متحدون بوابة المعركة مع الأرهاب/حسين الشويلي
Mon, 6 Jan 2014 الساعة : 1:33

من نعتنتا بأوصاف لاتليق الاّ بمطلقها, هي ماكانت مواقف شخصية من قبل العلواني بل هي ثقافة طائفة أعتادت منذ قرون على أهانة المذهب ورموزه واتباعه , حتى قال أحد مشايخ السلفية أن البخاري في زمن حكام بني أميّة - لم ينقل حديثاً واحداً عن الأمام جعفر الصادق عليه السلام خشية السلطة الأموية الفاجرة . وهؤلاءهم ذرياتهم في صحاري الأنبار والفلوجة وغيرها _ وهم يمثلوا الخط الأموي . فبات لزاماً أن نقف ضد الأموية المعاصرة , كي لايدوم ظلم بدأ منذ أختطاف خلافة رسول الله صلى الله عليه وآله من قبل البعض , وجعلوها ملكاً عضوضاً .
كان هذا الكلام لايصح ولايليق قبل بضعة عقود أمّا الآن فلابد لأصحاب الحق أن يعلنوا عن أنفسهم وأن يدافعوا عن مكانة الأسلام بين الأديان الأخرى , وعن كرامة الفرد المسلم بمعناه القرآني وليس بالمعنى والصورة التي رسمتها السلطات الأموية والعباسية والعثمانية والوهابية .
نحن كمسلمين نؤمن ومن ضمن عقائدنا , بأن نصرة آل البيت واجبة في حياتهم وبعد أستشهادهم لأنه في الحالتين سواء , فهم أحياء معنا . فنصرة الأمام الذي يمثل الخط القرآني في حياته هو ذاته بعد لحوق الأمام بالرفيق الأعلى .
الشيعة أجل وأكرم من أن يبدأوا بعداوة أو يكونوا سبباً في فرقة المسلمين . بل عندما يخطف الأسلام وتشوّه معالمه الأنسانية الحضارية من قبل , شخصيات وحركات وحكومات تدعي الأسلام وتحتكر الحقيقة الدينية , وتكفير يلحقه فتوى بالقتل لكل من لم يكن على أسلامها , كما كفّروا الأئمة وعلماء المذهب , وكانت سنّة دارجة لعن أمير المؤمنين عليه السلام حتى جاء الخليفة الأموي _ عمر بن عبد العزيز - فحرّمها أو منعها , وفي زمن المتوكل العباسي أعادها للمنابر لهذا يطلق الوهابية والسلفية وكل من خالف التشيع على المتوكل بنعت ( محي السنة ) أي سنّة لعن أمير المؤمنين عليه السلام .
وأطلق لقب ( محيّ السنة ) على الهالك - نايف بن عبد العزيز , وكذالك ( أسد السنة ) لأنه كان من أصلب المجاهرين بعدائهم لأتباع أهل البيت عليهم السلام . علماء السنة يدركوا حقيقة تلك الألقاب , ويدركوا أنها تستبطن العداء والأقصاء وتكفيّر الشيعة لكنهم لم يطلقوا تصريحاً يمانع هذا التوجه ( الديني ) الذي جلب الموت والخراب للعراق ولبلدان أسلامية أخرى .
وعلى الصعيد السياسي والأداء الحكومي في العراق - ما يسمى بقائمة متحدون - هي الواجهة السياسية للأمويّة الدينية !
ولايجب ولا ينبغي أن يستمر هذا التوجه السياسي , الذي مذ تشكّل وهو العين والأذن للجماعات الأرهابية .
وهو العائق الأكبر أمام تسليح الجيش وتطوير قدراته العسكرية , وهو المشاغب في كل جلساته البرلمانية , كي يضفي أنطباعاً لدى العالم بفوضوية العملية السياسية , وبما أنه قدّم نفسه كممثل سياسي عن مايدور الآن من أحداث في الرمادي , من خلال الأستقالات , ومطالباته بسحب الجيش من مناطق تواجد الارهابيين - وكما قال السيد قاسم الأعرجي في مقابلة له على السومرية ( برنامج حديث الوطن ( أن متحدون لايصفوا داعش والجماعات المسلحة في الفلوجة بالارهابيين , ويستطرد أنهم يجعلوا تمايزاً بين الأرهاب وداعش في حديثهم . وأتحدى من يسمع لأحد أعضاء متحدون - أن يصف داعش بالأرهاب )
ومحصلة هذا أنّ ما يسمى - متحدون - أخطر على العراقين والعلملية السياسية من داعش ومثيلاتها من الحركات الأجرامية , لأنها منحتهم الغطاء السياسي والبرلماني - وهذا يمثل دعماً لوجستياً يعد من أهم مقومات بقاء داعش الارهابية .
فالقضاء على الأرهاب في العراق لابد أن يبتدأ بالخونه من السياسين والبرلمانين وهؤلاء بلا أدنى تردد هم - متحدون .