فنّ آلكتابةُ و آلخطابَةُ – ألجزء ألثّاني ح13/عزيز الخزرجي
Sun, 5 Jan 2014 الساعة : 16:32

ألفصلُ ألثّالثُ - ألقسم ألأوّل: و أخيراً عليكَ بآلخطابة.
ألكثير من آلنّاس يُفضّلونَ آلموتَ على آلتّحدّث أمامَ آلنّاس بإلقاءِ كلمةٍ أو مُحاضرةٍ أو حديثٍ في محفلٍ سياسيّ أو ديني أو علميّ أو إجتماعٍ عامّ!
و قد بيّنَتْ ألأحصائيّات ألّتي أُجريت في أمريكا منْ قبلِ ألباحثين؛ بأنَّ آلأكثريّة تخاف ألتّحدثَ إلى آلنّاسِ, بينما آلخوف من آلموت جاءَتْ بآلمرتبة ألرّابعة, أمّا إلقاء كلمةٍ أمام آلنّاس فقد جاءتْ بآلدّرجة آلأولى(1).
ألخوف و آلتّردّد في إلقاء خطبة أمام آلنّاس؛ ليس مرضاً نفسيّاً, و إنما يرجع بسبب عدم معرفتنا لأنفسنا و لأهميّة آلكلمة و آلخطبة في آلنّاس.
تقول (ماركَريت راين):
[حتّى آلمُتحدثين ألمُتمرسين يتأثرون بكلامِ ألنّاس و آرائهم, مدير إحدى آلشّركات ألكبيرة كانَ يرتجفُ في كلّ مرّةٍ و هو بطريقهِ إلى آلمنصّة لألقاءِ ألكلمة آلأسبوعيّة في أعضاء آلشّركة] لعدم إلمامه بفنّ آلخطابة.
ألمشكلة آلأساسية تكمن في آلمفاهيم ألخاطئة و قلّة ألوعي, حيث يعتقد آلإنسان أنّهُ مُراقب من قبل ألآخرين، و أنّ أداءهُ مكشوفٌ و مفضوحٌ أمامَ آلنّاس، و أنّه سوفَ يفقد آلسّيطرة على آلموقف، و آلكلّ سوف يستهزئ به و هكذا.
هذا هو جوهر ألمشكلة، و هو مفهوم و تلقٍ خاطئ جدًّا؛ لأنّ ألتّجارب أثبتتْ أنّ كلّ ألّذين يَعتقدون أنّ لديهم قلق ألمواجهة و آلخجل ألزّائد ألمصحوب بالإخفاق في الأداء؛ إتّضَحَ أنّ مشاعرهم طاغيةً عليهم و أنّها مسألة تفكيرٍ خاطئ، لكنّ أداءهم أفضل كثيراً ممّا يتخيّلون و يتصوّرون، فما تحسّ به من تلعثم و خوف داخلي هو تجربة خاصّة بك أنتَ، و ليست واضحة للعيان, عليكَ آلتّعامل معها بإيجابيّة.
عليكَ أنْ لا تنسى بأنّكَ تحتاج لشيء منَ آلقلق حتّى تتحرّك طاقاتكَ آلنّفسيّة و آلفسيولوجيّة و آلجّسديّة؛ تحركاً يُفيده و ينفعهُ لتحسينِ أدائكَ.
ألقلق شعلةُ آلأشتعال ألّتي لا بُدّ منها لتؤديّ أيّة مهمةٍ تُريدها بكامِل طاقتكَ، و عند آلمواجهات يتحفّز آلجّسم – عبر آلجّهاز ألعصبيّ و آلنّفسي بكلّ أجزائه – و تُحدث تغيّرات فسيولوجيّة يجب إدراكها.
ألجّهاز ألعصبيّ أللاإراديّ أو (ألسّمبثاوي) هو آلجّزء ألمُوكّل بذلك في جسم ألإنسان للتّحكم في آلمواقف، و لذا ينتج إفراز كبير لمادّة (ألأدرينالين) هذه ألمادّة مُهمّتها زيادة تدفق ألدَّم و إنقباضات ألقلب، و جعل كلّ أجهزة ألجّسم – خاصّة ألعصبيّة– في حالة إستعداد، هذه ألقوّة ألفسيولوجيّة ألعظيمة و آلمُفيدة للإنسان قد تزيد من معدّلها آلطبيعيّ، لذا يشعر بعض ألنّاس بالخوف ألذي عيه أن يحسب له مقدّماً، لكنّ أؤكّد لكَ أنّ آلتّجربة .. تجربة داخلية خاصّة.
لو سألتَ أيٍّ من آلنّاس حولَ رأيه في آلمُتحدّثين(ألخطباء) لقالَ لكَ: هناكَ صنفان؛
- صنفٌ يمنعهُ آلخوفُ من آلوقوف أمامَ آلنّاس و آلتّحدث إليهم بإرتياح.
- صنفٌ يجعل آلخوف أمامهُ للتّغلّب عليه و آلتّحدث إلى آلنّاس بإرتياح.
ألتّحدث للنّاس بنظركَ قد لا يكون سرّاً كبيراً .. و ربّما لم يَطلبُ مِنكَ أحدٌ إلى آلآن ألتّحدث للنّاس أو إلقاء خطبةٍ مُعيّنةٍ, لكنّنا في آلمُقابل و بآلتّأكيد سمعنا آلكثيرين مِمّن تحدّثوا إلينا؛ كآلسّياسيّون في آلتّلفزيون؛ مدير آلمدرسة في إحتفالِ تخريجِ ألطّلاب؛ ألآباء و أولياء ألأمور في جلسة عامّة؛ خطب آلجّمعة, و غيرها من آلخُطب في آلمُناسبات و آلأحتفالات.
و هناكَ نتيجة واحدة نستخلصها من تصوّر آلنّاس حولَ ذلك, و هي:
ألبعض من آلخُطباء بنظرهم إيجابيّون و مُتمكّنون و مُقتدرون .. و آلبعض ألآخر لا!
و آلنّاس يتعجّبون فقط .. كونكَ شجاعٌ بما يكفي و أنتَ تُواجههم وجهاً لوجه عبر منصّة ألخطابة بتفاؤلٍ و ثقةٍ.
و هذا أمرٌ هامّ جدّاً؛
لأنّك تمكّنت من آلصّعود على آلمنصّة و آلوقوف أمامَ آلحشود آلجّماهيرية للتّحدث إليهم بإقتدار من دون خوفٍ أو وجلٍ أو تردّدٍ لأداءِ رسالتكَ آلأنسانيّة في مجالِ تخصّصك!
عزيز ألخزرجيّ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راين (ماركَريت1987م). عليكَ إلقاء ألمحاضرة – مطبعة فرانكلين وات, أمريكا, ص13 ط1.
Ryan (Margret1987 ). So you have to give a speech - Franklin Watts, Page13, New York, A Language power book.