة على أراضيها لمناوئة الحكومة العراقية آنذاك , لكي تقحمها في الحرب الدائرة ما بين الطرفين, ولمقتضيات ما يفرضه عليها نهجها التوسعي, هو العمل بالاحتياط والحذر مع المتصدين للعمل السياسي . فرأت من اللازم إن تعمل على تقسيم وبث الفرقة والخلاف ما بينهم ليسهل احتوائهم والسيطرة عليهم فيما لو قدر لها اجتياح العراق وإجهاضه.
أخذت إيران تشجع كافة المهاجرين العراقيين لديها قسرا على تأسيس الأحزاب والحركات السياسية . وكل من يقدم لائحة تظم أعضاء حزبه حتى لو كان هو وإفراد عائلته تعطيه ترخيصا بممارسة العمل السياسي على أراضيها وتمده بالإمكانيات ولكنها سرعان ما تخلت عن دعمها لتلك الجهات بمجرد إن وضعت الحرب أوزارها سنة 1988 مما أدى إلى موت معظمها ما عدا تلك الأحزاب الدينية الكبيرة النافذة.
إما اللذين لم ينخرطون في العمل السياسي المناوئ لحكومة العراقية آنذاك استخدمت إيران معهم إستراتجية دنيئة الى ابعد المقاييس والاحتمالات فعمدت الى ممارسة الضغوط الاقتصادية عليهم وعدم توفير فرص العمل لهم وسد كافة أبواب الرزق إمامهم لتوظيفهم في الحرب,فلا عجبا ان تطوعوا إلى جبهات الموت بعد ان سئموا البطالة وضاقت بهم السبل ويأسوا من الحياة ..
واقل ما يمكن ان يقال عن هذه المتاجرة السياسية بدماء العراقيين من قبل ما هي إلا إساءة للقيم والمثل فضلا عن الدين والإسلام والمذهب. فعمدت إيران إليها طيلة حرب الثمانيات وما لحقتها من تبعات سياسية واقتصاديه ثم تلتها حرب التسعينات والحصار الاقتصادي .
لما كان العراقيين قد تعرضوا في بلادهم ما كانوا يكرهون فلم يجدوا في إيران ما كانوا يتوقعون, فاشتدت عليهم المصيبة وعظم الأمر الذي ضاعف آلامهم وعمق ماساتهم سطوة العوز والفاقة .
فتحزن لبؤسهم وترثى لحالهم فقد مضي على تهجيرهم حين من الدهر ولم يمنحوا أي مستمسك إيراني لذا فأن القوافل الهجرة إلى الدولة الأوربية وغيرها مستمرة حتى أصبحوا عرضة للابتزاز المهربين واحتيال الناصبين .
ثم سقط النظام فعادت كل الأحزاب والتيارات السياسية المعارضة مع المحتل وعمدت على توظيف سياستها بما يخدم ولي أرباب نعمتها الجارة الإسلامية إيران, فتجد إن اغلب القرارات التي اتخذتها الأحزاب تعبر عن مدى ولائها وإذعانها لإيران . وليس الأمر كذلك فحسب بل هنالك من طالب بدفع تعويضات لإيران جراء الحرب العراقية الإيرانية .بل لم يقتصر الامر على هذا الحد بل تدخلت إيران بكل مفاصل الدولة وتفاصيلها فهي وحدها القادرة على تحديد نوع الحكم في العراق والياته وكذلك الأشخاص القائمون عليه ,, ومع كل هذا الخنوع والولاء المطلق لها دون مقابل ولا لأي دور عراقي يذكر في الصد والاعتراض , قامت بقصف الحدود والمناطق الحدودية والتجاوز على آبار النفط واحتلالها وقتل الصيادين العراقيين والتنكيل بهم, ثم قطعت المياه عن الأنهار والبحيرات لتجعل من العراق بلد مقفرا زراعيا ليستورد منها كل شي .. فما عاد العراق يزرع ويحصد بسبب سياسة إيران القمعية الاستغلالية بقطع المياه ..ومع ذلك فلا تجد أي موقف عراقي تجاه هذا التطاول والتجاوز الإيراني على الشعب العراقي وأرضه ..الى بارقة أمل ودمتم بود