الديمقراطية في العراق وهم العنوان/محمد هديرس
Fri, 3 Jan 2014 الساعة : 1:28

العراق طبق فيه نظام الانتخاب الديمقراطي وشكلت الكتل الانتخابية بطريقة لا تنسجم بتاتا مع الديمقراطية حيث أنه من أهم مقومات الديمقراطية أن الكتل السياسية لا تشكل على أساس طائفي لكي تتلافى الدولة كل معرقلات العناوين.
العنوان قد يكون ديني أو قومي أو مناطقي فهو يتبنى منهج الحفاظ على هذا المكون لكي يبقى العنوان محافظا أو سائدا , وكل عنوان طرح ليكون سائدا ليس ليدحض وينتهي فهو طرح لغاية والبقاء أحد أهم المسببات للوصول الى تلك الغاية.
المكونات السياسية العراقية متفاوتة في الحجم , وفق وجود حجم المكون لا الفكر السياسي المطروح لبناء الدولة , فالمكون الشيعي هو الاكثر عددا فمن الطبيعي وفق التوزيع الطائفي لابد أن يحصل على المنصب التي تتصارع الكل من أجله , والمكون الكردي عزل نفسه باقليم وكان هو الورقة الرابحة دائما , أما المكون السني فهو المكون المظلوم الاكبر , فمن الطبيعي يكون معارضا للدولة مادامت بقاء هذه الكيانات السياسية مستندا على المكون الطائفي , فلكي تبقى كل كتلة محافظة على مكانتها السياسية لابد أن تطرح فكر العداء للاخر كي تكون.
الكتلة تؤسس على أساس غاية الوصول الى المناصب بغض النظر عن نتيجة أهداف المنصب , لذا فعندما يرى مكونا انه من المستحيل أن يحصل على غايته الاولى فمن الصعب أن يتصور أنه شريك سياسي وهو دائما رأيه غير مسموع.
فعندما نتحدث عن الميليشيات المسلحة ( داعش - القاعدة ) من الغربية ( البيش مركة ) من جهة الكرد , والمليشيات الشيعية من جهة الجنوب والوسط , على الرغم من أن ( داعش والقاعدة ) أبناء السنة ينكرون ولائهم وتأييدهم لهم , لكن جغرافيا يعتبرون بيئة خصبة لتواجدهم.
السؤال هنا ألم نقرأ في دستور العراق:
المادة التاسعة
ب ـ يحظر تكوين ميليشيات عسكرية خارج اطار القوات المسلحة.
اذن لماذا تشكلت تلك الميليشيات الشيعية والكردية لم يعترض عليها أحد , هل لانها ترهب الخصم السياسي وتجعله مرعبا أم أن الجيش غير قادر وهذه وضعت لتكون ساندة له من الجهة الحاكمة وعاملة مكانه من جهة المكون المعارض.
العراق يحتاج الى اعادة نظر في تشكيل الكتل الانتخابية لتكون خليطا متماسكا قادرا لبناء دولة ليس يفكر في صمود عنوان , اليوم العراق يعاني كل هذه المعاناة بسبب هذه العناوين وفكرها المبني أن بقائهم في السلطة يعني الحفاظ والانتصار لهم.
اليوم المكون السني يعتبر كل من المليشيات الشيعية والبيش مركة هم ارهابيين ميليشيات شكلت للقضاء عليه وكذلك القاعدة وداعش فهو ليس متبني لها وانما البيئة فرضت نفسها , والشيعي يعتبر المليشيات الاخرى ارهابية وكذلك الكردي.
فمن خلال هذا المنبر يكون نداء للمثقفين والاعيان الطامحين لدولة قادرة تسود فيها الديمقراطية الحقيقية وشباب الحراك المدني وأصحاب الفكر الكوني أن يعملوا على اعادة بلورة الكيانات السياسية لرفع العناوين فيها , ومن أهم سبل بقاء كيانين أو ثلاثة هي:
1- رفع العنوان في الكيان بداية ليكون كيانا يسعى لتحقيق الديمقراطية.
2- الانتخابات البرلمانية تكون دائرة انتخابية واحدة وتحدد نسبة الكيان الذي يستطيع المشاركة في تشكيل الحكومة وتقدر بـ 20% من الاصوات الكلية.
3- انتخابات مجالس المحافظات تكون دوائر انتخابية متعددة حيث أنه من كل رقعة جغرافية حسب الكثافة السكانية يصعد عدد محددا ثابتا , حيث مجالس المحافظات خدمية اما البرلمان فهو التشريع وبناء السياسات العامة.