داعش ... لم تأت من كوكب اخر/محمد علي مزهر شعبان
Fri, 3 Jan 2014 الساعة : 1:23

بعيدا عن ما ألت اليه الامور على أرض الانبار ، من احداث بعد مطالبة وكأنها اشبه بالفرض في خروج الجيش ، في حين ان الحكومة تأكد عدم دخول الجيش الى تلك المنصات ولكنه كان يرقب ويؤمن ويحرس شرطة الانبار وابناء الصحوات . السؤال عن ماهية ابتعاد الجيش عن المدن ، وبأي فرض حتى يلزم تنفيذه ولزومه ؟ ربما من يقول ان ابتعاد الجيش اسلم حتى لا تثار ازمة جيش نعتوه بالوان الاوصاف والانتماءات ، ويهب من يتقول بان الجيش يقتل المدنيين تحت يافطة ، كلنا يدرك اكذوبتها . اذن ليبتعد الجيش ، ولكن منذ عام والحال هو الحال في المنصات ، وفادة وعشائر وخطباء أباحوا ودون اي خجل من اسقاطات وافتراءات ، الا ثلة من الاشراف ، تخرج في الاعلام وحكومة محلية سجلت موقفا ايجابيا بعد صمت طويل ، وهادي رزيج وشرطته وبعض ضباطه الامناء من بقى على موقفه .
بقى الامر فيما تضمر الانفس ، وما يختلج في خبيئتها ، والدليل بعد يوم واحد فقط وكومضة نيزك ، تصدرت الشوارع وبالعلن هوية من ينتمي الى القاعدة وتبرز عضلاتها بهذه الامكانية . ان الجواب لا يحتاج الى نفاق وملق وتبرير ، بين ابرياء ومتسللين . اذن كيف لهذه الخفافيش على المنصات وهي تتسرب ولها من العدد والعدة حيث تشكل هذا الخطر الداهم . ونحن نستمع الى احد الشيوخ " ابو عبد الله " شيخ البو فهد " وهو يخاطب ويوميء الى من ظهر على الشاشة توا ، لينصب نفسه منقذ ، حيث يقول : الان حمت حميتك وبالامس كنت تتصدر المنصات ، وتوزع الابتسامات وتلوح بالتهديدات .
كنت احس بهذا الرجل صادقا وامينا فيما نقل ، وهو يقود صولة عشائرية على داعش بالفين شخص ، ويفضح بعضا مما ادرك هو في توجهاتهم حيث اشار ، بأن هناك لصوص فرص ، تتقلى بوجهين ، وتصرف بالف عمله ، حين تحكمها النهايات وما تفرز الساحة ، سواء على مستوى الربح حين يكون امثال هؤلاء جنب الجيش وعلى حين غرة ، حيث يتغير المأل ، لما تنتج الوقائع من احوال. وعلى مستوى الخسارة فان امثال هؤلاء قد فرغت مواطن خيلائهم وزهوهم حين كانت تردد المئات صوت الزحف القادم الى بغداد، واذا به نكوص واندحار ، ولما وصلت النيران الى موطن غرورهم ، اصطدموا بداعش وعبثهم وظلاميتهم . هكذا اعطت الارض ومن يسير عليها ، انعكاس بين كر وفر ، من خلال المحسوس وقراءة النتائج .
كان من المفروض ان يبقى الجيش بل ويطارد الخارجين من المنصات وهو يعرف غاياتهم ، وان لا يستجيب البته وهو في موقع الاندفاع ، واحساس عند عدو وصديق انه في صولة حققت الثمار ، ولا يمتثل لما هو رهان كل دعامه هي قبالة المجهول ، هي مخاض عسير وبعد زمن من اصطياد اللحظة الراهنة ، وكي نخرج من هذا المازق الذي وضعنا ملامح الانتصارفيه في بداية سليمة للغاية والجيش يحاصرهم في هذه الفيافي الوعرة ، والاغوار والطبعية الشائكة ، وعند اسقاط هبل المنصات ، اوشك الظفر بين قوسين او ادنى . وان الخطو انتقل الى الطريق المؤدية الى بوابة الانفراج حيث مواصلة الملاحقة مادام الجو مرتهن بعنوان القضاء على الفتنه . .
هناك من يفسر الاستجابة للانسحاب ، بانها اخذت عدة معطيات ، منها حتى لا يغلف بالطائفية وهو ذا سيعطي دفعا ودفقا جماهيريا ، ومنها حسن النية عند قيادة الجيش ، والحرب ليس فيها للعواطف المجانية مكان الا في القلوب .. ربما ان تسحب الى جانبك ندا بالامس فهو فن لعبة وتحجيم خطورة مثلما حدث مما اشار له الشيخ انفا ، ولكن لقد انساق الكثير قبله من العشائر مهما كانت الدوافع ، طارئة او مؤسسه ، لكن ما افصحه الواقع جعل من تيار عشائري جارف يموج ويتأهب لصد داعش ، رغم ان داعش لم تات برمتها من كوكب اخر ، ولكن هنا ادرك الاغلب من العشائر ، بأن الحياة بين الهدم والبناء ، وكل دورة للهدم والظلامية ، لابد ان تكشفها حقيقة من يريد البناء والعيش الامن، حتى لتشكل رصيدا فكريا وجماهيريا ومباديء جديده وبمضمون ذي رؤية تلبس كل لون من الالوان حلة تختلف ودورا اكثر واقعية حين تميز ، بين الظلام والنور . الان والدفق الجماهيري منطلقا ، وهو موقف يتمثل وطنيا ، واخلاقيا ، وهو ارادة الخلاص من استباحة الدم ، واذ تملي على المرء هذه المعطيات ، فهو واجب على العشائر اولا ، وهو واجب ملزم على الجيش ان يؤديه لخلاصهم ، حين دعوتموه لبى ، وحين اراد البعض ممن يضيرهم وجود جيش وطن ، ان يبعدوه رغم الانسحاب على مضض وقف يحرس المدن عند اسوارها ، واليوم اذا نادى الشرفاء ان يدعمه امام هجمة ضروس لم يتوانى . فلنثق ان الحياة الكريمه والاطلالة على الوجود بمعان الرقي تترك وراءها ، ما اسس الطائفيون من ارث سيء وقتل دون تميز . لنعيش في بلد يضمنا جميعا وقادر ان يحتوينا اثنيات وطوائف بتوحدنا .